رئيس التحرير
عصام كامل

الولايات المتحدة تذيب الثلج مع مصر بزيارات المسئولين.. «السيسي» يلتقي وفد مجلس النواب الأمريكي.. «كيري» يبحث تعزيز العلاقات مع القاهرة.. وفريق اقتصادي يناقش الاستثمار في السوق المص

فيتو

على مدى سنوات طويلة اختلفت طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية فمن العداء وتبادل الاتهامات في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى التبعية للإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك حيث لم تسر العلاقات على وتيرة واحدة.


ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم اتخذت العلاقات طبيعة خاصة حيث اتخذت الإدارة الأمريكية موقف التأييد لجماعة الإخوان الإرهابية في البداية وعارضت ثورة المصريين عليهم في 30 يونيو ثم بدأ موقفها يتغير تدريجيا.

وفود متتابعة

ومؤخرا التقى الرئيس السيسي بوفد من مجلس النواب الأمريكى، برئاسة النائب الجمهوري ستيف سكاليز بحضور وزير الخارجية سامح شكرى، وسفير الولايات المتحدة بالقاهرة، روبرت بيكروفت، حيث صرح السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن الوفد الأمريكى استهل اللقاء بالحديث عن أهمية دور مصر في المنطقة، ومساعدتها في مكافحة الإرهاب معربا عن اعتزاز بلاده بعلاقات الشراكة ومسيرة التعاون الممتدة منذ عقود مع مصر.

وفى نفس السياق فإن الوفد الأمريكي لم يكن الأول في سجل الوفود الأمريكية التي زارت مصر منذ تولى السيسي، الحكم حيث استقبل في أغسطس الماضى وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، بمقر رئاسة الجمهورية لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين، فضلا عن الملفات والقضايا التي تهمهما والمشكلات التي تشهدها المنطقة، خاصة الوضع في ليبيا وسوريا والعراق واليمن، بجانب تداعيات الاتفاق النووى الإيرانى الغربى على مصالح المنطقة.

وفى نوفمبر العام الماضى، وصل إلى القاهرة وفد اقتصادى أمريكى يضم 160 من أصحاب وقيادات 66 من كبرى الشركات الأمريكية، التقى خلالها السيسي والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، وعدد من الوزراء والمسئولين بالحكومة، حيث كان الهدف من الزيارة، هو بحث الفرص الاستثمارية في السوق المصرى، والتعرف على الأوضاع السياسية والاقتصادية.

استمرار التواصل

وعن دلالات زيارة الوفود الأمريكية لمصر، يقول السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هذه الوفود تدل على استمرار التواصل والمشاركة في تقييم الأمور الإقليمية والوطنية، وإتاحة الفرص لعرض الرؤى بين الطرفين.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة باعتبارها قائدة العالم فلابد من الاستفادة من تجاربها، لما تحمله من خبرات في كل المجالات، موضحا أنها مؤثرة في كل المجالات سواء الاقتصادية أو السياسية، ولابد من التواصل مع الأقطاب الدولية المؤثرة.

وأضاف خلاف أنه مهما كان هناك خلافات بين البلدين فلابد من الاستمرار في التواصل، خاصة أن الزيارة تعطى فرصة للتأكيد على ما نحتاجه ونتوقعه، حيث إن الانفتاح يؤدى إلى التقارب والانعزال يمنع التقارب.

علاقات إستراتيجية

ومن جانبه قال السفير أحمد القوصى مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هناك علاقات إستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، سواء في الشئون الاقتصادية والسياسية والعسكرية، كما أن هذا الحوار يساعد على التعرف على الرؤى المختلفة والمشتركة.

وأضاف أن التقارب يساعد على الاستفادة من الخبرات، خاصة وأن العلاقات بين الطرفين هامة لكليهما حيث إن الولايات المتحدة هي أكبر قوة على وجه الأرض في الوقت الحالى، ولذلك لابد من التقارب.

وضع طبيعي

وأوضح الدكتور محمد حسنين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن الولايات المتحدة دائما ما تبحث عن مصالحها، مشيرا إلى أن الوفود الأمريكية التي تزور مصر كل فترة هدفها جمع معلومات عن الأوضاع المتوترة في المنطقة خاصة مع تطور الأحداث في سوريا واليمن وليبيا.

وأضاف أن التوترات القائمة في القدس تأتي أيضا على هامش الزيارة كما يأتي بها التمهيد لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم والتي تشارك فيها مصر.
الجريدة الرسمية