رئيس التحرير
عصام كامل

«شادي عبد السلام».. عاشق السينما «بروفايل»

فيتو

الكاتب والمخرج ومهندس الديكور ومصمم ملابس مصري، ومتعدد المواهب، عاشق السينما، ولد في 15 مارس 1930 بمحافظة الإسكندرية، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1986، إنه الفنان شادي عبد السلام.



ساهمت نشأته في ظل عائلة صعيدية عريقة، في حبه للحضارة الفرعونية، فسعى للربط بين الماضي والحاضر، فوالده كان محاميا كبيرا ومرموقا، وترقى في سلك القضاء، أعلى المناصب، وأتاح له الذهاب لمشاهدة آثار بلاده الفرعونية، فرآها بوجدانه وعقله وليس بعينيه فقط.


"رب ضرة نافعة"، هذه الجملة هي الأدق تعبيرًا في وصف موهبة المخرج شادي عبد السلام؛ حيث أصيب في طفولته بمرض ما، منعه من الانتظام في الدراسة لمدة معينة، فاستغل هذا الوقت في إصقال مواهبه العديدة في القراءة الأدبية والفنية والتاريخية والرسم والتصوير والتصميم.

على الرغم من أنه حصل على درجة الامتياز في العمارة، إلا أنه لم يكن لديه الرغبة في العمل كمهندس معماري، فقرر العمل بالسينما بعد قضاء الخدمة العسكرية.

فدخل عالم السينما عن طريق المخرج صلاح أبو سيف في فيلمه (الفتوة)، واقتصر عمله على تدوين الوقت الذي تستغرقه كل لقطة. 

في عام 1957، عمل شادي كمساعد للمهندس الفني رمسيس واصف، ثم عمل مساعدًا للمخرج صلاح أبو سيف في أفلام "الوسادة الخالية، الطريق المسدود، أنا حرة".

"صدفة خير من ألف ميعاد"، وهذا التعبير أيضًا أشد وصفًا لعلاقة شادي بالعمل السينمائي، ففي أثناء عمله مع المخرج حلمي حليم في فيلم "حكاية حب"، تغيب مهندس الديكور، فقام شادي بعمل الديكور الذي كان ملفتًا للنظر، ما دفع المنتجين للتعاقد مع شادي، على تصميم وتنفيذ ديكورات مجموعة من الأفلام، ومن أشهرها فيلم (واإسلاماه).


عام 1966، عمل مع المخرج الإيطالي الكبير روسيلليني، في فيلم (الحضارة)، ويرجع الفضل له في تحقيق رغبة شادي في الانتقال إلى مهنة الإخراج، وفي عام 1969 كانت تجربته الأولى في الإخراج من خلال فيلمه الطويل (المومياء)، وهو الفيلم الذي تحول إلى واحد من أهم أفلام السينما المصرية.

 

قام بعد ذلك بإخراج (شكاوى الفلاح الفصيح)، وهو فيلم قصير استوحى فكرته من بردية فرعونية، عمرها أربعة آلاف سنة، تتناول قصة فلاح يطالب السلطة باسترداد حقه.

وفي الفترة ما بين عامي 1974 و1980، أخرج أربعة أفلام تسجيلية قصيرة، أولها فيلم (آفاق 1974)، ثم فيلم (جيوش الشمس 1976)، ثم فيلم عن إحدى القرى الصغيرة التي تقع بالقرب من معبد (إدفو) الفرعوني في أسوان، كما قام بإخراج فيلم مدته ثلاث دقائق ونصف، عن ترميم واجهة بنك مصر.


الجريدة الرسمية