رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الخارجية لـ «روسيا اليوم»: لا خلافات مع الرياض بشأن سوريا.. العلاقات الأمريكية المصرية وثيقة.. القاهرة تربطها علاقات تاريخية بموسكو.. لم نجر اتصالات مع الحوثيين.. والمباحثات مع المكسيك

وزير الخارجية المصري
وزير الخارجية المصري سامح شكري

أجري وزير الخارجية المصري سامح شكري، مقابلة خاصة مع قناة «روسيا اليوم» الإخبارية، تحدث فيها عن العديد من القضايا الشائكة في المنطقة العربية، وعن علاقات مصر ببعض الدول العربية والأوربية أبرزها المملكة العربية السعودية وروسيا، إلي جانب تفاصيل المباحثات مع دولة المكسيك بعد حادث الواحات.


لا خلافات مع الرياض

وأكد وزير الخارجية سامح شكري، أنه لا وجود لخلافات بين مصر والسعودية فيما يخص الشأن السوري، مشيرا إلى أن الحل العسكري غير وارد هناك.

الحرب على الإرهاب

وأعرب شكري، في مقابلة خاصة مع «روسيا اليوم»، عن أمله أن يستمع العالم بشكل سريع للرؤية المصرية بشأن الإرهاب قائلا «الإرهاب يتفاقم في المنطقة وآثاره واضحة للجميع ومخاطره تزداد وتتأثر بها الشعوب بشكل بالغ، فكلما توافقت أطراف المجتمع الدولي على وضع إستراتيجية متكاملة وشاملة لمقاومة الإرهاب كلما كان لنا تأثير في القضاء هذه الظاهرة».

وأكد شكري أن مصر تقاوم الإرهاب في إطار سليم مع مراعاة كافة الحقوق وهي حقوق مواطنة في المقام الأول، بالإضافة إلى أن العقيدة لكل من الشرطة والجيش هي عقيدة منتظمة وواضحة في أنها لحماية الشعب المصري.
وأشار إلى أن الاستهداف هو استهداف للخارجين على القانون المجرمين والإرهابيين ويتم التعامل معهم، كما يتم التعامل مع أي فرد أو مجموعة خارجة على القانون.

مباحثات المكسيك

وبشأن المباحثات التي دارت مع وزيرة الخارجية المكسيكية، أوضح شكري أن الظروف التي أتت بها كانت ظروف مؤلمة، لافتا إلى أنه حاول توفير لها ولوفدها اتصالا بهذه الظروف الخاصة وكل معاونة وكل استجابة لطلبها.
وأضاف «بصفة عامة كان هناك تفهم من قبلها لأسلوب التعامل مع هذا الأمر، واستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي لها واستقباله لها، وأمضي معها ومع الوفد المرافق وقتا طويلا من اليوم للاطمئنان على أنها قد زارت المصابين.. والمستشفى تقدم لهم كل الرعاية وغير ذلك من الحديث عن التحقيقات ومجراها وفتح قنوات الاتصال فيما بيننا، ثم صياغة البيان المشترك والمؤتمر الصحفي».

علاقات تاريخية مع موسكو
وفيما يخص العلاقات «المصرية - الروسية» خاصة بعد زيارة الرئيس السيسي لموسكو أكد أن هناك آفاقا واسعة للتعاون فيما يتعلق بالتجارة والنواحي الفنية وفيما يتعلق بالشق الأمني والعسكري والسياسي، لافتا إلى أنه على تواصل مستمر مع وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف في إطار طرح القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك لتبادل وجهات النظر والتنسيق فيما بيننا.

إقامة دولة فلسطينية

وبشأن القضية الفلسطينية، قال شكري «إننا نتعامل مع كل مواضع الاضطراب في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل تراب الوطن الفلسطيني ولتكن عاصمتها القدس الشرقية، بما يعفي الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني من استمرار التشاحن وأن تزول حالة الاحتلال الفريدة من نوعها في العالم، لافتا إلى أن هناك تنسيقا بين الدول العربية، وهناك جهود تبذل لضبط النفس من قبل الحكومة الإسرائيلية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المسجد الأقصى وبالتأكيد العمل في الإطار المتعدد».

