رئيس التحرير
عصام كامل

روسيا وسوريا وأمريكا! (1)


ليس صحيحا أن قيام الروس بغارات جوية في سوريا، يتم بالاتفاق مع الأمريكان والغرب.. بل الصحيح أن هذه الغارات الروسية تثير ضيق وقلق الأمريكان والغرب؛ لأنها لا تعد فقط دعما لنظام بشار الأسد، وإنما - وهذا هو الأهم - تربك خططهم في سوريا؛ لأن الروس صاروا بذلك طرفا حاضرا فرض وجوده على مائدة التفاوض بخصوص مستقبل سوريا في أي وقت فيما بعد.


وليس صحيحا أيضا أن الأمريكان والغرب يرحبون في قرارة أنفسهم بهذه الغارات الروسية، وربما يشجعهم عليها لتورط روسيا في المستنقع السوري، كما تقول كتابات أمريكية وغربية وعربية.. وإنما الصحيح أن الأمريكان والغرب يغيظهم أن الروس يرفضون محاولات تحجيم دورهم عالميا وفي منطقة الشرق الأوسط تحديدا، ولذلك هم يحاولون بكل السبل ومنها تخويف الروس من المستنقع السوري؛ حتى لا يتمادوا في ممارسة القوة مثلما يفعلون الآن في روسيا، وسبق أن فعلوا في القرم.

ولكن في المقابل، فإن الغارات الجوية سواء كانت روسية أو أمريكية أو فرنسية لا تكفي وحدها للقضاء على داعش في سوريا أو العراق.. الأمر يحتاج لقوات برية تستفيد من هذه الغارات؛ لتهاجم عناصر داعش لتقضي على وجود هذا التنظيم، وقد تأكد الجميع من تلك الحقيقة في العراق.. رغم الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده أمريكا، مازال داعش يسيطر على مساحات من الأراضي العراقية.. فهل ستقدم روسيا على المشاركة في سوريا بقوات برية؟

نجيب غدًا..
الجريدة الرسمية