رئيس التحرير
عصام كامل

ليه يا باشمهندس عز ؟!


غلطان أحمد عز في كلامه للمحكمة. الراجل كان في موقع المظلوم قبل أن يتكلم. كان في موقع المجنى عليه قبل جملتين قالهم مالهمش لازمة.. جملتين حولوا الموقف.. من مجنى عليه، لمستفز.. وواثق في نفسه بلا لازمة ولا سبب.


في المحكمة، قال أحمد عز إنه مستغرب من أن يمنعوا شخصا في "خبرته" من خوض الانتخابات.

الحقيقة كلام مش ولابد.

فارق كبير من أن يترشح أحمد عز لأنه ليس هناك مانع قانونى من ترشحه.. وبين أن يعتقد هو في خبرة تؤهله للبرلمان، والحياة السياسية.

لو كان على الخبرة الباشمهندس، فهو ليس مؤهلا. لو كان على الظروف فالبشمهندس ليس مناسبا في وقت مازال فيه بعض الساسة يستخدمون مصطلحات "الفلول" و"عودة رجال مبارك" طمعا ونكاية. هناك من يستغل الحديث عن "رجوع النظام السابق"، طلبا لمصلحة، أو رغبة في الركوب ودلدلة رجليه.

صحيح.. أغلبهم رفض ترشح المهندس عز للبرلمان، خوفا من أحمد عز. أغلبهم طالب بعزل أحمد عز.. خوفا من أن ينجح أحمد عز.

أغلبهم طالب بمنع أحمد عز غلا.. وضغينة. لو رجال مبادئ حقيقى، وأصحاب مطالبات "ديمقراطية" كما يقولون.. لا كان همهم ترشح عز، ولا غير عز مادام القانون في صفه.. ومادام القضاء برأه من تهم لو أدين فيها لأصبح ترشحه وقتها.. غير قانونى.

لكن الذي حدث، أننا اكتشفنا أن أغلب من ثار على ما قال إنه تمييز.. ومصادرة للرأى، عاد ليمارس كل التمييز والمصادرة. أكثر من تكلم عن الديكتاتورية، عاد ليمارس ديكتاتورية أصعب وأقوى وأشد بأسا.. عارضوا ترشح أحمد عز بدعوى التطهير ومطالب الشعب.. ورغبات الناس.. وكان كلام فارغا.

كانت رغبات في "إخلاء أماكن".. وعدم ثقة. أغلبهم استخدم مصطلحات "التخوين" طلبا لمصلحة، وضمانا لمكانة. أغلبهم استخدم الحديث عن الفساد "لبانة " حرمها على آخرين، رغبة في مضغها وحده.. وعلى كيف كيفه.

لذلك، كان الحق أن يترك أحمد عز للانتخابات..لو سقط يبقى الناس لا يريدونه فعلا. ولو نجح، فعلى الذين عارضوا ترشحه باسم رغبات الشارع أن يراجعوا نظرة الشارع.. ووجهات نظر الشعب في شعاراتهم.

منع أحمد عز، بغير سند من القانون..جريمة، لكن الجريمة الأكبر. كانت "نعرة" المهندس عز "الكدابة" أمام المحكمة مدافعا عن نفسه وعن "خبرته" !

لو كان عز قال إن من حقه أن يترشح.. كمواطن مصرى لا يوجد ما يمنعه من ممارسة حقه الدستورى كان أفضل. لو كان قال إن دعاوى الفساد، لا تقام بالكلام.. ولا على الكيف.. إنما تنهض بالأحكام القضائية.. والأسانيد القانونية كان موقفه زاد قوة. لكن أن يقولك "خبرتى".. و"قدرتى".. يبقى مش حاسس بحاجة.. ولا فاهم أي شىء.

"خبرة " المهندس أحمد عز في البرلمان هي التي أدت بنا إلى الطريق لستين داهية. سلوكيات الباشمهندس السياسية هي التي ساهمت في قلب الوضع فوقانى تحتانى، وأصبح رجلينا فوق.. ورؤسنا تحت.

على العكس. لم يظهر من أحمد عز إلا كل قلة خبرة، وسوء تقدير. قبل يناير لم يظهر إلا سوء تفهم للوضع العام والسياسي، سواء من المهندس عز.. أو من رجال المهندس أحمد عز. بعد يناير..لا يصح أن يأتى عز بكل عنجهية، فيدخل المحكمة ببرفان ثقيل الرائحة..وبدلة "موهير" فخر الصناعة الإيطالية ويقولك: خبرتى.

التوقع كان أن يقف المهندس أمام القاضى الذي ينظر طعنا على منعه من الترشح للانتخابات مدافعا عن حقه.. لا عن خبرته. متكلما عن القانون، لا عن "المشاعر".

بالقانون.. يكسب أحمد عز، لكن بالمشاعر.. يسقط ويشبع سقوط.
أن من البيان لسحر.. والمهندس عز خالف بيانه وكلامه.. الخفة والذوق.. وحسن التقدير.
أساء المهندس عز التقدير للمرة الثانية.. والثالثة تابتة.
Twitter: @wtoughan
wtoughan@hotmail.com
الجريدة الرسمية