رئيس التحرير
عصام كامل

عاطف سالم.. «فنان على كرسي متحرك» «بروفايل»

فيتو

هو الأب الروحي لفناني محافظة السويس، وأبو السوايسة الذي رحل، لم يختلف عليه أحد، فبعد معاناة شهور مع المرض توفي الفنان عاطف سالم، عن عمر 71 عاما، واحتفظ على مدى حياته بلقب آخر الرجال المحترمين.



ابن الإسماعيلية الذي أحب السويس

ولد عاطف محمد سالم في عام 1944 في مدينة الإسماعيلية، وانتقل إلى السويس بعد تعيينه في شركة بتروجاس، والتي ترقى بها حتى وصل إلى منصب مدير عام، قبل خروجه على المعاش.

خلال وجوده في السويس عهد لنفسه أن يكون مرجعا ومعلما لكل رسامي وفناني السويس، فأعد ودرب وعلم كل رسامي السويس بعده ليكون هناك جيل فني صاعد خرج من بينهم الفنان يوسف السلكوتي، الذي عمل في الأوبرا، والرسام محمد أبو عمرة، ومصطفى دياب، حتى على كرسيه المتحرك وهو ينطق الكلمات بصعوبة بالغة، كان يصحح لهم أخطاءهم وينصحهم بمزيد من القراءات والأعمال الفنية لمتابعتها.


مسيرة فنان

وخلال مسيرة عاطف سالم قام بعمل عدد من المعارض الفنية في السويس والإسماعيلية وبورسعيد ونقابة البترول في القاهرة، وحصل على المركز الأول في معرض بطولات السويس، والمركز الثاني في إقليم القناة الثقافي، وجائرة المعرض العام للفنانيين التشكيليين للأقاليم في القاهرة، كما قام بتصميم 3 ديكورات لمسرحيات في السويس.

وشارك سالم في معرض "لوحات في الجيش الثالث الميداني"، ومعرض "ابداعات رفاعة الطهطاوي"، وعمل في مجال الكاركتير في عدد من الجرائد المحلية والإقليمية وأبرزها جريدة الأخبار، وشارك بناء على دعوات خاصة في مهرجانات في تركيا واليابان والصين وألمانيا وبلغاريا وحصل في بعضها على المركز الأول ممثلا لمصر.


معارض

شارك عاطف سالم في معرض فني عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وضم المعرض رسومات عن الرسول وكتابات بالخط العربي في حب النبي، وكان ذلك في قاعة الهناجر بالأوبرا دفاعا عن الرسول في 2006 أثناء الرسوم المسيئة له، كما قدم فوازير بصوته وصورته في القناة الرابعة، لمدة 4 سنوات متتالة، كما أقام عدد من الورش التدريبية في مركز الاعلام، وقصر الثقافة.

وشارك عاطف سالم في بانورما حرب أكتوبر بطريق مصر السويس، وعقب ثورة يناير قام بتجديد السور الشهير في السويس، والذي يفصل بين الألبان و"منطقة أبو الحسن" والمثلث، وقام بتخليد الجمل الشعرية لأشهر شعراء الثورة والمقاومة في السويس، كما قدم عددا  من المعارض بخصوص الانتفاضة الفلسطينية وثورة يناير.

وقد مات عاطف سالم في 3 أكتوبر لا يحمل في داخله سوى حبين، الأول لزوجته التي سبقته في الرحيل بأشهر، وهذا سبب تدهور حالته الصحية، كما حمل بداخله تعلقا بمدينة السويس التي عشقها ونصح كل من حولوا بحب السويس، لأنها تستحق الحب والإخلاص، ولأن السويس جزء من مصر فكان حب مصر هو محركه الأوحد لآرائه وأفكاره.


تكريم مبدع

وخلال مسيرة عاطف سالم حصد عددا من التكريمات من جمعيات ومنظمات رسمية وغير رسمية، إلا أن هذا لم يوفه حقه لدى  أبنائه من فناني السويس، الذين طالبوه بتكريمه بشكل لائق أثناء وجوده، وطالبوا بإطلاق اسمه على أحد الشوارع أو الميادين الرئيسية في السويس، واثقين بأن هذا كان سيحدث بعد وفاته فطالبوه أن يراه في حياته.

وقد اكتفت المحافظة بتكريمه أثناء مرضه بإعطائه شهادة تقدير ودرع رمزية، وقام محافظ السويس بأخذه معه بعد التكريم، ليثير موجة من الغضب لدى فناني وأبناء السويس.
الجريدة الرسمية