رئيس التحرير
عصام كامل

صراع ياء وراء.. والحل في عين أو ميم!


من الواضح أن موضة الأيام دي هي عودة الثنائيات المُتضادة أو المُتشابهة، وقد تعددت هذه النماذج باختلاف العلاقة بين طرفيها، حاجة كدة زي علاقة الأهلي والزمالك، اسمين مُتلازمين لفترة طويلة رغم علاقة التنافس الأبدي بينهما، ولكُل طرف منهما مؤيدون ومُعارضون وعاشقون وكارهون، وفي النُص ناس حيرانة أو هفتانة أو شرقانة، قُل ما شئت.. وقِس على ذلك ثُنائيات شهيرة أخرى لا ينساها أحد، زي (بيبو) و(بشير).. وزي الإخوان والسلفيين.. وزي (توم) و(جيري).. إلى آخر هذه الأمثلة!


على كُل حال وعلى طريقة الضمانة القانونية المعروفة في الأفلام العربي، التي يعرف الجميع أنها غير صادقة دائمًا، فإن الأسماء غير الواردة في هذا الموضوع لا تمُت للواقع بصِلة، وإن تصادف ووُجِدَت أحداث حقيقية تقترب كثيرًا أو قليلًا من بعض الوارد ذكرها بالأسفل، فهذا من قبيل الصُدفة البايخة التي لا تختلف كثيرًا عن صُدفة التقائك ببعض العضم في الكِرشة!

والحكاية أنك قد تختلف أو تتفق مع الإعلامي (ي)، عن نفسي أقلعت عن الاختلاف أو الاتفاق معه، فلقد توقفت عن مُتابعة إنتاجه الإعلامي والمهني مُنذ زمن بعيد، بعدما وجدت أنه لا يُقدِّم ما يُثير الاهتمام أو يدفع العُقلاء للالتفات إليه، لاسيما بعدما سار - قبل عدة سنوات عندما قررت الإقلاع عن العادة السيئة الخاصة بمُتابعة برنامجه - فى طريق استضافة بعض الساسة النُص كُم والذين غلب تواجدهم على الساحة وقتها للتحاور معهم، وهو لا يصلُح بأي شكل لذلك الاختصاص بالتحديد؛ إذ يفتقد (ي) - رغم قدراته الإعلامية الأخرى - القُدرة على اختراق أي ضيف مراوغ وغير صريح (وهي صفة أصيلة في السياسي حتى لو كان سياسي مضروب زي ضيوف الأستاذ وباقي ساسة تلك الحقبة الزمنية الله لا يرجعها)، فتخرُج حلقة برنامجه في قالب كوميدي لا يختلف عن نفس قالب فيلم مُطاردة غرامية الشهير بديلًا من القالب السياسي المطلوب في زمن صعب زي زماننا، قبل توقُّفه -مشكورًا - عن تقديم برنامجه بعد ذلك؛ اعترافًا منه - ربما - بعدم قُدرته على بذل الجهد الكافي لإدخال البهجة لقلوب مُشاهديه، المُهم أن موقفي تجاهه كان قائمًا على المبدأ الشهير "يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز عسل منك"!

على جانب آخر، فقد كان العجيب أن موقفي من (ر) وبرنامجها كان يتشابه مع مثيله عند (ي) تمامًا، فلم أهتم كثيرًا بمواضيع العفاريت العاشقة، إللي كُل همَّها تجيب جماجم بتخُر دم أحمر لبعض البشر في الفلانتاين بالذات، والجان إللي بتركب بني آدمين علشان تروح بيهم مشاوير؛ رغبة منهم في توفير أجرة الميكروباص، ما يؤكد لك أن كثيرًا من تلك المخلوقات غير المرئية يتميَّز بالبُخل الشديد الواضح، ناهيك عن باقي المُعجزات التي تعرضها (ر) في برنامجها، التي تتراوح ما بين بُرص بيلعب استغماية مع مجموعة ضفادع، أو الفتاة التي تتحوَّل إلى شجرة موز في فصل الربيع، فيستيقظ أهلها كُل صباح ليُفاجأوا بأن حُجرتها مليانة موز ناضج، وقرود عمَّالة تتنطط فوق الدولاب والسرير، على أساس الشيء لزوم الشيء، أو تصوير عملية إعادة تكوين جُثة زوج انتقمت منه زوجته بتقطيعه إلى 26 حتَّة، وقامت بدفن كُل حتَّة في مُحافظة شكل، وهي تُجري حوارًا مع الزوج (القتيل لا مع الزوجة القاتلة) لتسأله بكُل أريحية: أنت ندمان أنك اتقتلت؟.. طيب الموت كويس؟.. طيب مراتك المُجرمة دي دَفَنِت قفاك في أنهي مُحافظة؟!

ولم أفهم طبيعة العامل المُشترك الذي جمع بين الثنائي في صراع واحد مؤخرًا، تبادلا فيه كُل الصفعات والركلات والخوابير الإعلامية العلنية من غمز ولمز وسخرية رايحة جاية، تخللتها طبعًا بعض أوقات المُهادنة لزوم إبداء الأدب غير المتوافر عند أيهما، ليُسيطرا على كل صفحات المواقع الإخبارية والفنية والرياضية، وتبلغ شهرتهما معًا الآفاق، ليكوِنا دويتو قادرا على جذب اهتمام الجميع بلا استثناء كأنهما (إسماعيل ياسين) و(الشاويش عطية)!

فهل تعدى (ي) حدوده وتحدَّث عن بعض العفاريت التابعة لـ(ر)، أم قامت هي بتجاوز اختصاصاتها والاستيلاء على بعض مُكتسباته بمُزايدة سياسية جار عليها الزمن والشعب وأظهرت الأحداث رخصها؟.. لا أدري الصراحة، لكن ما أعرفه أن الزملاء والأصدقاء المُشتركين بين الثنائي ربما يفشلون في إصلاح ذات البين بينهما، فيكون أمام الثُنائي المُتناحر حَل من اتنين، يا إما يتصالحوا عن طريق أحد العفاريت، يا إما يتصالحوا عن طريق مأذون (وهو كائن لا يختلف عن العفريت كثيرًا وربما يكون أكثر بشاعة منه)، وبعدين يبقوا يكملوا خناق في بيتهم بعد كدة بعيد عننا!
الجريدة الرسمية