رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالفيديو.. الدكتور سمير غطاس: «النور» دوبلير الإخوان بـ«أوامر أمريكية».. وانتظروا صداما بين البرلمان والرئيس

فيتو

  •  الأحزاب في مصر مجرد «دكاكين سياسة»
  • «القائمة الموحدة» ضد الديمقراطية... و«في حب مصر» تفسح الطريق أمام «العواجيز» للسيطرة على «النواب» 
  •  من يتحدثون عن حل عسكري لإنهاء أزمة «سد النهضة» مجموعة من «الكسالى ذهنيا»
  •  القاهرة تدير ملف إثيوبيا بـ«سياسة الفهلوة» 
  •  المسار السياسي في مصر «شديد التخلف».. والاقتصاد بحاجة للتخلص من «ترسانة» القوانين التي تعيق الاستثمار 
  •  البحر والمياه الإسرائيلية طريق «حماس» للرد على «هدم الأنفاق».. وتل أبيب تضغط لاستمرار الحركة في حكم القطاع 
  •  حمد بن جاسم قال لي: «نحن دولة صغيرة تسعى لأن تلعب دورا إقليميا كبيرا ونموذجنا في ذلك إسرائيل»
  •  القاهرة مطالبة بتشكيل جبهة دولية لتحسين الوضع الليبي
  •  مصلحة أمريكا أن تشغل مصر بما يحدث في ليبيا

ملفات شائكة.. البعض لم يستطع تجاوز خطوطها الحمراء، تقديم قراءة واقعية لها.. والحديث عن حلول ناجزة يمكن من خلالها "فك طلاسمها" وتقليل معدلات خطورتها، غير أن الحوار مع الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، كان كاشفا لتفاصيل كل هذه الملفات، ليس هذا فحسب، لكنه ساهم أيضا في تقديم، ما يسمى بـ"خارطة طريق" لحل أزمات الملفات الشائكة.

الحوار مع "غطاس" يمكن أن يوصف أيضا بـ"الحديث من المحيط الهادر للخليج الثائر"، فالرجل تحدث أولا عن الأزمات التي يعاني منها الداخل المصري، ألقى الضوء على ما يحدث داخل الأحزاب المصرية، وكشف وجهة نظره في التحركات السياسية التي يقوم بها، سواء النظام السياسي، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أو على مستوى الأحزاب السياسية واستعداداتها للانتخابات البرلمانية المنتظرة.

"غطاس" تحدث أيضا عن الدور القطري، سواء في الداخل المصري، أو على المستوى العربي، كما اتجه لتقديم وجهة نظر خاصة به في مستقبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وكشف أيضا حقيقة المشروع الإيراني الذي تسعى إلى تنفيذه "طهران" بعد رفع الحصار عنها.

كما ألقى رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، الضوء أيضا على دور حركة حماس، سواء فيما يتعلق بموقفها من النظام المصري الحاكم، أو فيما يختص بـ"القضية الفلسطينية".

وعن تفاصيل تلك الملفات وأمور أخرى كان الحوار التالي:

* بداية.. كيف ترى المشهد في مصر الآن؟
أرى أن القاهرة حاليا تسير في مسارين غير متوازنين على الإطلاق، وهما المسار الاقتصادي والمسار السياسي.
وفيما يتعلق بالمسار الاقتصادي، تجدر الإشارة إلى أن البلاد تسير فيه بخطى حثيثة، مع الأخذ في الاعتبار أيضا أنه رغم هذا لا تزال تفتقد لرؤية عامة تضع هذه المشروعات في رؤية شاملة، فهناك مشروعات ضخمة مثل قناة السويس وما يرتبط بها من مشروعات أخرى وإنشاء أنفاق لربط سيناء بالوادي، لا بد من وضع رؤية شاملة لها؛ لأن المطلوب تغيير ديمغرافية مصر لتعمير سيناء، حيث إن ٩٧٪ من سكان مصر يعيشون على ٧.٣ من مساحة مصر، وهو ما يعد خللا، ولذلك أرى أن إعادة توزيع السكان قضية أمن قومي لمصر.

