رئيس التحرير
عصام كامل

الحرافيش للحكومة: سيبونا في حالنا

فيتو

تصريحات الوزراء كفيلة وحدها بأن تحيينا لبضع سنوات جديدة.. فقط لأننا نصدقها.. وبرغم اليقين في عدم مصداقيتها إلا أننا نصدقها.. هذا كى نعيش لبضع سنوات أخرى على أمل تحقيق ما يعدوننا به في خطتهم الخمسية..

وخمسية تليها خمسية نجدنا قد عشنا عشرات السنين دون أن يتحقق ما صدقناه في إمكانية أن نعيش حياة كريمة تعمها عدالة اجتماعية كثيرا ما تشدق بها وزراء حكوماتنا المتعاقبة ووضعوا لها خططا مستقبلية تنتهى بالعودة للا شيء.

ويبدو أن العدالة الاجتماعية هي مجرد هلوسة جماعية تكمن في ضمائرنا نحن الحرافيش كما تكمن في ضمير كل من جلس على مقعد الوزير أو المحافظ ليجد منها خلاصا من مطالبته بالإنجاز السريع أو تحقيق أي طموحات لنا فيه.
الحكومة تعد ونحن نعيش على الأمل.. نحن نأمل والحكومة تبقى لفترة جديدة على حساب آمالنا فيها.. وأنا مازلت أهلوس معكم وتهلوسون لنعيش في زمن الهلوسة الاجتماعية الجماعية برعاية حاكم ومحكوم ولا عزاء للأجيال القادمة.

أكتب هذه المقدمة عقب قراءتى لتلك الرسالة التي وصلتنى ضمن رسائل كثيرة جاءتنى هذا الأسبوع والتي سأعرضها عليكم في السطور القادمة دون حذف أو إضافة:

عزيزى الحرفوش الكبير.. تحية طيبة وبعد،،،
أنا ياسيدى واحد من حرافيش هذا الوطن.. كانت عقبتى الوحيدة في الزواج هي الحصول على شقة من الحكومة نظرا لعدم قدرتى على توفير شقة على نفقتى الخاصة.. ولم أتعشم في الحصول على شقة من الحكومة إلا بعد تصريحات الحكومة نفسها بأنها تعمل جاهدة على توفير مساكن للشباب في جميع المحافظات لتعينهم على الاستقرار والحياة الكريمة.. وبدأت قصتى هذه مع الحكومة منذ عشر سنوات.. حيث كنت مرتبطا بابنة عمى وبالتحديد في فترة الخطوبة وكانت ساعتها حكومة “نظيف” هي التي وعدت بذلك فصدقتها أنا وصدقتها خطيبتى وصدقها أهالينا فراحوا يتممون زواجنا في حجرة ضمن منزل والدى الكائن بمحافظة أسوان على أمل أن تأتى الشقة التي تقدمت أنا بطلب للحصول عليها من المحافظة.

وبالفعل تبين من القرعة التي أجرتها المحافظة أننى ضمن الذين وفقوا في الحصول على شقة.. مر عام وتلاه عام وعامان آخران ولم تنته الحكومة من بناء الشقق حتى تبين أن الأرض المراد البناء عليها هي وقف على وزارة الأوقاف وغير مسموح البناء عليها.
ولأن الحكومة مازالت تدلى بتصريحاتها في توفير مساكن للشباب فقد قمت بتغيير إقامتى _كنوع من التذاكى_ حيث علمت أن محافظة قنا ستبنى 2000 وحدة سكنية لكن للأسف القرعة لم تصبنى هذه المرة فرحت أغير إقامتى لمحافظة الوادى الجديد أملا في الحصول على شقة إلا أننى علمت أن الواسطة والمحسوبية تحكمت فيها.. فرحت أغير إقامتى إلى أسوان مرة أخرى فهناك إعلان بالتقدم للحصول على شقة بمنطقة “جبل الزلط” التابعة لمركز كوم أمبو.. وبالفعل حصلت على شقة وفرحت فرحا شديدا وفرحت زوجتى إلا أن الفرحة لم تكتمل فمطلوب منى 35 ألف جنيه لأتمكن من توقيع العقد وأنا لا أملك هذا المبلغ.

أرسلت للحكومة وناشدت المحافظ ورئيس المدينة كى تأخذ منى الحكومة هذه الشقة مرتفعة الثمن وتعطينى شقة أخرى بمقدم خمسة آلاف جنيه أسوة بباقى شقق الحكومة لكن دون جدوى وقالوا لي اتركها لغيرك الأمر الذي حدث بالفعل كى أستعيد مقدم الخمسة آلاف جنيه لأظل أنتظر من جديد أن تعلن الحكومة عن بناء مساكن مدعومة لتحقيق العدالة الاجتماعية أو تتركنى في حالى.. وأنا أرى أن الثانية هي الأكثر واقعية ورحمة بأمثالى.. لذا جلست أكتب لك تلك الرسالة وأنا آمل أن تقرأها وتنشرها موجهة للحكومة تحت عنوان “سيبونا في حالنا”.
الجريدة الرسمية