رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المنطقة تنتظر كارثة كبرى


التحذير الذي أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد، المتعلق بتعرض الشرق الأوسط للتدمير حال فشلت مهمة روسيا في سوريا.. يستدعى التوقف والتأمل لإدراك مدى مصداقيته وما النتائج المترتبة على فشل الدب الروسي في مهمته.


الأسد أطلق تحذير مماثل مع الإرهاصات الأولى لإعلان تنظيم "داعش" عن نفسه، ولم يمض عام وأثبتت الأيام مصداقيته.. ونجح التنظيم الإرهابى في التمدد بدول الجوار السوري، ووصلت عناصره وأتباعه إلى ليبيا في الشمال الأفريقي، ويتربصون فوق جبل "الشعانبى" بتونس.. وطالت الآفة المغرب والجزائر ولم تسلم مصر بالطبع من هذا الحراك الإرهابي.

منذ أعلنت أمريكا عن تشكيل تحالف دولى ضد "داعش" وحشدت المقاتلات والمقاتلين لم يتم تحقيق نتائج تذكر على الأرض، بهدف إطالة أمد الصراع وتنشيط مبيعات السلاح الأمريكى لدول المنطقة، وأيضا للجماعات الإرهابية لخلخلة استقرار أنظمة المنطقة والتخلص منها، ودفع العرب لذبح بعضهم البعض بـ"سكين المذهبية" في ظل ممارسات "داعش" المحسوبة على "السنة"، وممارسات الميليشيات الشيعية بالعراق وسوريا واليمن ولبنان.

الحديث عن تدمير المنطقة وتنشيط مبيعات السلاح، لا يأتى تماهيا مع نظرية المؤامرة التي يعشقها العرب، بل عززها تقرير أمريكى نشره موقع "democracynow" الذي كشف قدرة الرئيس باراك أوباما على بيع أسلحة في المنطقة بمليات الدولارات متفوقا على سلفه جورج بوش الأبن الذي خاض حروب العراق.

التجربة على الأرض أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أن "أوباما" الذي بدأ مع العرب بتحية الإسلام في جامعة القاهرة، يودعهم خلال العام الأخير من حكمه وهم غارقون في بحر دم ساهم في تفجير روافده عبر التنظيمات الإرهابية، والصفقات الخفية مع إيران بهدف تفزيع الخليج وامتصاص أموال ثرواته النفطية، وساعده في مشروعه دكتاتور حالم بعودة الخلافة العثمانية والهيمنة على المنطقة –أردوغان، وحاكم دويلة يبحث لطفل يلهو عن دور في عالم الكبار-تميم.

دخول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا التوقيت الحرج بالصراع الدائر في المنطقة وإلقاء طوق النجاة لبقاء الدولة السورية متماسكة أمام زحف الجماعات الإرهابية، أفسد عقود بيع أسلحة وعتاد على بياض أعدته كبريات الشركات الأمريكية المصنعة للأسلحة لعقود مقبلة قادمة.

السيناريو الدموي المرسوم للمنطقة، تمهيدا لتفتيتها عقب امتصاص ثرواتها وتحويل شعوبها إلى فئران تجارب للتكنولوجيا التدميرية التي تدخلها واشنطن على الأسلحة الحديثة، مرهون الآن بنجاح الروس في القضاء على "عفريت خفى" صنع داخل غرف الاستخبارات العالمية، وفشل موسكو في هذه المهمة سوف يدفع قوى الشر إلى التعجيل في مخططها لإنجاز المهمة في أقصر وقت.. ويعجل بقرار تاجر سلاح جديد منتظر وصوله إلى "البيت الأبيض" العام المقبل بتفجير الدول العربية الواحدة تلو الأخرى في سيناريو كارثى جديد، وحينها لن نجد الوقت لعض الأنامل على عدم السماع لنصيحة الأسد.
Advertisements
الجريدة الرسمية