رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

من التسييس إلى التهييس.. انتصار والبورنو


تابعت على قناة القاهرة والناس حلقة من برنامج نفسنة الجديد، تقدمه الممثلة انتصار، والممثلة شيماء سيف، والمذيعة هايدي كرم، وتعرض البرنامج لعدد من القضايا الاجتماعية والسياسية، من أهمها حرب المواقع الاجتماعية بين المصريين واللبنانيات بمناسبة خروج الشعب اللبناني غاضبا على القذارة البيئية، والقذارة السياسية معا؛ لعدم وجود رئيس لبناني أو حكومة فاعلة منذ أمد طويل.

ولسنا هنا في مجال بيان الأسباب الطائفية وأسلوب المحاصصة المعمول به هناك، لكننا في مجال العرض الفج، من لوحات رفعها اللبنانيون، ببساطة وعرضتها انتصار وهايدي وشيما، وعلى إحدى هذه اللوحات الاحتجاجية لفظ قذر بالعامية، ربما يخفف من وطأته أن نذكره بالفصحى، وهو "حلوا عن مؤخراتنا".

ولم تتورع القناة ولا سيدات البرنامج عن بث اللوحة كما هي، وبررت المذيعة ذلك بأنها عادية جدا وفقا لثقافة الشعب اللبناني وحياته، لكنها كبيرة ولا تجوز في حياتنا كمصريين، وقالت ذلك بلسانها، ومع ذلك أذاعتها وأظهرتها مرتين.

وتناولت المذيعات، زعل اللبنانيات من تعليقات الشباب والذكور المصريين حول هروب المزز من الفتيات اللبنانيات إلى مصر بعد ثورتهم هناك، ورغم وقاحة الرد اللبناني من فتاتين تحدثتا عن دناءة المتحرش المصري، لكن الرد الذي بثته القناة لفتاة مصرية محجبة هو بمثابة إشعال لفتنة بين الشعبين الشقيقين، في إطار من الردح على الطريقة المصرية، "ياللي ماعندكوش رجالة، لا ياختي داحنا رجالتنا زي الفل، وإللي مش عاجبها حتاكل بالجزمة"!

وطبعا لم يفت انتصار بجرأتها المتجاوزة، مستندة إلى ظنها بأنها خفيفة الظل وبنت بلد متنورة، أن تشرح للناس معنى اللافتة القذرة التي كتبها أحد المتظاهرين اللبنانيين، ونصها كما يلي بالإنجليزية وترجمتها "كنت مع صديقتي التي كانت في قذارتها معي مثل أي سياسي".

كله كوم وفقرة الأفلام الإباحية التي صالت فيها انتصار وجالت، وتباهت بأنها تشاهدها، وكشفت عن وجود قناة تقدم الجنس في إطار درامي، وقالت تعليقا على قول أحد الشبان المراهقين إنه يشاهد البورنو لأنه يصبر نفسه!

هنا قفزت الشيخة انتصار إلى صدر منصة الإفتاء، وحللت ما يفعله الشاب بأنها معجبة بشجاعته وأنه يتصبر، ومن استطاع منكم الباءة فليتزوج، والولد مش قادر وإللي مش قادر يتصبر بلقطة بورنو!

رفضت شيماء سيف هذا المنطق وزجرتها بخفة ظل، وقالت لا ياختي إللي مش قادر يصوم، لكن هايدي كريم رأت أنها حرية شخصية!

الكلام فاضح وفج وتبريري، وجارح، وكاشف، وممهد لمن تساوره نفسه، بل أعطت هذه النفسنة المبرر الاجتماعي بشيوع المشاهدة السرية، ومن ثم فما دام الناس كلهم أو معظمهم وفيهم ممثلة مثل انتصار، ومذيعة ملونة شعرا وبدنا وعينا مثل هايدي، يشاهدون ويرون المنع بابا واسعا لمجتمع ينتشر فيه الشذوذ والمحرمات، فما المانع من جعل البورنو ثقافة شعب، وعلى رأي انتصار فإن البورنو مدرسة يتعلم فيها الشاب كيف يمارس، وكيف يكفي شريكته، وعشر كيفات أخريات!

ما هذه النفسنة؟!.. ما الهدف من ثرثرة النسوان في القاهرة والناس بجهل اقترن بالتجرؤ والتفحش؟

الحق أن تهييس المجتمع ببرامج عن مصارينه وملابسه الداخلية، وعفاريته، والتركيز على العاهات الاجتماعية الأخلاقية من اغتصاب وجنس وجن، لن يقل في عواقبه عن عملية تفجير البلد طيلة سنوات ما قبل ٢٥ يناير وما بعدها، تحت دعوى تسييس المصريين، وهو ما أدى إلى احتراق الجميع بنيران الفوضى.

على الممثلة انتصار أن تتأدب، وأن تحبس لسانها عن البذاءات، فابتسامتها الساذجة مدعية البراءة لم تنج من بجاحة اعترافاتها، وعليها أن تتذكر أن ليس كل ما يعرف يقال، وأن الله يستر المرء، لكنه يخرج ليفضح نفسه!

فضحت نفسك، وتلك ليست المشكلة، بل المؤلم أنك متباهية، وأنك داعية ومبررة، وأن القناة الرصينة، سقطت سقوطا اجتماعيا، كنا نربأ بها عنه!

هل انتهينا من التسييس لندخل عصر انتصار في التهييس؟!
حاجة تقرف..
Advertisements
الجريدة الرسمية