رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سِكتنالُه.. دخل بحماره!!


أغلب الظن أن السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، قد فهم على نحو خاطئ صمتنا عن إساءاته لفترة طويلة.. ذلك الصمت الذي التزمناه تجاه ممارسات المذكور من باب أنّ ما يمر به الوطن يفرض علينا الاختيار بين قول الحق أو الصمت باعتباره فضيلة، خاصة أنه قد أطلق العنان لعدد من صبيانه للنيل من تجربة حزب «المصريين الأحرار» بطريقة أرخص من تلك التي اتبعها للبقاء على مقعد الباشاوات متبعا في ذلك كل معاول الهدم التي وصلت بالوفد إلى منطقة التسول الانتخابى بعد أن كان مركزا لصناعة النواب.

لم يستوعب البدوي أن الأرض التي تركها فراغًا سيأتي غيره ليزرعها ولم يدرك أن حجم الخلافات التي صنعها طوال الفترة الماضية ستجعل الجميع ينفضّون من حوله، ولم يفهم أن الخرائط تتغير وأن رائحة التاريخ التليد وحدها تتحول إلى قوة طاردة ما دام أن صناع المستقبل قد آثروا التغني بالأطلال دون أن يعوا أن للمستقبل تحديات لا تنتصر إلا لمن يعملون في صمت.
آثر البدوى هذه المرة أن يبنى مجده على التطاول والنيل من تجربة التف حولها المصريون منذ اللحظة الأولى لأنها بنيت على أفكار وطنية خالصة وتناسى أن «بيته الزجاجي» بحاجة إلى «ترميم» وبدلا من أن يلملم أشلاء ما تبقى من حزبه تصور وهما أنه قادر على تشتيت الآخرين أو دفعهم إلى معارك جانبية، لا هذا وقتها ولا نحن ممن يسقطون في مستنقعها.
وبدأت تتطاير شرارات الاتهام لحزب المصريين الأحرار بأنه يشترى المرشحين متجاهلا أن الذين هربوا من نيران حزبه إنما فروا من فشل يقود إلى فشل اشتهر به البدوى فالرجل منذ أن وطئت أقدامه طريق السياسة وهو لم ينجح إلا في صناعة فرق التطفيش وتحويل الوفد إلى ذكرى لم تعد خالدة للأسف الشديد.
ومع صبرنا عليه وصمتنا إزاء ممارساته ارتكب نفس جرم ذلك «القروى الساذج» الذي سكت عليه القوم كلما مر عليهم ممتطيا حماره دون أن ينزل عنه قبل المرور عليهم، فلم يكن من ذلك الساذج إلا أن دخل على الكبار في مجلسهم وهو فوق حماره فقالوا قولتهم: «سِكِتْنَالُه.. دخل بحماره» والذين سكتوا عن ممارسات البدوى كثر.. سكت عنه قيادات تاريخية بالوفد.. سكت عنه جماهير كانت أحق بالوفد.. سكت عنه أصحاب الأمل في الوفد.. سكت الجميع فلم يكن من «الراكب» إلا أن يدخل على الكبار بحماره!!
وبالحق نشهد أن للرجل تاريخا لا ينكره إلا جاحد فقد بدأ الرجل حياته السياسية كقائد لحزب عريق بما هو معروف لدى العامة من فُرقة سادت وخلافات ظهرت وطارد بكل نجاح كل أفكار النهوض بالحزب وتمكن بقدرات هائلة على مواجهة محاولات لم الشمل وقاد باقتدار سفينة معاركه ليصل بحزبه إلى ما وصل إليه، وكفانا أن نذكر له من بطولاته عندما تساءل عما إذا كانت الدولة تريد له البقاء أم لا؟ بالطبع الدولة في عرف البدوى هي مباحث أمن الدولة ليس أكثر!!
Advertisements
الجريدة الرسمية