رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الشاعر هشام الجخ: لا شيء تحقق من أحلامنا بعد سقوط نظام مبارك

فيتو

>> أعداء مصر استفادوا من ثورتنا
>> التصالح مع الإخوان أمر "حتمي"
>> الجماعة نجحت في تقسيم المصريين إلى فريق "تحيا مصر" وفريق "تحيا ماسر"

>> السيسي يخطئ ويصيب.. وسيحكم التاريخ عليه وعلينا جميعا
>> وزارة الثقافة يحكمها نظام بيروقراطي يبطئ من عملها
>> حفلاتي ممنوعة في القاهرة لـ"دواع أمنية"
>> دخولي في أي جملة مفيدة مع الراحل الأبنودي شرف أرجو أن أستحقه
>> سأظل أرفض طباعة الديوان إلى أن يأتي فنان في الطباعة والنشر يقدم لي فكرة جديدة
>> الحكام على مدى التاريخ يخافون من الفن بشكل عام وليس الشعر فقط



على أرضية الوطن فقط يكون الحوار معه.. كلماته تؤكد دائما أنه من المعسكر الرافض لـ"الحلول الوسط"، وأنه لم ينضم في يوم من الأيام لـ"مربع التبريرات"، يدرك خطورة الأوضاع.. يمتلك مقياسا خاصا به، ينتمي إليه، ولا يحيد عن مؤشراته أبدا، سواء على المستوى الأدبي أو السياسي أيضا.

الشاعر هشام الجخ.. على طول الخط يؤكد أنه "لا تفاوض على الوطن".. يضع الأمور في نصابها الحقيقي، يدرك أيضا أنه شاعر، والشعراء ليسوا دائما على هوى الحكام، من الممكن أن ينالهم نصيب من "غضب السلطة".

"فيتو" التقت "الجخ"؛ للتحدث معه حول تجربته الجديدة مع الفنانة القديرة ماجدة الرومي، وتطرقت معه لمنطقة "خلافة الأبنودي"، التي كان له فيها رأي خاص تحدث عنه باستفاضة وصراحة أيضا.

"هويس الشعر العربي" كشف المسئول الأول عن منحه هذا اللقب، كما تحدث أيضا عن إصراره على عدم طباعة أشعاره في "ديوان شعري"، وعدم إقامته أي احتفاليات في العاصمة القاهرة.

وعن الأمور السابقة وأمور أخرى كان الحوار التالي:-


* بداية.. حدثنا عن تفاصيل تجربتك مع الفنانة «ماجدة الرومي»؟
الفنانة الجميلة والمثقفة والوطنية ماجدة الرومي إضافة لأي شاعر، لقد حدثتني وطلبت مني قصيدة تعالج الأوضاع المتردية وحالة الفرقة والشتات التي يعيشها المجتمع العربي، وماجدة فنانة تعي قيمة الفن ورسالته ودوره في توجيه الرأي العام ودعم القضايا العربية الكبيرة، وعلى رأسها قضية الوحدة العربية.

* شعورك وأنت تلقب بشاعر الثورة.. ولماذا اخترت لنفسك لقب «هويس الشعر العربي»؟
لست (شاعر الثورة).. الثورة لها قرابة 3 ملايين شاعر.. ولا يمكن اعتبار هشام فقط شاعر الثورة، هذا الكلام قلته في كل وسائل الإعلام إبّان ثورة يناير، وكوني كنتُ شاعرا مشهورا في فترة الثورة، وكان الناس يرددون قصائدي في الميدان فهذا - بالمناسبة - لم يكن حصريا على قصائد هشام الجخ، لقد كنا نغني كلمات جاهين والأبنودي وبيرم ودنقل، وقد كان عمنا أحمد فؤاد نجم موجودا بشحمه ولحمه معنا في الميدان، فكيف بعد كل هذا نتجرأ على تسمية هشام الجخ شاعر الثورة.

ثم إنني لم أنزل إلى الميدان يوم 25 يناير، لقد نزلت إلى الميدان يوم جمعة الغضب 28 يناير، وقد سبقني إلى الميدان العديد والعديد من الشعراء ومنهم أسماء كبيرة ومشهورة كعبد الرحمن يوسف مثلا.

أما (هويس الشعر العربي) فقد أطلقه عليّ اتحاد الكتاب المصريين سنة 2008، حين اختاروني أفضل شاعر عامية شاب، أذكر آنذاك كان رئيس الاتحاد الأستاذ المنجي سرحان ومعه الشاعرة إيمان البكري، وهما وغيرهما من أطلقوا عليّ هذا اللقب.

