رئيس التحرير
عصام كامل

آية الله «بوتين» يقاتل الشيخ «أوباما»


مع سقوط قناع التدين الذي تخفت خلفه جماعة الإخوان المسلمين سواء في مصر أو فروعها بالدول العربية، لعقود شارفت على القرن، وبدء انخراط الجماعة بشكل جدي في العمل السياسي، ملتحفة بثورات الربيع العربي، انتقل التنظيم الدولي بكامل هيئته من مرحلة العفة والفضيلة إلى "العهر السياسي".


ومع كل تسريب يخرج في وسائل الإعلام الأمريكية، حلت أسماء بارزة في التنظيم بوثائق الخيانة والتآمر على المنطقة لصالح مشروعها الخاص، وحملت رسائل بريد وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، سيلا من فضائح الجماعة وانبطاحها أمام الإدارة الأمريكية، والقبول بالارتماء في أحضان اللوبي الليهودي؛ على أمل اعتلاء كراسي الحكم بدول الشرق الأوسط الواحدة تلو الأخرى.. بداية من تونس، مرورا بليبيا، وبالطبع لم تسلم مصر وحتى اليمن، وأخيرا سوريا التي فضحت "عهر الإخوان السياسي"؛ بسبب طول أمد الأزمة وانتقال ملفها بين القوى الإقليمية الفاعلة.

ويبدو أن وسط زحمة الأحداث المتلاحقة داخل الأزمة السورية، فقدت الجماعة الذاكرة، وتغافلت أنه جندت رجلها من الفرع السوري بواشنطن بسام الأسطواني المكني بـ"مستر إكس" إخوان سوريا في أمريكا، الذي طالب خلال كلمة له من داخل الكونجرس، بالتدخل العسكري الأمريكي البري ضد نظام بشار الأسد، وأعقبه في تبني نفس الدعوة يوسف القرضاوي، ودعا الولايات المتحدة لنصرة سوريا، وأحل دماء الجيش السوري من فوق منابر مساجد الدوحة وعبر شاشة "الجزيرة"، ونصبت الجماعة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إماما مقاتلا لنصرة سنة المنطقة.

وفي الأمس القريب عندما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى مؤتمر للمعارضة السورية مع النظام؛ بهدف الوصول إلى تفاهمات سياسية، تصدرت قيادات "الائتلاف السوري" المحسوبة على الإخوان، قائمة ضيوف "موسكو"؛ على أمل الفوز بنصيب من كعكة الحكم، ولم تخذل الإخوان طلبا مماثلا من إيران.

ضعف الجماعة في الماضي الذي دفعها للانبطاح أمام موسكو وطهران، تبدل اليوم إلى تظاهر بالقوة مع دخول تركيا وقطر والسعودية، وعدد آخر من الدول الغربية، وبالطبع على رأسهم أمريكا، على خط رفض التدخل الروسي في الأزمة السورية، وبين ليلة وضحاها تبدل "بوتين" الذي كان بالأمس القريب وسيطا مؤتمنا لتبني حوار بين المعارضة والنظام، إلى عدو دعت الجماعة للجهاد ضده، ووصفته بالمحتل، ونصبته "مرجعا شيعيا"، يخوض حربا طائفية للدفاع عن الشيعة؛ لتبرير الجهاد السني ضده.
الجريدة الرسمية