رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

من ذكريات حرب أكتوبر


في ليلة العاشر من أكتوبر، وكنا في مركز الملاحظة، وفي نحو الثانية صباحا، كانت الجبهة هادئة تماما.. سمعت وجنودي أصواتا خافتة تقترب من مركز الملاحظة، ثم تكررت بعد فترة، أمرت الموقع بإطلاق طلقة مدفعية مضيئة، ومن خصائصها أن تضيء مساحة نحو سبعمائة وخمسين مترا في محيط دائرة، فتبينت مجموعة من جنود العدو تقدر بنحو عشرة أفراد تقريبا، كانت على بعد لا يزيد عن عشرين مترا.


ومثل هذه المجموعات معروفة لدينا تكتيكيا، بأنها مجموعة استطلاع بالقوة، يكون هدفها الإغارة على موقع منعزل وقتل بعض أفراده وسرقة وثائق أو سلاح أو ما إلى ذلك؛ بغرض خفض الروح المعنوية لدى القوات.. ما أن أضيئت الأرض حتى بادر هؤلاء بالفرار بسرعة، فما كان منا في مركز الملاحظة، إلا أن أطلقنا عليهم نيران الأسلحة الصغيرة، وأسرعنا خلفهم، ولضعف الرؤية ليلا، فلم نميز من أصيب ممن لم يصب، وتعقب كل منا واحد، وكان من نصيبي واحد أصيب في ظهره فسقط أرضا.

حين اقتربت منه، وكنت أنوي أن آخذه أسيرا لكونه مصابا، إذا هو بمنتهى الغدر وقد شعر بأنني لن أقتله يستخرج سكينا من بين ملابسه في محاولة لطعني، ولم أمهله فقد ضربته بسونكي البندقية في صدره فسقط صريعا.

فتشته، ووجدت معه علبة سجائر ماركة "رويال"، ودفتر شيكات يخصه على بنك اسمه "هابوعاليم"، وما زلت أحتفظ بدفتر الشيكات لدىَّ كأغلى تذكار من أحقر إنسان.
Advertisements
الجريدة الرسمية