رئيس التحرير
عصام كامل

وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج: تحصيل أموال المغتربين وتشغيلهم «مش اختصاصي»

فيتو

  • أبناؤنا في الخارج عايزين يساهموا بأي حاجة علشان مصر
  • لقاء مرتقب مع وزير الخارجية لـ" تحديد المهام"
  • هدفي الرئيسي خلال الفترة الحالية ترتيب البيت من الداخل
  • تجميع أكبر عدد من المهاجرين لتسجيل بياناتهم وإدراجهم بشكل شرعي
وزارة بلا اختصاصات واضحة حتى وقتنا الحالى.. اجتماعات مرتقبة لتحديد جدول الأعمال.. ورغبة مؤكدة في تعديل الصورة، إعطاء الأمر مقدار الأهمية الذي يستحقه، وقبل هذا وذاك، تحقيق حلم رئيس الجمهورية بربط أبناء مصر في الخارج بوطنهم الأم.


ما سبق لا يتعدى كونه ما يمكن وصفه بـ"أجندة عمل" السفيرة منى مكرم عبد الشهيد، وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج، والتي تحدثت عن تفاصيلها مواعيد تنفيذها في الحوار التالى:


في البداية.. هل واجهتك أزمات في تحديد مهام الوزارة الجديدة في ظل حديث البعض عن تماس بعض المهام مع دور وزارة الخارجية؟
بالطبع.. لكن هناك لقاء مرتقب مع وزير الخارجية، سامح شكرى، عقب انتهاء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، من المقرر أن يتم خلاله تحديد مهام الوزارة الجديدة، حتى لا تتداخل مهامها مع بعص مهام وزارة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالقطاع القنصلي في الوزارة.

حديثك هذا يؤكد ما تداوله البعض حول وجود تداخل في المهام بين "الهجرة والمصريين في الخارج" ووزارتي القوى العاملة والخارجية؟
أولا.. أود تأكيد أمر مهم، وهو أنه لن يكون هناك أي عمل دون تخطيط داخل الوزارة الجديدة، وبناءً عليه تم عقد لقاء مع وزير القوى العاملة، جمال سرور، لإتمام عملية فصل الوزارتين وفى الوقت ذاته التعرف على مناطق الالتقاء بين الحقيبتين الوزاريتين، بما لا يؤدي إلى وجود أي أمور وأزمات من شأنها تعطيل العمل.

هل تتفقين مع الرأى القائل بأن قرار فصل قطاع الهجرة عن وزارة القوى العاملة صائبا؟
بالفعل.. قرار حكيم من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أبدى منذ توليه المنصب الرئاسي اهتماما بالغا بأبناء مصر في الخارج، وتخصيصه وزارة لهم يؤكد حرصه على ربطهم بوطنهم الأم.

من خلال عملك في السلك الدبلوماسي طوال السنوات الماضية.. من وجهة نظرك ما مدى تقبل المصريين في الخارج للتواصل مع الوطن؟
من خلال خبرتى مع الخارجية وتعاملي مع الجاليات أؤكد أن"الناس دى عايزين يساهموا بأي حاجة علشان مصر وهما كانوا بيحسوا بالتهميش قبل كده".

وما تقديرك فيما يروج له البعض أن المصريين في الخارج يعتقدون أن المسئولين هدفهم فقط الحصول على الأموال؟
هذا حقيقي.. طريقة التعامل والخطاب بين المسئولين في الداخل وأبناء مصر في الخارج، في السابق، كشفت الحرص فقط على استغلالهم ماديا من خلال التحويلات البنكية، والمساهمة المالية وفقط، لكن في الوقت الحالي وطريقة تعامل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلقت ثقة كبيرة ونية مخلصة لمساندة الوطن الأم.

نعود للوزارة وطبيعة عملها وما يمكن أن تقدمه في الفترة المقبلة؟
يجب تأكيد أمر مهم وهو أن الوزارة لم تحدد اختصاصاتها حتى الآن، فضلا عن أن هدفنا في المقام الأول ترتيب البيت من الداخل، من خلال توزيع الأدوار على مسئولي الوزارة الجدد، وبناءً عليه سيتم تحديد ما يمكن أن تقوم به الوزارة.

لكن إلى أن يتم ذلك ما رؤيتك في خدمة أبناء مصر في الخارج؟
أبرز ما يواجه المصريون في الخارج من مشكلات يتمثل في البيروقراطية، وعدم وجود خدمات حقيقية فيما يتعلق باستخراج بطاقات الرقم القومي، وجوازات السفر، وغيرها من الأوراق التي يحتاجها المصريون، خصوصا في أماكن مثل إيطاليا، هذا بالإضافة إلى فتح قناة شرعية للتواصل مع المبدعين من أبنائنا في الخارج، لا سيما هؤلاء الذين تبوءوا مراكز مرموقة ولهم دورهم في أماكنهم.

وهل ذلك التواصل لم يحدث من قبل؟
"الناس كانت بتخاف علشان مفيش جهة يكلموها وبيخافوا من النصب عليهم، وده اللي خلي المصريين في الخارج يكونوا مبسوطين من الوزارة الجديدة، لأنها ستكون حلقة الوصل والمنفذ الشرعي بينهم وبين بلدهم".

