رئيس التحرير
عصام كامل

مديرة المركز الثقافي الصيني بالقاهرة: حكومتنا وضعت خططا لدعم مترجمي اللغة العربية

فيتو

  • مركزنا بالقاهرة هو الوحيد في الشرق الأوسط بسبب مكانة مصر
  • وظائف المركز كثيرة لزيادة التبادل الثقافي بين مصر والصين
  • نرشح العديد من المترجمين المصريين لمشاركات في الصين
  • الفن والثقافة لا حدود لهما ولا يتأثران باختلاف اللغات

أكدت الدكتوره تشين دونج يون، المستشارة الثقافية لسفارة الصين ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، أن المركز في مصر هو المنفذ الثقافي الوحيد للصين على العالم العربي.

وقالت في حوار لـ"فيتو": إن الحكومة الصينية وضعت خططا لدعم المترجمين للغة العربية.

* في البداية.. كيف كانت نشأة المركز خاصة أنه الوحيد بالشرق الأوسط؟
أنشئ المركز في عام 2002، وهو بالفعل المركز الوحيد بمنطقة الشرق الأوسط لدولة الصين؛ نظرا لمكانة مصر الحضارية والثقافية، وهو همزة الوصل للتواصل مع العالم العربي.

* ما الهدف من إنشاء المركز؟
تأسس المركز بهدف تعريف المجتمع المصري والعربي على الثقافة والحضارة الصينية والمجتمع بشكل عام "ثقافيا، سياسيا، اقتصاديا، حضاريا، فنيا"، وزيادة التواصل والتبادل الثقافي بين مصر والصين. 

* ما هو الدور الذي يلعبه المركز لزيادة التواصل الثقافي ومساعدة المهتمين بالشأن الصيني؟
يقوم المركز بالعديد من الوظائف والأدوار، ومن أهمها الدور التعليمي ويشمل تعليم اللغة الصينية وإقامة الدورات التعليمية للرياضات الصينية التقليدية مثل "الكونغ فو والتاي جي"، كما ننظم دورات لتعليم الحرف اليدوية التقليدية مثل الرسم على الخزف وقص الأوراق، كما يعمل المركز على توفير المعلومات التي يحتاجها الباحثون والمترجمون والمهتمون بالشأن الصيني، ويكون ذلك عن طريق مكتبة المركز، وأيضا تنظيم الدورات واللقاءات والندوات المتعددة.

كما يحرص المركز أيضا على تنظيم لقاءات بين كتاب صينيين وشخصيات عامة صينية، وكتاب ومترجمين مصريين، مع العمل على توطيد العلاقات الثقافية الصينية المصرية، وذلك بعقد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع الوزارات المعنية مثل الثقافة والآثار والسياحة، وأيضا المراكز والهيئات الخاصة مثل ساقية الصاوي.

* هل تدعم الحكومة الصينية حركة الترجمة إلى اللغة العربية؟
منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي في عام 2004، وضعت العديد من الخطط والفعاليات، ويأتي على رأس الأولويات والاهتمامات دعم حركة الترجمة بين الجانبين العربي والصيني، ونظمت الحكومة العديد من اللقاءات والمهرجانات لأفضل الأعمال المترجمة إلى اللغة العربية.

وهناك جائزة سنوية لأفضل الأعمال المترجمة من اللغة الصينية، كما أن هناك تنسيقا تقوم به وزارة الثقافة الصينية؛ لربط مكتبات المراكز الثقافية الصينية حول العالم بمكتبات دور النشر الصينية؛ حتى يستطيع الباحث أو القارئ أن يتصفح أي كتاب ينشر في الصين عن طريق الإنترنت.

* ما هي أشكال الدعم المقدم من المركز للمترجمين المصريين؟
في الفترة الأخيرة، عقد المركز اتفاقية تعاون مع جمعية اللغويين والمترجمين المصريين؛ لتقديم الدعم لهم، من خلال ترشيح العديد من المترجمين والأعمال المترجمة من الصينية إلى العربية، وتختار وزارة الثقافة الصينية والمشرفون على المهرجانات واللقاءات من بينهم للسفر إلى الصين والمشاركة في الملتقيات الثقافية والبحثية، وعقد ندوات مع مفكرين وأدباء صينيين.

