روسيا وسوريا وأمريكا! (2)
طبقا لما أعلنته روسيا، فإنها تقوم بغارات على سوريا بنحو 28 طائرة وهذا عدد قليل، أولا إذا قورن بعدد الطائرات التي يواجه بها التحالف الذي تقوده أمريكا ضد داعش في العراق، وثانيا إذا تم قياسه بهدف القضاء على داعش في كل الأراضي السورية، ومعها بقية الجماعات المسلحة الأخرى التي يعتبرها بوتين مثل داعش إرهابية.
ولذلك يمكننا أن نستنتج وجود هدف آخر للتدخل الروسي العسكري في الأزمة السورية، بجانب مواجهة داعش.. ولعل هذا الهدف يتمثل في رغبة روسيا في فرض وجودها في أي حل للأزمة السياسية من خلال هذا التواجد العسكري لها.. وهذا في إطار يمكننا الإجابة عن سؤال: هل تحول روسيا تدخلها العسكري في سوريا من تدخل جوي فقط إلى تدخل بري؟
فحتى الآن لا تحتاج روسيا للتدخل البري، خاصة أنها بطائراتها تساعد القوات البرية السورية على مواجهة التنظيمات المسلحة، وهذا ما يحدث الآن بالهجوم الجديد للجيش السوري المدعوم بالطائرات الروسية لاستعادة مدن وبلدان مجددا تسيطر عليها هذه التنظيمات.
كما أن روسيا في ظل قيادة بوتين، لا تغامر أو تقامر وإنما تتحرك بقوة، ولكن تحركها عادة يأتي مدروسا، وهذا فعله الرئيس الروسي في الشيشان من قبل وفعله في أوكرانيا مؤخرا وغالبا يفعله الآن في روسيا.. أن تدخله العسكري في سوريا محسوب وبقدر وبأهداف محددة.
