رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى 33 من مذبحة صبرا وشاتيلا.. أياد عربية ملطخة بدماء الفلسطينيين.. حزب «الكتائب» اللبناني أول من قتل اللاجئين.. تعليمات «الأسد» تدفع بـ«حركة أمل» إلى المشاركة.. وا

فيتو

«قضاؤنا العربي أن يغتالنا عرب».. كلمات خرجت من الشاعر نزار قباني ليعلن سخطه على هذا الوطن الذي ترك عدوه الأساسي ليقتل نفسه، ربما لو كان نزار موجودًا الآن وهو يرى الجماعات التي تتناحر بالسلاح من أجل السيطرة على دولة لن يجدوا فيها شيئًا بعد انتهاء حروبهم لقال أكثر من ذلك.


صبرا وشاتيلا
«صبرا وشاتيلا».. كلمتان تعنيان مذابح وجرائم حرب.. كلمتان في التاريخ تعنيان ترميل نساء وقتل آباء وعنوانًا للخزي العربي، حتى بعد أن خاض أعظم حروبه في 1973، بمجرد نطقهما يتداعى إلى الذهن (آريل شارون) وهو يقود مجزرته مجتاحًا المخيمات الفلسطينية ليعلن انتصاره على أطفال عزل وشيوخ لا يحملون سوى غصن الزيتون.

وفي ذكرى بدء مذبحة «صبرا وشاتيلا» في عام 1982 ترصد «فيتــو» الأطراف العربية التي شاركت في تلك المذبحة.

سبب المذبحة
كان الصراع الذي ضرب لبنان عام 1975 واستمر لمدة 15 عامًا ضمن حرب أهلية تشابكت فيها كل القوى واتحد اليسار بقيادة كمال جنبلاط جنبًا إلى جنب مع منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، ضد كلٍ من حزب الكتائب بقيادة بشير الجميل، وحركة أمل الشيعية التي كانت تأخذ التعليمات من حافظ الأسد إثر صراع الأسد التاريخي مع حركة فتح.

وكان سبب مذبحة «صبرا وشاتيلا» في مثل هذا اليوم هو السبب الذي قامت على إثره الحرب الأهلية بعد اتهام السلطات اللبنانية حركة فتح بأنها تسعى للاستقلال وتورط لبنان من خلال مهاجمة الكيان الصهيوني من الأراضي اللبنانية ما يعرضه لبنان للقصف الإسرائيلي، ومن ثم دخلت الدولة حربًا مع المخيمات الفلسطينية.

بعد التنسيق المشترك بين إسرائيل وحزب الكتائب وحركة أمل تم الاتفاق أن يكون اليوم هو يوم الانتهاء من سكان المخيمات ليتم تجهيز 3 فرق لتنفيذ المجزرة التي راح ضحيتها 3500 من الرجال والنساء.

حزب الكتائب
كان أول من دخل إلى المخيمات لتنفيذ عملية القتل البارد هو حزب الكتائب بقيادة (أيلي حبيقة) فتمت عمليات القتل التي طالت الأطفال والنساء، وقاموا بأكثر من 50% من تلك المجزرة قبل أن تساعده حركة أمل الشيعية.

حركة أمل
كان لحركة أمل أسبابها في الاشتراك في تلك المجزرة بعد غضب الرئيس السوري السابق حافظ الأسد على منظمة فتح الفلسطينية، ومن ثم أعطى توجيهاته للحركة بتطهير لبنان من المخيمات، وكان دور حركة أمل جنبًا إلى جنب مع حزب الكتائب في عمليات القتل.

جيش الاحتلال
كانت مهمة جيش الاحتلال هي محاصرة المخيمات من كل النواحي ومنع أي وكالة من وكالات الإعلام الدخول لنقل وقائع تلك المجزرة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام استيقظ العالم بعدها على أبشع مشاهد القرن العشرين، وكان يقوده في هذا الوقت (آريل شارون). 

المحاسبة
الغريب في تلك المجزرة أن الكثير من القادة اللبنانيين لم يخضعوا إلى أي تحقيق، بل بعضهم تولي بعض المناصب في البرلمان ومازال قادة حزب الكتائب وحركة أمل ينعمون بحياة هادئة.
الجريدة الرسمية