وعلى المستوى الاقتصادي أيضا، أرى أن الحكومة أصبحت في حاجة ملحة لضبط آليات السوق، فمصر من الدول التي لا تحدد هامش ربح، هناك صناعات تحقق هامش ربح ٤٠٠٪ لبعض الشركات، وهو نظام غير موجود في العالم، ولا بد من تغيير ترسانة القوانين المتعاقبة، التي تتعلق بالاستثمار والاقتصاد.

وفيما يتعلق بالمسار السياسي، أرى أنه مسار شديد التخلف، ولا توجد مؤشرات لتحسنه، حيث يزداد الوضع سوءا، فالأحزاب الموجودة في مصر بلا استثناء ليست أحزابا حقيقية، ولا تتعدى كونها "دكاكين سياسية"، وأتوقع اختفاء غالبيتها بعد الانتخابات البرلمانية المنتظرة؛ نظرا لعدم امتلاكها قواعد شعبية حقيقية، وفي الغالب هي عبارة عن منتديات ثقافية، وليس لديها ديمقراطية داخلية، ولا حياة سياسية داخلها، وبالتالي لا تنتج كوادر سياسية.

هناك أيضا مشكلة تعاني منها الأحزاب، التي تتمثل في علاقتها بالدولة، فهي لا تشكل معارضة موضوعية، ولا تزال علاقتها بالدولة شائكة، فهي تهرول إليها لتحقيق مصالحها الخاصة ولا تمارس دورها السياسي، وهو ما اتضح عندما أعلن أن الدولة لها دور في ترتيب القوائم؛ حيث هرولت الأحزاب إليها، وخدعت جمهورها وأعضاءها.

والغريب أن ما يجرى داخل تلك القائمة وهي "في حب مصر"، الاعتداء على نسب الفئات المهمشة، لإفساح الطريق أمام "عجزة السياسة" من رؤساء الأحزاب الذين لم يجرؤ واحد منهم على الترشح فردي في دائرته.

* لكن فكرة تشكيل القائمة الموحدة كانت بدعوة من الرئيس للأحزاب.. تعقيبك؟
أنا ضد تلك الدعوة؛ لأنها ضد الديمقراطية، فالديمقراطية قائمة على المنافسة.

* لكنك سبق ودعوت لتشكيل قائمة موحدة، ألا ترى أن في هذا الأمر أي تناقض؟
أولا: يجب التأكيد هنا أنني لم أقم بالدعوة لتشكيل "قائمة انتخابية"، لكن كل ما في الأمر أنني دعوت للاتفاق على وثيقة لتصحيح الخطأ الذي حدث، وترتب عليه الطعن على الانتخابات، ودعوتي تلك كان هدفها الرئيسي والأساسي "معالجة الأمر"، غير أن الأحزاب لم تهتم نهائيا بتلك المراجعة السياسية.

* وهل صراع التحالفات الانتخابية أمر طبيعي؟
ذلك الصراع قائم على نظام الحصص، كما أنه أصبح هناك بورصة للمرشحين، فالأحزاب والتحالفات أصبحت تتصارع على شراء بعض المرشحين الذين يتمتعون بشعبية في دوائرهم، وتصل قيمة المرشح إلى مليون جنيه وأكثر.

* "بورصة الترشيح" وتلك الأرقام التي تتحدث عنها هل سيكون لها أثر على البرلمان المنتظر؟
تأثير مدمر بالطبع، وهنا أؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستستخدم البرلمان المقبل كأداة لتنفيذ ما فشلت في تنفيذه أدوات أخرى، فأمريكا سعت لإسقاط النظام الحالي، ولا تزال إستراتيجية إعادة دمج الإخوان المسلمين في الحياة السياسية قائمة، وهي نتيجة الخدمات التي قدمها الإخوان للولايات المتحدة، فهي تستخدم ضغطا على بعض الدول الإقليمية، وكذلك تستخدم ضغطا داخليا؛ بهدف السيطرة على البرلمان من خلال فكرة الثلث المعطل، وذلك لإنشاء صراع بين البرلمان المنتخب وبين الرئيس والدولة، وهو ما حدث في دول أخرى؛ حيث ستستخدم أمريكا القوى الدينية مثل حزب النور وتحالفاته في تحقيق ذلك.

