رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإعلام بين السلبية والإيجابية


هناك آراء متعددة حول الدور السلبي الذي يقوم به الإعلام المصري في الوقت الراهن، وحين نقول الإعلام فنحن نعني الصحافة الورقية، ولكن أهم منها القنوات التليفزيونية الفضائية.


وذلك لأن هذه القنوات ابتدعت – تقليدًا للبرامج التليفزيونية الأجنبية – صنيعة برامج "التوك شو"، التي ينفرد فيها مقدم البرنامج – أيا كان مستواه الفكري والثقافي - بالميكروفون، ويثير ما شاء من قضايا سياسية واجتماعية، وهو عادة – في الأغلب الأعم - ما يأخذ دور "المفتي" الذي يصوغ ما شاء من فتاوى في كل ميادين المعرفة، وفي كل مجالات الحياة، وليس شرطًا أن يصدر هذا المقدم عن معرفة حقيقية؛ لأنه غالبًا ما يعتمد على قراءات سطحية ويمارس تقديم انطباعات لا أساس لها.

وقد يلعب دور "الزعيم"، الذي ينتقد ممارسات قادة النظام السياسي؛ لكي يثبت لنفسه أنه إعلامي "ثوري"، لا يشق له غبار، مع أنه عادة ما يمارس "الغوغائية" بكل ما تعنيه من معنى.

وليس هناك شك في أن الإعلام المصري يمر الآن بحالة مرضية بالغة الخطورة؛ لأنه غالبا ما ينشر "الوعي الزائف" لدى الجماهير، ويحترف التركيز على سلبيات الممارسات السياسية والاجتماعية والإدارية، ونادرا ما يضيء حالات النجاح المشهودة، وهو بذلك إنما يقوم بنشر سحابات اليأس في المجتمع، ويصيب المواطنين بالإحباط؛ لأنه لا يقدم لهم طاقة نور تعطي الأمل للناس في أن مشكلاتهم الجسيمة، التي هي ميراث عصور الشمولية والسلطوية، يمكن أن تحل لو توافقت السياسات الحكومية الفعالة مع الإرادة الجماهيرية.

ومن الأمراض الخطيرة التي أصابت الإعلام المصري، سيطرة الإعلان على الإعلام، ولو عرفنا أن كل القنوات الخاصة يملكها رجال أعمال، لأدركنا مخاطر أن تترك هذه القنوات لتكون في المقام الأول بوقا للدفاع عن مصالح مالكيها من رجال الأعمال.

وقد برزت في السنوات الأخيرة، ظاهرة "النجوم الإعلاميين"، الذين أصبح ملاك القنوات يغدقون عليهم أجورا بالملايين سنويا، ما جعلهم - بحكم حقيقة التراكم الرأسمالي لديهم - ينغمسون في مجال "البيزنس"، ويصبحون رجال أعمال صغارا، وهنا تختلط المصالح الخاصة بالمصلحة العامة، ما يخلق أجواءً من الفساد لم يعهدها الإعلام المصري من قبل.

أزمة الإعلام تحتاج إلى تحليل سياسي عميق.
Advertisements
الجريدة الرسمية