رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أسامة أنور عكاشة.. وانتصارات أكتوبر !


أين الأدب والسينما والدراما من انتصارات أكتوبر العظيمة..؟! لا أحد يجيب بصدق، الجميع يبرر بلا منطق، أولا: نتناسى أن المجتمع بعد انتصارات أكتوبر العظيمة، مرت به فترة من أصعب السنوات التي تمر على الأمم، فالتوقع بعد سنوات شد الحزام والعمل من أجل استعادة مصر لكرامتها وأرضها التي احتلت في يونيو 67، انتظر الجميع رخاء وبحبوحة في الحياة، ثانيا: اتجه السادات بكل قوته إلى الأمريكان والغرب ظنا أنهم سيكونون خير صديق، وأهمل العرب وأفريقيا في خطأ إستراتيجي خطير دفعت مصر الثمن فيما بعد، ثالثا: اتجاه السادات للصلح مع الكيان الصهيونى بعيدا عن موافقة العرب من عدمه.


هنا ابتعدت النخبة المبدعة عن انتصارات أكتوبر، وأصبح الهم الأكبر هو تمهيد المجتمع للسلام مع الكيان الصهيونى، تمهيد العقول للتحول من اشتراكية الستينيات إلى ما كان يعتقده المصريون من رأسمالية ستجعلهم يعيشون في رخاء بعد الانغلاق والشمولية الناصرية، ولم تنتبه النخبة التي هللت لاشتراكية الستينيات، وتهلل للسادات أنها تدمر في البنية الأساسية للوطن وليس مجرد نفاق للحاكم، وهذا أدى إلى تجفيف الانتماء لتراب.

سألت الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة لماذا لم تكتب شيئا عن انتصارات السادس من أكتوبر ؟! قال عكاشة: انتصارات أكتوبر إحدى معجزات الشعب المصرى وليس سهلا أن تكتب شيئا يعبر عن هذا الإعجاز، والحقيقة أيضا ربما ما أريد كتابته لن يروق أو يوافق عليه الأغلبية من المجتمع، الجميع يتحدث عن بطولة السادات في الحرب، وعن الضربة الجوية الأولى، أو عن عبقرية الخطط العسكرية..البطل الحقيقى ليس كل هؤلاء، إنه الشعب المصرى!

أضاف الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة:الشعب المصرى عاش ست سنوات في نفس الخندق الذي كان يعيش فيه الجندى والضابط في خط المواجهة، كل أسرة كان لها ابن قد تكون في أمس الاحتياج له لأنه عائلها ولكنها صمدت وصمتت من أجل حرب التحرير، ما من أسرة استشهد لها ابن أو أكثر ولم تتبرم أو تغضب إيمانا منها بقضية وطنها، الشعب المصرى هو الذي أصعب وأنبل سنوات عمره لمدة 6 سنوات وكان ينتظر لحظة الانتقام والعبور لتحرير سيناء وأيضا استعادة الحق الفلسطينى..!

قلت: أستاذ أسامة أنت تنزع من السادات وقادة الحرب بطولاتهم!؟ أجاب بحدة وحسم: قرار الحرب أي رئيس كان لابد أن يتخذه، عبدالناصر لو عاش أو أي رئيس مكان السادات لم يكن هناك أمامه اختيارات، وأى رئيس لم يكن لديه قدرة على مواجهة الشعب المصرى ويتجاهل حرب استعادة الكرامة!

المعروف أن القوات المسلحة كانت قد اتفقت على إعداد عمل كبير عن انتصار أكتوبر، وبدأت بالفعل التجهيزات بتكليف الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة وذلك في بداية التسعينيات، وبدأت الاجتماعات بتوفير بعض الملفات من القوات المسلحة ولكن قامت أخبار اليوم بقيادة إبراهيم سعدة بحملة جبارة متهمة أنور عكاشة بأنه سينسب الانتصار للحقبة الناصرية وجمال عبد الناصر وهذا أمر مريب من أخبار اليوم التي تحقد كل الحقد على عبدالناصر وفترة رئاسته لمصر، وتوقف العمل وفشلت محاولة القوات المسلحة ولم تنفذ أخبار اليوم ما وعدت به بأنها ستنتج عملا لتخليد الانتصار!

أعود للقول بأن انتصار أكتوبر لايزال يبحث عمن يخلد بطولاته، ونحن لا نتعلم من الغرب إلا ما هو سيئ وإلا فلماذا لم نتعلم من السينما الأمريكية في تعاملهم مع الحرب العالمية أو حتى فيتنام!!؟ ومع هذا سيظل 6 أكتوبر -العاشر من رمضان أيام العز والفخار للشعب والجيش المصرى..وعاش اللى قال للرجال عدو القناة!
Advertisements
الجريدة الرسمية