رئيس التحرير
عصام كامل

زوجى كائن فضائى

فيتو

لا لن أرضخ لمعتقداتهم وفكرهم المتعفن، على أن أحاول إثبات وجهة نظرى إن الزواج القائم على الاحترام والتقدير أهم وأرقى وأنجح من الزواج القائم على وهم الرومانسية، ولا يمكن أن نجد الاحترام والتقدير إلا عند رجل يحمل داخله قيم نبيلة وأخلاق حميدة ومبادئ سامية، لا احتاج ورد بل احتاج فكر، لا اهتم بالهدايا ولكنى جديرة بالاحترام، كانت تحدث نفسها وهى تتناول قهوتها في مكانها الهادئ البعيد عن الضجيج والعشوائية.


فجأة انتبهت لضوء الشمس وقد سلط على عينيها لدرجة أزعجتها، ثم ظهر شخص وقد حجب عنها هذا الضوء وعندما رفعت عينيها لتراه تسمرت نظرتها فقد كان شديد الجاذبية قوى البنية طويل لدرجة ملفتة، أعجبت به جدا فقد كان شديد الشبه لرجل أحلامها وكأنه تجسيد للصورة التي في خيالها عن الرجل الذي تتمنى أن يشاركها حياتها، ولما عرف عنها من جرأة وثقة استبقته هي بابتسامة مع هزة من رأسها وكأنها تعرفه، ولكنه كان غامضا ونظر لها باندهاش واقترب وسألها عن مكان مكتبة الإسكندرية فضحكت ساخرة، وسألته باستهجان الست مصرى؟! فقال لا فقالت أهاا لذلك تسال عن الإسكندرية وأنت في القاهرة.

فدعته للجلوس وعلمت منه أنه أتى من جزيرة صحراوية بدائية بعيدة وجاء هنا ليدرس ويبحث عن كيفية نشر العمران في جزيرته، وخلال تبادلهما الحديث وجدت فيه كل مبادئها التي قد يئست أن تجدها، فهو محترم وقور هادئ قاطع كالسيف في أحكامه متزن عقلانى جدا لا يوجد مكان للعاطفة في فكره فهو يؤمن بأن العلاقات تبنى على الأخلاق والقيم وإن العاطفة تشوه الأخلاق لأنها تجعلك تضعف أو تتنازل أحيانا عن ما اعتقدته لإرضاء الطرف الآخر وكعادتها لم تضيع وقتها، بعد أن عرضت عليه المساعدة وسافرت معه وطدت علاقتها به جدا وأعجب هو بطريقة تفكيرها وجاذبيتها وثقافتها واتفقا على الارتباط شرط أن لا يحاول أحدا منهم أن يغير الآخر أو يحيده عن مساره.

عاشا معا في غاية الاستقرار والهدوء ولكنها كانت تشعر دائما بغصة في قلبها شيئا ما تفتقده يجعل حياتها جافة جامدة، فزوجها لا يعبر لها عن حبه أبدا فباتت لا تعلم أهو يحبها أم فقط راض عن علاقتهما معا؟ بدأت تفتقد اللمسة الحانية والحنان وقت الحزن افتقدت الحضن الدافئ وقت الوحدة، والغريب إنها اشتاقت أن تسمع كلمات الحب منه أو أن يفاجأها بوردة أو هدية ناعمة تشعرها أنه يفكر بها، كان يقضى معظم وقته منكفأ على كتبه وأبحاثه وإذا رفع عينه يرفعها ليشاهد فيديوهات علمية، نعم كانا يتناقشا معا ويأخذ رأيها في معظم أبحاثه ولكنها أصبحت لا تكتفى بهذا الحديث، فهى تريد أن يجذبها لصدره ويضعها عليه حتى ترتوى من حنانه.

إنها تذبل وتجف وتشتاق إلى نهر من الحنان لكى يعيد إليها حيويتها، فكرت أن تصارحه ولكنها تذكرت عهدهما معا، وكانت توقن إنه يصعب تغيره فهو لا يؤمن بالحب ولا العاطفة فكيف سيهبهما لها؟!، وباتت تسهر الليل تفكر وكادت أن تقترب من قرار الانفصال ولكنها ترددت كتثرا فكيف ستجد رجلا آخر يملك كل هذا القدر من الصدق والإخلاص والوضوح والاحترام!، وكادت الحيرة تفتك بها وأصبحت منشطرة نصفين نصف يريده بقوة ونصف يلفظة ويتعذب بوجوده، فاهتدت لفكرة وهى أن تذهب لاستشارى في شئون الأسرة لتستعين به لعله ينقذها من وحش الحيرة، فسألها ما مشكلتك؟ فقالت زوجى كائن فضائى.
الجريدة الرسمية