* هل هشام الجخ يرى في نفسه خليفة الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي؟
دخولي في أي جملة مفيدة مع العظيم الراحل عبد الرحمن الأبنودي شرف أرجو أن أستحقه، لكن الفن ليس به خلافة، الخلافة هي أن تسير على نهج ونسق وشكل أسلافك، وهذا التقليد يرفضه الإبداع كفكرة شكلا ومضمونا.. أما تشابه اللهجة بيني وبين الخال - رحمه الله - نابع من نشأة كلينا في نفس البيئة ونفس المجتمع، وإذا كان الجخ خليفة الأبنودي، فمن الذي خلفه الأبنودي، ومن خلف صلاح جاهين وعبد الرحيم منصور ونجيب سرور وبيرم التونسي وغيرهم؟

* الأبنودي ارتبط اسمه بـ«السيرة الهلالية».. هل هناك مشروع يقبل الجخ على تنفيذه؟
لقد اتفقنا على أن مكانة الخال - رحمه الله - أعلى وأجل مني بكثير.. لكني أعمل على حملة (معًا لإلغاء التأشيرات بين الدول العربية) ومن أمامي شباب الرابطة في كل البلدان العربية.

* ما الذي يميز تجربة هشام الجخ الشعرية.. وهل تغضب ممن يدعون أنها حالة ستأخذ وقتها وتنتهي؟
سوف أترك ما يميز تجربتي الشعرية للتاريخ وللنقاد، أما أن أغضب من آراء بعض من يدعون شيئا عني، فلا أمتلك رفاهية الغضب؛ لأنني دائما في عمل مستمر تحكمني فيه مسئولية الشهرة والرابطة التي تكوّنت وأطلقت على نفسها (رابطة محبي هشام الجخ)، التي تعدت الخمسة ملايين فرد في جميع الوطن العربي، وربما في مدن أوربية أيضا، تنتظر مني الكثير من حملات توعية وحفلات ومؤتمرات ورعاية لقضايا عربية مؤثرة، بخلاف كتابة القصائد الجديدة وتقديم أصوات شابة جديدة، كل هذا يمنعني تماما من أن أجد وقتا للغضب، ولكن هذا لا يمنع بالطبع أنني من أشد المهتمين بآراء النقاد ومن المتابعين لما يقال عني؛ كي لا أنفصل عن جمهوري.

* لماذا لم نر ديوانا مكتوبا حتى الآن لهشام الجخ رغم أنها بطاقة وهوية الشاعر ووسيلة لحفظ التراث.. وهل تراهن على مواقع التواصل الاجتماعي؟
في صيف 2008 منحني اتحاد الكتّاب المصريين جائزة أحسن شاعر عامية شاب، وكانت الجائزة عبارة عن إصدار ديوان شعري باسمي على نفقة الاتحاد، وشيك بمبلغ 1000 (ألف جنيه مصري)، صرفت الشيك لكني رفضت الديوان.. وسأظل أرفض طباعة الديوان، إلى أن يأتي (فنان حقيقي) في مجال الطباعة والنشر، يقدم لي فكرة جديدة للديوان، أنا مفتون بالأشياء الجديدة.

* لماذا لا يقيم الجخ حفلات في القاهرة.. رغم أنك كنت من رواد ساقية الصاوي؟
ساقية الصاوي صرح ثقافي كبير ومهم، شرفت بالوقوف على خشبته كثيرا في البدايات، ولكن المشكلة ظهرت سنة 2011 عندما نظمنا حفلا في استاد القاهرة حضره 12.000 (اثنا عشر ألف مشاهد)، وتوالت بعده أزمات انتهاء التذاكر قبل الحفل بأسبوعين كاملين أو ما يزيد خارج القاهرة، حتى خارج مصر، أذكر أن حفلا أقمناه في الرياض بالمملكة العربية السعودية في مكان يسمى (المنزه) حضره 23.000 (ثلاثة وعشرون ألف فرد).. وتم منعي بعدها من إقامة حفلات مفتوحة في المملكة.

هذه الحشود يستحيل تواجدها في ساقية الصاوي، إلا إذا رفعنا سعر التذكرة بشكل مغالٍ، وهو ما أرفضه أنا قولا واحدا.. أضف إلى ذلك أن الوضع الأمني في مصر مؤخرا يمنع بشكل أو بآخر إقامة فعاليات ذات حجم كبير وتجمهر بهذا الحجم.. ولهذا نميل إلى إقامة حفلاتنا خارج القاهرة.

* لماذا نشعر بأن الجخ مرفوض في المؤتمرات والندوات التي تقيمها وزارة الثقافة.. وأكد البعض رفض عضويتك في اتحاد الكتاب؟
لقد منحني اتحاد الكتّاب جائزة أحسن شاعر عامية شاب في عام 2008، أما وزارة الثقافة فيحكمها نظام بيروقراطي يبطئ من عملها، مثلها في ذلك مثل معظم قطاعات الدولة، وهذا البطء لا يتناسب مع وقتي ومع سرعة الأداء بالنسبة لفريق عملي وأفراد مكتبي، ولهذا لا تجدني كثيرا في أنشطة الوزارة، ولكن علاقتي بكل وزراء الثقافة (الذين خلفوا فاروق حسني) كانت علاقة جيدة، حتى في فترة الإخوان.