* ولماذا حزب النور الذي ستستخدمه أمريكا في تنفيذ مخططها؟
أمريكا تستخدم حزب النور حاليا بديلا مؤقتا للإخوان، لتنفيذ نفس السياسة التي كانت تقوم بها الجماعة، وهناك شواهد عديدة على علاقة أمريكا بالنور، منها اعتراف سعد الدين إبراهيم بأن السلفيين وحزب النور طالبوه بفتح علاقة مع أمريكا، وأنه قام بذلك، كما أن زيارتهم المتكررة للسفارة الأمريكية وواشنطن من الشواهد، وكذلك قبول نادر بكار القيادي بالحزب، في أهم جامعة أمريكية، بتوصية من سعد الدين إبراهيم.

من أجل هذا كله، أرى أن أمريكا تستخدمه كـ"حصان طروادة"؛ للدخول والسيطرة على الثلث المعطل لشل الدولة أو عرقلتها، وهو ما سيؤثر على البلاد.

* وما تأثير ذلك على الدولة حال تحققه بالفعل؟
سيكون هناك صدام بين البرلمان والرئيس، يؤثر على البلاد وأمنها القومي؛ نظرا لأنه عندما سيكون البرلمان في مواجهة الرئيس، فالغرب سيساند البرلمان؛ لأن الغرب بطبيعة الحال ينحاز لصندوق الانتخابات والمجالس المنتخبة ضد الرؤساء، ولذلك نعد حاليا تجربة جديدة لمواجهة مثل تلك المخططات، وهي تشكيل جبهة شعبية لدعم البرلمان، دورها دعم النواب في أداء دورهم ومساندتهم، وفي نفس الوقت الوقوف ضد أي نائب أو فصيل يستعدي الغرب ضد الدولة، حتى لا نسمح بهدم الدولة وتمزيق المجتمع.

* وهل تم الاتفاق على الشكل النهائي للجبهة.. ومتى سيتم الإعلان عن تشكيلها؟
ستتشكل في الأساس من شخصيات وطنية من مختلف النقابات، ويتم الإعداد لها حاليا، وسيتم الإعلان عنها مع اقتراب البرلمان.

* بالحديث عن العلاقة التي تربط حزب النور وأمريكا.. هل هناك أحزاب ممولة من الخارج؟
طبعا توجد، وأطالب قيادات الأحزاب بالإعلان عن مصادر تمويلها وأوجه إنفاق تلك الأموال، مع الأخذ في الاعتبار أن التمويل يعمل على إفساد الحياة السياسية.

* هل بالفعل توجد عناصر إخوانية كثيرة بالجهاز الإداري للدولة، تقوم بإثارة المشكلات وتعطيل العمل؟
بالفعل الإخوان زرعوا كوادر في وزارات عديدة مثل الكهرباء والتعليم والجامعات والداخلية وغيرها، وأرى أن من جرائم الرئيس الأسبق مبارك، تغافله عن كادر أساتذة الجامعة، الذي تساهل مع الجيل الأول من أساتذة الإخوان، الذي أعطى تقديرات عالية لطلاب الإخوان ليصبحوا معيدين وأساتذة، ولا بد من تطهير تلك الوزارات، لكنني رغم هذا لا أتوقع أن تكون هذه العناصر السبب الرئيسي في المشكلات المثارة، لكن السبب الرئيسي يعود للإهمال والفساد الذي تعاني منه تلك الوزارات.

