رئيس التحرير
عصام كامل

الدراسة «ع الواقف»!


عامٌ دراسيٌ جديد.. وزارة «التربية والتعليم والتعليم الفني.. إلى آخره» أكدت بدء «وجع الدماغ» من الاثنين، لكن ربما يكون لأولياء الأمور والطلاب رأي آخر، ما يعني أنه ليس من المستبعد أن «يضربوا» الإجازة حتى أول الأسبوع المقبل، ولسان حالهم يقول «مجتش على يومين تلاتة كمان».


كل ما نرجوه ألا نتقدم إلى «الخلف».. أقصى أمانينا أن نقف «محلك سر».

المؤشرات الأولية لـ«العملية التعليمية» لا تجعلنا متفائلين.. خيّب الله ظنوننا.

المتابع لما يسمى «التعليم المصري»، يرى بأم عينيه أن الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ.. تأكيد لا يحتاج إلى نفي حكومي.

الأزمات عديدة، ولا تقتصر على المناهج المدرسية، وما بها من «حشو، وزيف، وتضليل»، وما سيطر عليها من جمود وتخلف، واعتمادها على «الحفظ والتلقين»، وإنما تتسع لتشمل المدرس، والدارس، والإدارة، وطرق التدريس...

نحن نعلم أولادنا بطريقة «التقيؤ»، التي تعتمد على ملء عقول التلاميذ بـ«الغث والثمين» من مواد، تسمى مجازًا «مناهج تعليمية»، ونطالبهم بإعادة ما حفظوه على ورق الإجابة في الامتحانات؛ ليحصلوا على «100%»، وأكثر، دون فهم، دون تعمق، دون رؤية تحليلية نقدية؛ وهو ما يتسبب في تدهور المنظومة التعليمية بشكل عام.

أيضًا نظام التعليم في بلادنا- إلا القليل- يقدم معلومات دخلت العناية المركزة منذ أعوام طويلة، وبعضها مات بالفعل، في ظل الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم حاليًا.. والنتيجة أن الطالب يتخرج دون أن يستفيد شيئًا في حياته الشخصية والمهنية مما تعلمه في المدارس.

الشيء الوحيد الذي يتعلمه الدارسون في مصر، هو زيادة قدراتهم في «معاكسة البنات»، و«التحرش بهن»، وزيادة رصيده من قاموس «السفالة»، و«الأباحة»، و«الفهلوة»، و«قلة الأدب»، وسوء سلوكه في تعامله مع المحيطين به.

الأهالي، والتلاميذ، المدرسون، والوزارة.. كلهم معذورون؛ إذ كيف نسمح لأنفسنا بأن نحلم بأن يكون لدينا عباقرة، وعندنا في الفصل الواحد نحو 100 طالب، كثير منهم لا يجد مقعدًا يجلس عليه؛ فيضطر للوقوف طوال الحصة؟!

كيف نسمح لأنفسنا بأن نحلم بأن يكون لدينا عباقرة، ونحن لدينا مدرسون يذهبون إلى مدارسهم لـ«النوم»؛ ويدخرون جهدهم لـ«الدروس الخصوصية»؟!

كيف نسمح لأنفسنا بأن نحلم بأن يكون لدينا علماء، ومخترعون، والدولة تبذل كل ما في وسعها لـ«تطفيش» المتفوقين، و«تجريس» المجتهدين؟!

نقول في المأثور: «اطبخي يا جارية، كلِّف يا سيدي». الخوف- كل الخوف- أننا بعد أن نوفر «التكاليف»، نكتشف أن «الجارية» لا تجيد الطبخ، ولم تتعلم فنونه.

باختصار.. الأحلام لن تتحقق إلا إذا كان وراءها «إرادة قوية».. أما إذا اعتمدنا على الإدارة بـ«الحب والعشم»، وتركنا «السايب في السايب»، فلا نلوم إلا أنفسنا، عندما يرتمي أولادنا في أحضان «داعش» أو «بوكو حرام»!
الجريدة الرسمية