وآخر من قمنا بترشيحه الدكتورة "ناهد عبد الله"، الأستاذ بكلية الألسن جامعة عين شمس؛ للمشاركة في مؤتمر عن الترجمة السينمائية والتليفزيونية، وخاصة أنها تمتلك فريق عمل شارك في ترجمة العديد من الأعمال الصينية، ومؤخرا نظم المركز ندوة حاضرت بها الدكتورة "ناهد" عن "أدب المقاومة في زمن الحرب".

* ماذا عن دور وزارة الثقافة الصينية في توفير البيئة الثقافية اللازمة للأدباء وتنظيم الاحتفالات والمهرجانات الثقافية؟
الحياة الثقافية في الصين لا تختلف كثيرا عنها في مصر، ودور وزارة الثقافة يشبه إلى حد كبير الدور الذي تقوم به وزارة الثقافة المصرية، من تنظيم لقاءات ومهرجانات سينمائية ومسرحية وأمسيات شعرية، وتوفير ودعم الكتب للمواطنين، كذلك دعم الحركة الثقافية من خلال وضع السياسات والخطط.

الحكومة في الصين تسير على خطين متوازيين - حسب المفهوم المعاصر للثقافة - حيث تقدم الخدمات الثقافية من خلال الهيئات والمراكز التابعة لها، وأيضا تدعم الحكومة الصينية الإبداع؛ حيث توفر البنية التحتية لإقامة "صناعة ثقافية"؛ حتى تستطيع المؤسسات الأهلية الثقافية أن يدر الإبداع الثقافي لها دخلا وتمول نفسها.

يعتبر أنجح وأنشط المجالات في الصين الآن هي المجالات الإبداعية، وهناك معارض تقام في الصين لكل الأعمال التي تقوم على الإبداع.

* ما هي الموضوعات التي يقبل عليها القارئ الصيني؟
من الصعب أن نحصر الموضوعات؛ نظرا لحجم عدد السكان، ولكن هناك محبين لقراءة الكتب الأدبية والتاريخية، وأيضا التكنولوجيا الحديثة، الصين حاليا تواكب الحركة الثقافية العالمية في أمريكا وأوربا؛ حيث إن ما ينشر بها ينشر في الصين، وهناك سعي من الشباب دائما لتنمية أنفسهم في قراءة العلوم الحديثة مثل الإدارة والبورصة، وتعلم كيفية إدارة المشروعات الصغيرة، وأيضا الكتب الأدبية والتاريخية.

* ما هي أبرز الاتفاقيات الثقافية التي وقعت بين مصر والصين؟
وقعت مذكرة تفاهم مع الحكومة المصرية، أن يكون عام 2016 هو عام الثقافة المصرية الصينية في البلدين، كما وقع أيضا مذكرة تفاهم لبرنامج تدريبي للمترجمين والكتاب والأدباء من الجانبين، يتم تنفيذه في الأعوام الأربع القادمة من 2015 وحتى عام 2019، ويتم الآن وضع الخطط لاستثمار هذه الاتفاقية، في تحقيق التواصل بين المثقفين في مصر والصين، وزيادة التبادل الثقافي.

* أخيرا.. كيف ترين المشاركة الصينية في المهرجانات الفنية المصرية وآخرها المشاركة بمهرجان سماع الدولي؟
دائما نجد أن المشاركة في المهرجانات الفنية والثقافية في كلا البلدين، يقرب بين الثقافات المختلفة والشعوب، فعندما تشارك الفرق الصينية في مهرجان مثل سماع، فهو يعطي فرصة لتعرف متابعي المهرجان على الفن والحياة الصينية، فمهرجان سماع رغم اختلاف الثقافات واللغات، لكننا نرى تفاعلا وتناغما بين المشاركين وجمهور المهرجان.

الفن هو وسيلة مهمة للتواصل بين الشعوب والتقارب بينهم؛ لأن عوائق مثل المسافة واللغة والعادات، تقف بين تواصل تلك الشعوب، ولكن الفن ليس له حدود.
الجريدة الرسمية