رئيس التحرير
عصام كامل

سيد الطعمجي وبنت المستشار وأخو شاكيرا!


في إطار مسلسل غسيل السمعة ودفع الاتهامات عن المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، بالانتماء للإخوان، ظهرت ابنته مع وائل الإبراشي، تدفع عنها وعن أبيها شبهة الأخونة.. أسلوبها في نفي الاتهام بالأخونة كان واضحًا من أول ظهورها بشعرها وهذا حقها طبعًا، إلى التصريح بأنها انتخبت "شفيق" ونزلت في 30 يونيو ضد محمد مرسي، وأنها ضد الفكر الإسلامي بتاع الإخوان، وضد السلفية الجهادية والكلام ده (بحسب تصريحها).


تكتيك بنت المستشار استدعى إلى ذاكرتي حكاية سيد الطعمجي، التي دارت وقائعها إبان مواجهات الأمن مع الجماعات الجهادية المسلحة في تسعينيات القرن الماضي.. أُلقي القبض وقتها على مجموعة من الشباب والمراهقين مطلقي اللحى، خلال مباراة للكرة الخماسية بساحة المعهد الديني بإحدى مدن الشرقية، من بينهم رجل في أواخر الثلاثينيات يعشق الكرة، ويفرض نفسه عليهم بالقوة، شهرته سيد الطعمجي وهو طعمجي بالفعل.. في التحقيقات علم أن الاتهام الموجه إليهم وهو معهم هو الانتماء إلى جماعات دينية مسلحة، ووجودهم بالمعهد الديني كان تَجَمُّعًا تنظيميًا وتدريبيًا.

في أول جلسة تحقيق مع سيد الطعمجي، واجهه وكيل النيابة باتهام الانضمام لجماعات إسلامية، فقال سيد وهو ليس بالكذوب: يا باشا أنا راجل بايظ وبضرب مخدرات ومَيَّة "أي خمرة".. ومبَلْبَعاتي وفلاتي وماباركعهاش، وما ليش دعوة بالعيال السُّنِّية ولاد "دي..!".. فكتبت له النجاة، وضحك وكيل النائب العام وأمر بالإفراج عنه.

أعود إلى ابنة المستشار.. وأقدِّر لها دفاعها عن أبيها، لكنها لم تتطرق إلى ما يتردد عن السبب الرئيسي للهجوم عليه، وهو تهديده المتكرر بالكشف عن وقائع فساد خطيرة، قد تطال مسئولين وأسماء لها ثقلها في الدولة، وفضلت اللجوء إلى تكتيك سيد الطعمجي.

الآن.. اسمح لي أختطفك بعيدًا عن جو الطعمجي وابنة معالي المستشار ووجع قلب السياسة.. وأقرأ هذه الحكاية اللطيفة، التي ربما تلامس حدود فكرة المقال.

"أمسكوا رجلًا "مسجل خطر"، دخل على أمين الشرطة، الأمين قال له: هو أنت أخو شاكيرا إللى مَشْيَها بَطَّال؟.. غضب الرجل ورد باحتجاج: أيه يا حضرة الأمين، أنا مش أخو إللي بتقول عليها دي.. ثم دخل على رئيس المباحث الذي تطلع إليه وسأله: مش أنت أخو شاكيرا إللي مشيها بَطَّال؟.. اشتد غضب الرجل ورد بحدة: لا يا باشا، أنا مش أخو شاكيرا إللي بتقول عليها ولا أعرفها..

اقتادوه لمأمور القسم فتطلع إليه بدوره وسأله: مش أنت يا جدع أخو شاكيرا إللي مشيها بطال؟.. رد الرجل بصوت عال وغضب أشد: أيه يا فندم الكلام الفارغ ده، لأ طبعًا أنا مش أخو البنت دي، وبعدين أنا ماليش أخوات بنات.. ثم وصل إلى مدير الأمن.. تطلع إليه مدير الأمن طويلًا ثم سأله: مش أنت بتاع الإخوان يا جدع أنت؟.. رد الرجل بسرعة وحَسْم: "لا يا باشا.. أنا أخو شاكيرا إللي مشيها بَطَّال".
الجريدة الرسمية