* هل ترى أن الحكام ما زالوا يتخوفون من الشعراء وكلماتهم.. فقد رأينا قديما شعراء يُعتقلون بسبب أشعارهم؟
الحكام - على مدى التاريخ - يخافون من الفن بشكل عام وليس الشعر فقط؛ لأن الفن مرآة المجتمع.. يفضح عوراته ويعكس أوجاعه.. أما ما رأيتَه أنت (قديما) فقد رأيتُه أنا حديثا.

* لو نظرنا للوضع السياسي الحالي نشعر بأن الوضع متقلب فالبعض يرى أن الرئيس حقق معجزة.. وآخرون أضناهم الهم.. فماذا عن الجخ؟
للأسف نجحت جماعة الإخوان المسلمين في شق الصف المصري إلى فريقين.. فريق (تحيا مصر) وفريق (تحيا ماسر).. أنا طبعا أنتمي لفريق (تحيا مصر).. ولكني - بطبعي - ضد عبادة الأشخاص وضد المغالاة في مديح الحكام.. أنا أنظر للسيسي على أنه رئيس مصر الحالي.. يخطئ ويصيب.. وسيحكم التاريخ عليه وعلينا جميعا.. ولكن لا أحد ينكر جرأة الرئيس السيسي في قراراته.. بدءًا من مساندتنا في ثورة 30 يونيو وإلى الآن.

* هل ترى أن النظام الحاكم الحالي حقق ولو جزءا من مطالب ثورة يناير؟
لا.. قولا واحدا.. لم يتحقق أي شيء مما كنا نحلم به عندما خرجنا على نظام مبارك.. بالعكس لقد استفادت القوى المعادية لمصر من ثورة يناير أكثر مما استفاد الشعب.

* هناك تجاوزات كثيرة ارتكبها الجهاز الأمني في الفترة السابقة.. هل عادت الشرطة كسابق عهدها.. وبماذا تنصحها؟
الجهاز الأمني في مصر يعاني مناحي ضعف كثيرة، في الأفراد وفي التدريب وفي التكنولوجيا، ويعملون بمبدأ (الشاطرة تغزل برجل حمار).. وبالطبع رجل الحمار لا تصمد كثيرا، ما يضطر رجال الشرطة للاعتماد على نظرية الهيبة المفرطة ليتمكنوا من القيام بعملهم.. وهذه الهيبة تدفعهم للقيام بالعديد من التجاوزات.. وهذه التجاوزات تنعكس سلبيا على سمعتهم وانطباع الناس ناحية جهاز الشرطة.

هذه الحلقة المفرغة تزيد من شعور الشعب (السلبي) ناحية الشرطة.. الأمر يحتاج لآليات وإستراتيجية جديدة لعمل وزارة الداخلية بالأساس.. ولكن هذا للأسف يحتاج لميزانيات كبيرة، قد لا تملكها الدولة في الوقت الحالي.. نحن مضطرون لاستخدام رجل الحمار حاليا للأسف.

* تجددت في الآونة الأخيرة فكرة التصالح مع الإخوان.. هل أنت من مؤيدي ذلك؟
المصالحة أمر حتمي سيحدث سيحدث، لكنني لا أعتقد أن المصالحة ستكون مع هذا الجيل.

* دائما الصعيد منسيٌ سواء من الحكومة أو كبار الأدباء.. فهل لديك ما تقدمه للصعيد ولأهلك هناك.. وهل يمكن أن تتبنى موهبة شابة من الصعيد؟
في كل حفلاتي أشترط على المنظمين أن يصعد قبلي على المسرح ثلاثة أو أربعة أصوات شعرية شابة من أهل المدينة التي نقيم فيها الحفل (أيًا كانت).. ويتم اختيار الأصوات الشابة من خلال الرابطة، ولا أتدخل أنا شخصيا في الاختيار بالمرة.. فقط أشترط عليهم ألّا يكرروا نفس الأصوات مرتين في حفلات أخرى.

* أخيرا.. نصيحتك ليحقق البرلمان القادم طموحات المصريين؟
الاهتمام بالتعليم.. حتى ولو استعنّا بمعلمين أجانب لمدة عشرين سنة.. للأسف كل المعلمين الحالين في مصر تعلموا في الأساس بشكل خاطئ.. المعلمون في مصر يحتاجون أن يتعلموا.. مصر تحتاج لثورة في التعليم لتبدأ في دخول العالم الحقيقي بعد عشرين سنة على الأقل.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ"فيتو"..
Advertisements
الجريدة الرسمية