رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اعتذار يسرى فودة لريهام سعيد!


شهدت الساحة الإعلامية مؤخرا صراعا غير مفهوم بين الصحفى والإعلامي النخبوي "يسري فودة"، والإعلامية ريهام سعيد..الأول شن هجومه من منصة "فيس بوك"، والثانية بطبيعة الحال تمتلك مدفع "هاون" على إحدى الفضائيات.


خاض فودة الحرب الكلامية متسلحا بمفردات لغوية تحتاج كتاب رفاعة الطهطاوي " تخليص الإبريز في تلخيص باريز" لفك شفراتها ورموزها، واختارت ريهام أن ترد عبر الكاميرا.

وكعادة المصريين في الانقسام وعدم اختيار منطقة وسط للحكم على الأمور بعقلانية، انحازت "النخبة" لفودة وتعاطفت معه، وبدأت حملة هجوم مساندة في الخصومة الكلامية.

بينما اختارت ريهام سعيد أن تعرض شكواها من تعليق فودة، على جمهورها خاصة من النساء اللاتى يشاهدن التلفاز بالطبع أكثر من الرجال، ويفرضن حلقة "صبايا الخير" جرعة يومية داخل المنازل على الأزواج بتعليمات عليا من مديرة المنزل مالكة قرار التحكم بـ "ريموت التلفاز".. وأعترف أننى شخصيا من ضمن هؤلاء الأزواج.

وتأكد لى فوز ريهام في هذه المعركة عندما خضت معركة نووية مع زوجتى لتذكيرها بشخصية يسري فودة بعدما تساءلت عنه تعاطفا مع ريهام سعيد، وبالطبع كان برنامجه "آخر كلام" الذي كان يقدمه على قناة "أون تى في" طوق نجاة لتذكيرها، خاصة أنها لا تعلم تاريخه على "الجزيرة" أو "بى بى سي".

صحيح.. أعلم أنا وغيري قيمة "فودة" ومهنيته الغالبة والتي نتطلع جميعا للوصول إلى مكانته التي حققها في مشواره الإعلامي.. لكن أثناء حديث متبادل مع أصدقاء المهنة اكتشفت أننا جميعا من مريدي "فودة" لا نوازي عدد حالات مرضى السمنة الذين حشدتهم ريهام في وقت سابق بنادي الزمالك.

الصراع بين "فودة" و"ريهام" كشف سبب فشل ثورة يناير في تحقيق أهدافها ولطم الشعب الخدود على أيام حسنى مبارك، بسبب الحالة الاقتصادية والانفلات الأمني، نتيجة فشل "النخبة" التي تتحدث باللغة العربية الفصحى على الفضائيات في تقديم بديل جاهز يمتلك فكر رجل الدولة ولديه خطة حقيقة بعيدة عن التنظير أدخلت البلاد على مدى أربعة أعوام في غيبوبة سياسية بسبب حالة الفصام بين النخبة ومواطن " تقرقر معدته" بسبب الجوع، ويبحث جسده المتوجع من الفقر عن العلاج.

انتهى حال السنوات العجاف التي سببتها نخبة اللغة الفصحى التي طنت أذن الشعب، بمصطحات من عينة " لا مندوحة"، وتناست أن معركة البطون تنتصر على معركة العقول.. وانتهى الأمر في نهاية المطاف بتأسيس صفحة "أسفين يا ريس" بشكل علنى دون مواربة لتقديم اعتذار إلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك.

المعركة الدائرة بين "فودة" و"ريهام" الآن، ربما تكون نهايتها غير محمودة لصالحه خاصة أن الأخيرة علمت من أين تؤكل الكتف ونزلت من البرج العاجى واختارت الانحياز لـ"حزب الكنبة" وتمكنت بالخدمات الصحية والإنسانية التي تقدمها في أسر قلوب شريحة كبيرة من المشاهدين لا أستحى أن أقدرها بـ"الملايين".. صحيح أنها كسرت القواعد المهنية لتحقيق هدفها، لكنها في نهاية المطاف باتت تمتلك القدرة على تحريك مظاهرة حاشدة ضد "فودة" بميدان التحرير.

وبناءً عليه أتقدم بنصيحة تلميذ إلى الأستاذ يسري فودة، بضرورة تنشيط آليات الدفاع عن الذات، وإعادة النظر في بوصلة التوجيهات الشعبوية قبل الاقتراب من حواف غضب البسطاء، وربما يكون اعتذاره لريهام سعيد "مندوحة" من صراع غير متكافئ.

Advertisements
الجريدة الرسمية