رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فضيحة أمريكا في سوريا.. بجلاجل!


تعامل أمريكا وحلفائها مع التدخل الروسي في سوريا يشعرك وأن لوثة عقلية أصابت أوباما وأردوغان وكاميرون تحديدا.. واعتقادنا أن جزءا من اللوثة حقيقي والآخر مفتعل ومبالغ فيه..فأولا.. ما أنجزته القوات الروسية في مواجهة داعش وكل الإرهابيين في أيام فاق ما فعلته أمريكا ومن معها في أكثر من عام وهو ما يعتبر فضيحة بكل المقاييس يؤكد كل الاتهامات التي كانت تنكرها أمريكا علنا أو سرا فها هي الضربات الروسية تؤكد التواطؤ الأمريكي التام مع الإرهابيين طول الفترة الماضية ويؤكد أن تصريحات رئيس الأركان الأمريكي أن الحرب على داعش "قد تمتد لسنوات" كانت تستهدف استمرار التواجد الأمريكي بالمنطقة ويفضح الموقف الغربي كله من داعش ومن كل الإرهاب في المنطقة ومن داعميه ومؤيديه والمستفيدين منه!


والسبب السابق هو الذي يدفع إلى "الهطل الرسمي" في التعامل مع التدخل الروسي..فلا يمكن وصف تصريح رئيس الوزراء البريطاني منه إلا أنه يمزح أو أنه مسطول..فلا يمكن لعاقل أن يقول العبارة التالية "إننا نحارب الإرهاب في سوريا ولكن تدخل روسيا لمحاربة الإرهاب هناك خطأ كبير وندرس إرسال مزيد من القوات لمحاربة الإرهاب"! ويمكن وضع علامات التعجب إلى ما لا نهاية!

كما أن الموقف التركي الذي يصل أيضا إلى حد الجنون بالاحتجاج لدى روسيا واستدعاء السفير الروسي بتركيا للاحتجاج مرتين على خطأ واحد وغير مقصود يؤكد مدى فقدان الأعصاب الذي يعيش فيه أردوغان الممثل الأعلي للشيطنة على الأرض..فأردوغان الذي يقتحم حدود دولتين جارتين له بلا أي التزام بأي قانون هو نفسه الذي يتحدث عن حرمة حدود بلاده الدولية من مجرد خطأ بسيط للطيران الروسي الذي اقترب -اقترب- فقط من الحدود التركية!

التصرف التركي يتم قطعا بالتنسيق مع أمريكا وأطراف أخرى يستهدف ما حذرنا منه قبل أيام من تشويه للتدخل الروسي في سوريا والهدف يمتد لأحلام أمريكية بإشعال الغضب الداخلي ضد بوتين في روسيا وتصوير الأمر بأنه يجر الخراب على روسيا ويدفع العالم إلى حرب عالمية ومواجهات عنيفة وأنه يستفز المسلمين السنة في محاولة للفتنة المذهبية داخل البلاد الإسلامية وإثارة غضب دول الاتحاد السوفيتي السابقة وخصوصا الإسلامية!

وفي اعتقادنا أن الموقف الروسي ثابت ومتماسك بل يتجه إلى مزيد من استخدام القوة داخل سوريا ليس فقط بإرسال قوات بحرية بل بالتلميح إلى استخدام قوات "سبيتسناز" الخاصة الرهيبة التي تعتبر أقوي مجموعات عمليات خاصة في العالم لما اشتهرت به من قدرتها الكبيرة على التخفي والقيام بعملياتها بسرعة مذهلة وبلا خسائر وربما استخدمتها روسيا بعد القضاء على القوة المؤثرة في الجماعات الإرهابية للتخلص منها نهائيا والتي من المؤكد أنها ستلقي دعم أمريكا وبعض دول الخليج وتركيا الآن لاستنزاف روسيا والتصدي لها!

روسيا ألمحت إلى إمكانية تدخل قوات برية من حلفائها بكوريا الشمالية أو روسيا البيضاء أو الشيشان بل وألمحت إلى استعدادها للتدخل في العراق إن طلبت الحكومة العراقية ذلك وهو ما سيدفع إلى صراع إيراني أمريكي على نفوذ كل منهما داخل الحكومة العراقية لمنع أو لإصدار الطلب العراقي!

كل ما سبق يعني أن روسيا فاض بها الكيل وأنها تعود بقوة كقطب دولي أعظم في ظل أسوأ أحوال أمريكا على الإطلاق واضعفها في النصف قرن الأخير أو يزيد وفي ظل تبخر لأوهام بإسقاط سوريا الشقيقة دفعوا من أجلها الكثير والكثير !
Advertisements
الجريدة الرسمية