رئيس التحرير
عصام كامل

الجندي محمد أبو اليزيد أحد أبطال حرب أكتوبر: المزرعة الصينية أشرس معركة في التاريخ الحربي

فيتو

  •  دمرنا معظم القوة الرئيسية من دبابات العدو 
قال الجندي مقاتل محمد أبو اليزيد صالح أحد إبطال الكتيبة فهد "مولولتيكا التي شاركت في الحرب بقيادة اللواء عبد الجابر على أحمد إن المصريين حطموا الرقم القياسي في التحدي والقتال في حرب أكتوبر 73، مشيرا إلى أنه شاهد زملاءه يدخلون بأجسادهم أمام دبابات العدو وكأنهم أسود مستعدون للافتراس لأخذ الثأر من العدو الإسرائيلي الذي اغتصب أراضينا في سيناء والرد على استفزازته المتكررة في الأعلام بأن الجيش المصري لن تقوم له قائمة مرة أخرى إلا بعد 50 سنة.. وإلى نص الحوار بمناسبة الذكرى 42 لنصر أكتوبر العظيم:


*كيف التحقت بصفوف الجيش المصري وشاركت في الحرب؟
في البداية أنا من مواليد سوهاج عام 1952 وعندما حدثت نكسة 67 كانت سني وقتها لا تسمح بالانضمام إلى القوات المسلحة ولكني ذهبت لنقطة شرطة جهينة، وطلبت أن أتطوع في الجيش لآخذ ثأر بلادي من اليهود ولكن ضابط النقطة وقتها قال لي "روح سنك لا تسمح"، بعدها تم تجنيدي أوائل عام 1973 وكانت فرصة كبيرة لي لأحقق حلمي بالثأر من العدو الإسرائيلي وأسعدتني فترة التدريب مع اللواء عبد الجابر أحمد، وكان وقتها مقدما وهو قائد كتيبة فهد 35 صواريخ "مولوتيكا" مضادة للدبابات وعملت وقتها فني إعداد وتجهيز الصواريخ وكانت مهمة صعبة خصوصا وأنها كانت تتم وسط إطلاق النار في المعركة وكان كل أملي أنا وزملائي في الثأر بمعنى الكلمة وأن نستعيد كرامة مصر التي نشعر بأنها أكبر شيء في الوجود مهما كلفنا من تضحيات.

*كيف استقبلت نبأ العبور يوم 6 أكتوبر؟
يوم 5 أكتوبر جاءت الأوامر بالاستعداد ونفخ القوارب المطاطية وكانت المنطقة المحددة لنا للعبور هي منطقة الشيخ حميدة بالإسماعيلية وعبرنا القناة في أول موجة للعبور وصوت الطائرات فوق رؤوسنا والمدافع وهي تقصف الضفة الشرقية عبارة عن زغاريد الأمهات اللائي فقدن أبناءهن في حرب 67 وحرب الاستنزاف شعور غريب لا أستطيع وصفه حتى الآن عبرنا ونحن صائمون وكنا ندعو الله عز وجل أن يكون هذا العبور هو الحرب وليس مشروع كما كنا نفعل طوال ال 3سنوات التي سبقت الحرب، وبالفعل عبرنا ولكن أول يوم لم نشتبك مع العدو وهو ما أثار حفيظة زملائي وشكونا للقادة بأننا عبرنا للقتال وليس للنزهة فكان رد القادة انتظروا سوف تأتيكم دبابات العدو سريعا، وبالفعل مع بزوغ أول ضوء بدأت الدبابات الإسرائيلية بالهجوم ونحن نصطادها الواحدة تلو الأخرى.

*أهم المعارك التي شاركت بها في حرب أكتوبر ولن تنساها ابدا؟
أهم المعارك التي شاركنا فيها هي معركة المزرعة الصينينة وقتها قامت أكثر من 80 دبابة إسرائيلية بمهاجمة منطقة المزرعة الصينية التي كانت بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوي وقتها "وزير الدفاع الأسبق" قائدا للفرقة 16 مشاة وانضمت الكتبية التي نتبع لها بقيادة المقدم عبد الجابر على أحمد للقتال إلى جانبها وكانت من اشرس المعارك يوم 14 – 15 -16 أكتوبر عندما حاول العدو الإسرائيلي اختراق صفوفنا بقيادة شارون والوصول إلى الإسماعيلية وكان بيننا وبين العدو 3 كم، وأمر طنطاوي بالاستعداد وألا نضرب طلقة واحدة إلا بعد أن اقتربت الدبابات لمسافة 800 متر حتى يتم نسفها جيدا وبالفعل انتظرنا وقمت بتجهيز 50 صاروخا مضادا للدبابات حقق 48 صاروخا منها الهدف من أول مرة وتمكن خلالها البطل عبد العاطي وبيومي أحمد عبد العال وإبراهيم عبد العال من استهداف أكثر من 40 دبابة للعدو والباقي لاذ بالفرار وكان الجنود الإسرائيليون يتركون الدبابات ويهربون عندما يشاهدون الجنود المصريين مقبلين بأجسادهم أمام الدبابات دون خوف أو رهبة وهذا بث الرعب في نفوسهم وجعلهم يهربون كالفئران.

*الكتبية فهد مولوتيكا من أشرس كتائب الصواريخ في الجيش حدثنا عنها؟
التحقت بالكتيبة فهد بقيادة اللواء عبد الجابر على أحمد وكان وقتها مقدما وكان من ضمن زملائي محمد عبد العاطي صائد الدبابات الذي استطاع أن يقضي وحده على 23 دبابة و3 مدرعات وإبراهيم عبد العال الذي قضي على 18 دبابة و3 مجنزرات وأيضا بيومي أحمد عبد العال الذي تمكن أيضا من القضاء على 17 دبابة 3 مجنزرات وكان للكتيبة 35 فهد الشرف بتدمير 140 دبابة ومجنزرة خلال حرب أكتوبر المجيد من ثاني أيام العبور وحتى وقف إطلاق النار وهو ما يعادل 33% من قوة دبابات العدو الإسرائيلي في ذلك الوقت.
الجريدة الرسمية