وعن ما يحدث من انتهاكات إسرائيلية في المسجد الأقصى علق شكري بأن هذه المشاحنات وهذا الاعتداء على المسجد الأقصى أولا هو خروج عن مسؤوليات إسرائيل كدولة احتلال، وعليها أن تتخذ كل إجراء لحماية المقدسات وحماية الأراضي المحتلة من أي اعتداء أو أي تغيير لطبيعته، موضحا أن هذا التصعيد ربما يترتب عليه مزيد من العنف ومزيد من فقدان الأرواح.

وتابع:« في مثل هذه الأجواء يصعب الحديث عن إطار سياسي يؤدي إلى تحقيق ما توافق عليه أعضاء المجتمع الدولي من حل الدولتين.. دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فهذا حق لا حياد عنه بالنسبة للشعب الفلسطيني، هذه هي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وندعها ويدعمها المجتمع الدولي ويجب أن يتحقق لأن هذه المعاناة قد طالت».

أزمة اليمن
وبشأن التوترات في اليمن، قال شكري، إن الوضع في تحسن ونأمل أن تستعيد الشرعية موضعها في اليمن ممثلة للشعب اليمني وأن تتطلع بمسؤوليتها في إدارة الدولة واستجابة لاحتياجات الشعب اليمني فطبعًا كلما استطاع التحالف أن يحرز تقدما في تثبيت الأوضاع وإعادة الاستقرار، فإنه يؤهل الحكومة لتلعب دورها بشكل كامل.
وأكد على أن القاهرة لم تجري بأي شكل من الأشكال اتصالات مع الحوثيين، مضايفا: «نحن جزء من التحالف ومصر تتعامل في إطار دعم المبعوث الأممي وفي إطار التنسيق الوثيق مع شركائها في التحالف ولم نجر مشاورات مع أي من الأطراف الحوثية».

سوريا والحل السياسي
وعن التوترات التي تشهدها الساحة السورية، قال شكري، إن المجتمع الدولي يؤكد بأنه ليس هناك إلا الحل السياسي القابل لإنهاء هذا الصراع وأنه لا يمكن أن يتوهم أي من الأطراف أن الحل العسكري قد ينهي هذا الوضع الذي أصاب الشعب السوري، لافتا إلى أن الإطار السياسي هو الإطار المناسب وهناك جهود تبذل والمبعوث الأممي كان في القاهرة وألقى بيان في مجلس الجامعة وطرح خطة عمله في المستقبل ولا بد أن يتم التعاون معه من قبل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لإنجاح جهوده.

العلاقات مع واشنطن
وعن العلاقات المصرية الأمريكية، أوضح شكري، أن مصر ترتبط بالولايات المتحدة بعلاقة إستراتيجية وعلاقة وثيقة متشعبة المناحي، ويعمل الجانبان على دعم هذه العلاقة وتطويرها بما يخدم مصلحة كل منهم.

ندعم جهود العراق
وعن الوضع في العراق قال شكري، إن انتشار الإرهاب وجهود الائتلاف والحكومة العراقية لمقاومة الإرهاب نحن ندعمها ونزكيها ونأمل للحكومة العراقية أن تستطيع أن تعيد الاستقرار في العراق وأن تؤدي العملية السياسية في العراق إلى تلاحم الشعب العراقي بجميع أطرافه السياسية وأن تتوحد العراق مرة أخرى ويتم مراعاة المصالح المختلفة لكافة عناصر الشعب العراقي الشقيق، وبالتالي يتم حماية الاستقرار ووحدة الأراضي العراقية وتظل مكون هام في منظمة الأمن القومي العربي.
الجريدة الرسمية