رئيس التحرير
عصام كامل

«السادات».. صانع النصر وبطل السلام «بروفايل»

فيتو

ببشرة سمراء وعيون حادة تظهر القوة وبلكنة ريفية تشير إلى التمسك بالجذور.. هكذا عرف العالم الرئيس الراحل «أنور السادات» الذي قدم لمصر واحدة من أفضل انتصاراتها على مدى التاريخ وهي حرب 6 أكتوبر 1973.


ولد «السادات» في 25 ديسمبر 1918 لأم ذات أصول سودانية تدعى «ست البرين» تزوجها والده حينما كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان، لكنه عاش وترعرع في قرية ميت أبو الكوم، حيث تأثر بصورة كبيرة بجدته التي وصفها بأنها "الموقرة التي كان الرجال يقفون لتحيتها حينما تكون مارة رغم أميتها".

من الفقر للكلية الحربية

وفي أعقاب اغتيال السير لي ستاك وسحب القوات المصرية من السودان عاد والد السادات بعدما فقد وظيفته، حيث انتقلت الأسرة إلى منزل صغير بكوبري القبة بالقاهرة فيه ذاقت الأسرة مرار الفقر، حتى استطاع الرئيس الراحل دراسته الثانوية والتحق بالكلية الحربية.


بداية النضال

بدأت الحياة السياسية للسادات بكراهية الاحتلال البريطاني والنفور من ترسيخ الساسة المصريين لشرعيته، مني أن يبنى تنظيمات ثورية بالجيش تقوم بطرد الاحتلال البريطاني من مصر حتى تم طرده من الجيش واعتقاله وإيداعه سجن الأجانب عدة مرات، حيث قام بالاستيلاء على جهاز لاسلكي من بعض الجواسيس الألمان لاستغلاله في الكفاح من أجل حرية مصر.

قتل أمين عثمان

وفي يناير عام 1946 عقد السادات ومعاونوه العزم على قتل أمين عثمان باشا، وزير المالية، في مجلس وزراء النحاس باشا؛ لأنه كان صديقًا لبريطانيا، وكان من أشد المطالبين ببقاء القوات الإنجليزية في مصر، وكان له قول مشهور يشرح فيه العلاقة بين مصر وبريطانيا، واصفًا إياها بأنها "زواج كاثوليكي" بين مصر وبريطانيا لا طلاق فيه ليتم إلقاء القبض على السادات وتبرئته بعد ذلك.

النقاط الفاصلة

وفي عام 1950 عاد السادات إلى عمله بالجيش بمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق لينضم بعد ذلك لتنظيم الضباط الأحرار، ويشارك في الإطاحة بالملك فاروق عقب ثورة 23 يوليو 1952 ليتولى منصب رئيس الجمهورية بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر. 

حرب أكتوبر

وأثناء توليه رئاسة الجمهورية واجهه التحدي الأصعب وهو الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، حيث حقق الجيشان المصري والسوري الأهداف الاستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، حيث انتهت الحرب بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974، حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية، حيث استطاعت مصر بالانتصار فرض السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء.

الطريق نحو السلام

وفي غمرة الفرحة بالنصر، نادي السادات بالسلام وقام بخطوة أذهلت العالم كلة حين ذهب بنفسة إلى إسرائيل في زيارة من أجل السلام، تبعها عام 1978 بتوقيع معاهدة (كامب ديفيد) مع إسرائيل بالولايات المتحدة، ما أسهم في حصوله على جائزة نوبيل للسلام، فتبرع بقيمة الجائزة لإعمار مسقط رأسه بقرية (ميت أبو الكوم)، كما تبرع بقيمة ما حصل عليه من كتاب البحث عن الذات لبناء مساكن جديدة للشباب.

اغتياله

كان اتجاه السادات للسلام مع إسرائيل هو الباب الذي فتح عليه جميع أشكال المعارضة، حيث قاطعته غالبية الدول العربية، كما زادت المعارضة الداخلية لحكمه، الأمر الذي انتهى باغتياله في 6 أكتوبر1981 في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، وقام بالاغتيال خالد الإسلامبولي وحسين عباس وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام، وهم التابعون للمنظمة الجهاد الإسلامي، التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل.

الجريدة الرسمية