كيف يمكن أن الاستفادة من تحويلات ما يقرب من 12 مليون مصري في الخارج لخدمة الوطن؟
أريد الإشارة هنا إلى أنه لا يوجد هناك إحصاء دقيق للمصريين في الخارج، إلا أننا مهما كان العدد سيكون دورنا منظما من خلال التواصل مع اتحادات المصريين في الخارج، والعمل على تحديث قاعدة بيانات قطاع الهجرة، ليكون هناك إحصاء دقيق يمكن من خلاله ضبط عملية التحويلات.

قبل فصل الهجرة عن وزارة القوى العاملة كان التواصل يتم عن طريق "فيديو كونفرانس" هل سيتم الالتزام بهذا الأمر؟
وزارة الهجرة وشئون المصريين في الخارج ستكون وزارة ميدانية، حيث سنتوجه لأماكن تجمعات المصريين في كل مكان، للتعرف عن قرب على مشكلاتهم ومناقشة سبل حلها بما يعود بالنفع على الجميع، خصوصا أن المواطن دائما يحترم المسئول الذي يذهب إليه ويتواصل معه عن قرب، ولن يكون التواصل مع المصريين في الخارج فقط من أجل الحصول على تحويلات بنكية، لكن للتعرف على همومهم وربطهم بوطنهم الأم ورفع روح الانتماء والولاء لهذا الوطن.

هل معني ذلك أن الهدف من الوزارة ليس فقط استثماريا بحتا لجلب أموال المصريين في الخارج؟
قطعا.. الهدف الأساسي الاهتمام بهم وربطهم بالوطن، ومن لديه النية في الاستثمار وخدمة بلده "أهلا وسهلا"، لكن هدف الوزارة في الأساس التعرف على متطلباتهم، وفي حالة (قفة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟) المصري في الخارج في مسئولي البلد، فلن يتأخر في خدمتها مهما كلفه ذلك.

نعود لتأكيدك عدم توافر إحصاء رقم حقيقي للمصريين في الخارج.. ما السبب في هذا الوضع؟
لأنه ليس كل المصريين في الخارج، سافروا بطريقة شرعية، فهناك كثيرون غير مسجلين، لسفرهم بشكل غير شرعي، خاصة في دول مثل إيطاليا التي يهرول إليها كثير من الشباب باعتبارها بوابته إلى أوربا، ففي الفترة من 2007 حتى 2011، وصل عدد المصريين في ايطاليا بشكل شرعي 64 ألف، بينما أضعافهم غير مسجلين.

وما الدور الذي ستقوم به الوزارة في هذا الشأن؟
سيكون هناك تنسيق مع الخارجية لتحديث قاعدة البيانات وتجميع أكبر عدد من المهاجرين لتسجيل بياناتهم وإدراجهم بشكل شرعي.

من بين مطالب المصريين في الخارج تحمل الدول تكاليف نقل المتوفين.. كيف سيتم ذلك؟
الموضوع في الأساس أن الدولة هي من تتحمل ذلك ولكن المشكلة التي نعاني منها هي البطء في الإجراءات، وهو ما سنعمل عليه، فمبجرد وجود شهادة تؤكد عدم مقدرة الأهل على نقل المتوفي سيتم على الفور اتخاذ اللازم وتحمل المسئولية؛ لأن هذه المسألة إنسانية في المقام الأول و"إكرام الميت دفنه".

أزمة الهجرة غير الشرعية.. هل من الممكن التغلب عليها؟
الهجرة غير الشرعية مشكلة أزلية، وما زالت هناك رغبة لدى الكثيرين من أبناء مصر في الداخل للهجرة، وذلك بسبب العديد من العوامل على رأسها عدم وجود فرص عمل ومقومات الحياة التي يحلم بها أي شاب، بالإضافة إلى غياب الوعي بمخاطر الهجرة غير الشرعية.

وبالنسبة للوضع القائم للموجودين خارج مصر بشكل شرعي هل من الممكن أن يكون للوزارة دور في تقنين أوضاعهم؟
هذا سيكون عبئا على الحكومة، لأن الكثير من الدول لن تقبل بهذا العدد على أراضيها، وسيتم إعادتهم فورا، ففي إيطاليا في حال وجود مهاجر غير شرعي فوق الـ 18 سنة يتم إعادته على أول طائرة إعمالا لاتفاقية حق التوطين.

وماذا عن من هم دون الـ 18 سنة؟
في إيطاليا من يدخل دون 18 سنة، يحصل على إقامة "وفي مصر فهموا ده علشان كده أكثر المراكب اللي بيتم ضبطها بيكون عليها أطفال"، خاصة وأن القاصر بمجرد وصوله يتم التحاقه بمدرسة داخلية يتعلم فيها الإيطالية، وأثناء عملية التعليم يتم الالتحاق بمركز تدريب على مهنة أو حرفة بعينها.

وهل هذا الأمر يمثل خطورة؟
هذا حقيقي.. حلم الشباب بالسفر وإيجاد كل المقومات التي ذكرتها في بلد مثل إيطاليا يؤدي لفقدان الانتماء للوطن الأم، حتى أصبحوا منفصلين وكارهين للعودة.

