رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «السحيتي» قبل استشهاده يهاتف والدته: «متخافيش ابنك راجل»

فيتو

"سوف يتوقف التاريخ طويلًا أمام نصر السادس من أكتوبر 1973، حين تمكنت القوات المسلحة من اقتحام مانع خط برليف المنيع، وإضافة جسور لها على الضفة الشرقية من القناة، بعد أن أفقدت العدو توازنه في 6 ساعات".. كلمات تحدث بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام، في خطبة عن إنجاز حرب أكتور المجيدة التي استشهد فيها المئات من جنودنا دفاعًا عن أرض الوطن العظيم.


وفى الذكرى الـــ42 للانتصار، ترصد "فيتــو" قصة بطل من أبطال الحرب،وكان يخدم الوطن من خلال القوات الجوية، وشارك في الضربة الجوية الأولى والسرب المقاتل متعدد المهام رقم 82، إنه البطل الشهيد "حمزة المحمدى السحيتى" ابن محافظة الدقهلية، عشق مصر الأم حتى الولع وذاب في غرامها فنذر حياته وعقله وكل طاقاته لخدمتها ودفعها من أجلها.

ولد حمزة السحيتى في أبريل 1948 بمدينة دكرنس وكان يعشق الجيش ويتمنى الخدمة به، خاصةً بمجال الطيران، بالرغم من اعتراض والده، لكنه التحق بالكلية الجوية عام 1968.

في الوقت الذي التحق فيه حمزة كان يتم التخرج في الكلية بعد سنة ونصف السنة فقط لتخريج دفاعات كثيرة.

شهد الجميع للشهيد ببراعته، وأشاد بها كل قياداته في الكلية، وكان قد تم تحويله للمحاكمة العسكرية؛ بسبب مخالفته الأوامر أثناء حفل التخرج، حيث قام باستقلال الطائرة حبًا لها، وكان يحلم وهو بداخلها بلحظات العبور والنصر، فقام باستقلالها لمدة طويلة ومخالفة أوامر قياداته، فتمت إحالته للمحاكمة العسكرية.

وفى هذا الوقت كان الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك قائد الطيران بالكلية، وأثنى على مستواه البارع في الطيران، وعند علمه بمحاكمته عسكريًا رفض، وقال: سنخسر طيارا مقاتلا وبارعا، فتم إلغاء المحاكمة.

وتولى مبارك بعد ذلك منصب قائد القوات الجوية، وكان يشرف على الدفعة التي تخرجت، ومن بينها الشهيد السحيتى، وتم تشكيل السرب 82 المقاتل في أواخر عام 1972 تحت قيادة اللواء الجوي رقم 203، وتم انتقاء طياري هذا السرب المقاتل متعدد المهام من طياري المقاتلات القاذفة من طرازي "سوخوي 7" و"ميج 17"، وكان هؤلاء الطيارون في الغالب حديثي التخرج في الكلية الجوية بعد حرب الاستنزاف عام 1970.

واستمر طيارو السرب 82 في تدريباتهم على المقاتلة الجديدة "الميج 21"، وكان معلموهم يدربونهم على كل أساليب القتال والهجوم الجوي والاشتباك مع طائرات العدو، ومواجهة طياري إسرائيل الأقوياء المهرة والانتصار عليهم، وكانت مهام السرب الجديد هي عمليات الهجوم وقصف مواقع العدو، بالإضافة إلى مهام الدفاع الجوي والمظلات، والتصدي لمقاتلات العدو المغيرة على الأجواء المصرية.

وبدأت ساعة الصفر التي انتظرها الملايين من الشعب المصرى في السادس من أكتوبر 1973، فتمركز السرب بمطار أبو حماد، وجلس قائده "منير فهمي برسوم" يلقن الطيارين مهامهم بالضربة الجوية الأولى.

وكان طيارو السرب المشاركون في الضربة الجوية الأولى يوم 6 أكتوبر، قائد السرب: منير فهمي برسوم، ومعه من الطيارين محمد مجدي كامل، ومحمد خليل مصطفى، ومحمد أحمد على، وعصام العطار، وحسن محمد حسن، وبهجت صبحي زكي، وحسين محمود بشير، ونيازي مغربي، ونجيب محمد نجيب، وماهر قاسم، ومدحت هنداوي، وحمزة المحمدى السحيتي، وعصام العطار، وعلاء الدين عبد الرحمن.

وتمكنت القوات من القيام إلقاء بأشرس ضربة جوية، ونجحت في تنفيذ تعليمات قيادته، وعاد السرب، ولم يصب منه أحد، وبدأ الجيش المصرى في العبور.

وتروي سلوى السحيتى -شقيقة الشهيد حمزة السحيتى- آخر ساعات الشهيد قبل الحرب، وآخر كلماته لوالديه، فقالت قبل الحرب بيومين كان شقيقها بإجازة لمدة 4 ساعات فقط، وتناول طعام الإفطار مع أهله، وقبل عودته قام بإيقاظ أشقائه لوداعهم فقد كان يشعر من قلبه بالشهادة.

وأضافت شقيقة الشهيد، أنه كان دائم الحديث عن النصر وقرب الحرب، وكان الحماس يظهر بعينيه عند الحديث، وكان محبوبًا وسط أهله وجيرانه، وبعد تنفيذ الضربة الجوية الأولى تحدث معهم وقال لوالده "انتصرنا"، وكانت آخر كلمة لأمه "متخافيش ابنك راجل".

وتابعت أن حمزة استشهد 8 أكتوبر 1937 بمطار المليز في سيناء أثناء عودته من مهمة كلف بها، وكان قد اشتبك مع طائرات للعدو وأصيب بصاروخ، وعلى الرغم من طلب الموجه منه أن يقفز من الطائرة، فإنه رفض ورد عليه "انت عاوزنى أبقى أسير عندهم"، وقرر أن يقوم بعملية استشهادية ونزل المطار بالطائرة واستشهد.

وكانت الدولة قد كرمت اسم الشهيد حمزة المحمدى السحيتى بحصوله على نوط الواجب العسكري وإطلاق اسمه على المدرسة الإعدادية التي تعلم بها وعلى الشارع الذي ولد فيه، وسجل اسمه بحروف من الذهب بقاعة القوات الجوية في بانوراما حرب أكتوبر مع وضع صورة له داخل متحف القوات الجوية بألماظة.
الجريدة الرسمية