* كيف ترى تعامل القاهرة مع أزمة "سد النهضة" الإثيوبي؟
قضية المياه أكبر خطر يواجه البلاد، فهي تمثل تهديدا وجوديا لمصر، وللأسف تتعامل الدولة مع سد النهضة حتى الآن بطريقة متعثرة وبطريقة العقلية الفهلوية، ونحن لدينا دراسة في مركز دراسات الشرق الأوسط، قام بها الدكتور نصر الدين علام، تطرح بدائل عديدة لحل الأزمة، من بينها ترشيد استهلاك المياه.

* لكن هناك أصوات تشير إلى استخدام "الحل العسكري" للتخلص بشكل نهائي من أزمة السد؟
الخيار العسكري، فكر الذهن المصري الكسول، فهناك قيود على استخدام الخيار العسكري في العالم، ولا بد من بحث بدائل متعددة؛ لمنع استكمال السد، وأرى أن العقل الكسول هو الذي يفكر في ذلك الخيار، وإن كان غير مستبعد.

* بعيدا عن الوضع المصري.. بصفتك متخصصا في الشئون الفلسطينية.. من الممول الحقيقي لحركة حماس؟
هناك مصادر عدة لتمويلها، أولها كان من تجارة الأنفاق والسلاح، لكن الجزء الأكبر من التمويل كان وما زال يأتي من قطر، بالإضافة إلى جزء من إيران وجزء من تركيا.

* وهل ترى أن الحركة تأثرت بعملية هدم الأنفاق التي تربطها والداخل المصري؟
بالفعل تأثرت بشدة من إغلاق الأنفاق؛ لأنها كانت تجني من ورائها ٤٠٠ مليون دولار، ولم تعد الحركة تستطيع دفع رواتب الذين عينتهم بعد الانقلاب العسكري في ٢٠٠٧، خاصة بعدما توقفت إيران عن دفع ما كانت تدفعه لها؛ لأنها عُقرت من حماس؛ بسبب مساندة الحركة للجماعات والجبهات التي تقاتل ضد نظام بشار الأسد في سوريا، وخيانتها للنظام السوري الذي احتضنها من قبل، وفقا لرشوة قطرية، والآن تحاول الحركة استعادة علاقتها مع إيران، خاصة بعد رفع الحصار عن الأخيرة.

ورغم هذا أريد الإشارة إلى أنه حال إعلان سيناء منطقة خالية من الأنفاق، فإن الحركة من الممكن أن تلجأ لاستخدام البحر بين غزة ومصر، وربما تستخدم الأراضي الإسرائيلية أيضا.

* ما هي علاقة حركة حماس بالجماعات الجهادية والتكفيرية بسيناء؟
بعد فتح الأنفاق، بدأت التجارة تتسلل في البداية خلال تهريب المواد الطبية التموينية والسلع المهربة من مصر إلى قطاع غزة، وكانت حماس تريد أن تؤمن استمرار هذه التجارة، فجندت عددا كبيرا من أبناء سيناء، ممن كانوا يعملون في مجال التهريب، ليقوموا بتأمين الأسلحة والأفراد الذين يتم تهريبهم عبر تلك الأنفاق، وبالتالي حولت المافيا التي كانت تعمل في التهريب لجماعات مسلحة ولقنتهم أفكارا تكفيرية وجهادية.

* حديثك هذا.. هل يعني أن "حماس" لاعب رئيسي في صناعة الجماعات والتنظيمات الإرهابية؟
نعم.. كل التنظيمات الجهادية في سيناء بدأ تشكيلها في غزة، تحت مظلة حماس، التي تعد أحد فروع جماعة الإخوان المسلمين، المصنفة إرهابية، كما أنها تتلقى الأوامر والقرارات من التنظيم الدولي للجماعة، وبالتالي فهي تنتهج نهج الإخوان وتقوم بإرهاب مباشر، وكذلك تساهم بشكل كبير في تشكيل جماعات تقوم بالإرهاب بالوكالة.

* على الجانب الآخر.. هل تمثل حركة حماس تهديدا لإسرائيل؟
بالعكس، إسرائيل تريد أن تبقي حماس على قيد الحياة؛ لأنها تحقق لها هدفا إستراتيجيا كبيرا، هو أن يستمر فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وتعطل إجراءات إقامة الدولة الفلسطينية.

