رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تُهان كرامة المصريين؟


دائمًا أؤمن بأن من لا كرامة له داخل وطنه فلا يبحث عنها في الغربة، فنحن فقط المسئولون عن إهدار كرامتنا خارج الوطن، فنحن من عظمنا ونشرنا سلبيات المجتمع الناتجة عن سوء الحالة الاقتصادية، على أنها صفات متأصلة في شخصية المصري، فهانت علينا أنفسنا فاستهان بنا الغير، وصغرنا من شأننا فاستصغرنا الآخرون.


فليس ما حدث للعامل المصري خالد عثمان، داخل المملكة الهاشمية الأردنية، هي الحادثة الأولى من نوعها ولا هي الأخيرة، فالكف الحقير الذي أنزله النائب ورجاله على خده ليس لكونه عاملا مصريا بسيطا، ترك وطنه بحثًا عن رزقه لتوفير حياة أفضل، فلن أتكلم عن الأسباب التي جعلت هؤلاء يضربون المواطن المصري بهذا الشكل، فمهما كان تقصيره في عمله فلا يحق أن يكون هذا رد فعلهم، فهو ليس عبدًا مُشتراه ودمه مباح، لا والله هو مواطن مصري عظيم له تاريخ وأصول تجري في دمائه.

وأتذكر ما حدث يومًا في بلد عربية من غرق أكثر من عشرين عاملًا في بركة دماء مذبح هبطوا إليه عنوة لتنظيفه فغرقوا في بحر الدماء، ولم يتحرك أحد ولم يقدم أحد اعتذارا، وغيره الكثير؛ هذا لكونهم مصريين ينظرون إلينا نظرة استعلاء.

والغريب أن مصر من قديم الزمان إلى وقتنا هذا تحتضن العرب جميعًا، وتحارب من أجل استقلالهم وتضحي بأبنائها من أجل الوحدة العربية المزعومة، ومن لم يقرأ التاريخ فلينظر إلى شوارعنا الآن ويرى كم السوريين في شوارعنا وكم مشاريعهم وكيف يتعامل معهم المصريون، حتى البسطاء منهم لم يهانوا من قبل المصريين بل من المصريين من يتزوج أو يبحث عن زوج مناسب لهؤلاء السيدات السوريات، فما أعظمك أيها المصري!، وكم أنت مضياف لكل غريب يطأ أرض وطنك!، فلا يحق أن تكون الإهانة هي رد الجميل.

لذا فاعتذار الملك عبد الله بن الحسن، واستدعاء النائب البرلماني زيد الشوابكة وإخوته للتحقيق معهم فيما فعلوه في حق العامل المصري خالد عثمان، ما هو إلا كرامة المصري في عهد الرئيس السيسي، ويجب أن يكون هذا في عهد كل رئيس.

فلك الله يا مصري داخل وخارج وطنك ولك الله يا مصر.
الجريدة الرسمية