وزارة القوى العاملة قبل فصل القطاع أعدت قانونا للهجرة.. ما تقييمك؟
القانون معي ولم أطلع عليه لأبدي الرأي فيه، لكن قبل أي شيء سيتم عرضه للحوار المجتمعي للتوافق وإبداء الرأي حتى يلبي طموحات كل أبناء مصر في الخارج.

هل هناك فكرة معينة لهيكل للوزارة الداخلي؟
لدى هيكلان تنظيميان أقارن بينهما لاختيار الأفضل، خاصة أن هذه الوزارة كانت موجودة من قبل ضمها لوزارة القوى العاملة في الماضي، لكن الأهم في البداية معرفة الاختصاصات وتحديد المهام.

المؤتمرات الدورية التي كانت في السابق للمصريين في الخارج هل سيتم الإبقاء عليها؟
قطاع الهجرة كان ملتزما بعدد محدد من المؤتمرات والمعسكرات للشباب، وهذه أنماط تقليدية في التواصل مع المصريين في الخارج، لذا سيكون هناك أفكار مبتكرة لن تكون محددة في أوقات بعينها، لكن سيكون هناك زيارات متبادلة لتعميق العلاقة بين المصريين في الداخل والخارج. 

في قانون الهجرة اتجاه لإنشاء مجلس وطني للمصريين في الخارج.. ما رأيك؟
أتمنى أن يعمل المصريين في الخارج تحت كيان واحد، بعيدا عن المسميات والجهات الكثيرة التي تفرق أكثر مما تجمع، وهدفنا وحدة المصريين في الخارج على أهداف محددة، لبحث المشكلات بشكل موضوعي يسهل علينا الحل.

أثناء التواصل مع المصريين في الخارج سابقا عبر الـ "كونفرانس" كانت هناك العديد من المقترحات التي لا تتحول لواقع على الأرض؟
أتفق معك في هذا الأمر... لذا سيكون هناك تنظيم لهذه العملية، وكما سبق ذكرت لن يكون الحوار والتواصل فقط عبر الفيديو كونفرانس، لكن سيكون هناك لقاءات وزيارات مستمرة بين جميع الأطراف لتسهيل عملية الحوار والنقاش حول كافة المقترحات وتقديمها للجهات المختصة.

انتشرت العديد من المكاتب التي تسهل عملية الهجرة خارج مصر.. كيف سيتم التعامل معها؟
لابد أن تكون تحت إشراف كامل من الوزارة، حرصا على عدم تعرض الشباب لعمليات النصب من هذه الشركات، ولا بد أيضا أن يكون لها غطاء شرعي وقانوني، خاصة أنها تعمل الآن دون أي سند قانوني ولا تتبع أي جهة.

مكتب منظمة الهجرة الدولية في القاهرة.. هل سيتم التنسيق والتواصل معه؟
هناك العديد من الملاحظات على المنظمة، ولكن سيتم التنسيق بالضرورة مع المكاتب الدولية الموجودة والمنظمات الدولية بما يتماشى مع متطلبات المصريين ووفقا لشروطنا ودون إملاء من أحد.

هناك أفكار سيئة راسخة في اذهان المصريين في الخارج عن الأوضاع الداخلية.. ما الحل؟
لابد من وجود قناة تواصل بين المصريين في الخارج والوطن الأم، وها هي الوزارة ستقوم بذلك من خلال فتح كل السبل للتواصل سواء عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أو الإعلام والتواصل بشكل مستمر مع الجاليات لتوضيح الحقائق.

وكيف ستتم عملية ربط الجيلين الثاني والثالث بالوطن الأم؟
يجب التوضيح بأنه هناك مفاهيم خاطئة عن الوضع في مصر، فيما يتعلق بتفشي الجهل والمرض وغيره؛ لذا فبرامج الشباب في الخارج أثناء زيارة مصر، لن تكون فقط في زيارة الأهرامات والأقصر وأسوان، ولكن الأمر أشمل وأهم من ذلك من خلال تنمية السياحة الدينية والتعرف على كافة أشكال السياحة العلاجية والدينية وغيرها من الأمور التي تغير تلك المفاهيم.

وكيف يتم ذلك؟
"أنا مش عايز الجيل التاني والتالت من ولاد مصر في الخارج ييجي يتفرج ويمشي، لا أنا عايزاهم ييجوا يعملوا حاجة للبلد، حتى ولو نزلوا ينضفوا الشوارع وتقديم خدمة حقيقية للبلد".

كيف يتم دعم تصويت المصريين في بالانتخابات البرلمانية؟
علينا أن نعترف أن الانتخابات البرلمانية لن تكون مثل الانتخابات الرئاسية والإقبال عليها لن يكون على المستوى المطلوب، خصوصا أن هذه الانتخابات لها طبيعة خاصة، وأغلب المصريين في الخارج لا يعلمون دوائرهم ولا يعرفون المرشحين، والقنصليات ستقوم بدورها في هذا الشأن.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"
الجريدة الرسمية