ويجب أن نضع نصب أعيننا حقيقة ثانية، وهي أن "تل أبيب" تمكنت من تحقيق اختراق إسرائيلي كبير لحركة حماس، يمكن إسرائيل من اغتيال أي قيادة بالحركة، مثلما حدث من قبل، باغتيال خمس شخصيات قيادية بالحركة.

* ماذا عن الدور القطري في المنطقة؟
قطر واحدة من أحد أهم أدوات الولايات المتحدة بالمنطقة، فيوجد بها أكبر قاعدتين عسكريتين، خارج الولايات المتحدة، لتنفيذ سياساتها بالمنطقة دون التورط مباشرة، كما أن هناك "هوسا" قطريا داخل إدارتها، لتحويلها من دولة قزمية إلى دولة تلعب دورا إقليميا بالمنطقة، وهنا أذكر أنني قابلت حمد بن جاسم حينما كان وزير خارجية قطر، وقبل أن يتولى منصب نائب رئيس الوزراء، وقال لي نصا "نحن دولة صغيرة تسعى لأن تلعب دورا إقليميا كبيرا، ونموذجنا في ذلك هو إسرائيل"، وتعجبت من حديثه؛ حيث تفاخر بأن له علاقات شخصية بإسرائيل، وأن لديه استثمارات داخل إسرائيل، وأنه يمتلك يختا هناك أيضا، كما أكّد على أنه سيتم استخدام الإعلام لأن تلعب بلاده دورا إقليميا أكبر من حجمها، وهو ما تم بالفعل من خلال قناة الجزيرة.

وقال لي أيضا: "السعودية كاتمة على نفسنا، ونحن وجدنا حلا لذلك، وهو أن نأتي بالأمريكان ونخدمهم أكثر مما تقدم لهم السعودية".

*بمناسبة قناة الجزيرة.. كيف ترى دورها ولماذا تنفرد بشكل مستمر بفيديوهات تنفيذ العمليات الإرهابية في سيناء؟
الجزيرة جزء من المشروع، كما قال لي "بن جاسم"، هي ممولة من الدولة القطرية وتشرف عليها أجهزة مخابرات، ومعروف أن من قام بإنشائها هيئة الـ"بى بى سى"، بالاشتراك مع شخصيات إسرائيلية، وبالتالي تم تجنيد مراسليها ومذيعيها الذين ينتمي أغلبهم للإخوان، فهم من قابلوا أسامة بن لادن، وبالتالي تقوم أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية وغيرها، بتسهيل مهامها الإعلامية ومدها بانفرادات لتتميز عن الآخرين.

* وما خطورة ذلك الدور القطري وتأثيره على القاهرة؟
هناك مؤامرة يتم إعدادها ضد البلاد حاليا، وهي تطويق البلاد، من جانب حدودها؛ لمنعها من القيام بأي دور إقليمي، وهنا أكشف عن أن هناك شخصا يدعو "محمد نعادي" قطري، متواجد في غزة بشكل شبه دائم، وهو المشرف على إعادة إعمار غزة بأموال قطر، ويسعى لربط شبكة كهرباء غزة بالغاز الإسرائيلي، ويربط شبكات المياه أيضا بين إسرائيل وغزة؛ وذلك تمهيدا لإقامة إمارة إخوانية بغزة على يد حماس التي تقوم الآن بتصفية القضية الفلسطينية، بفصل القطاع، حتى تصبح تلك الإمارة الإخوانية مشاكسة لمصر عبر الحدود بينهم، وهو ما يعد أخطر مؤامرة على مصر، وإن تعطل تنفيذها حاليا فلن تتركها حماس، وذلك بالتوازي مع المشروع الليبي، الذي يتم الآن، وهناك أيضا في جنوب السودان؛ حيث معروف توجهات البشير الإخوانية، وبالتالي تصبح مصر مطوقة بشكل يعرقل مسيرتها في القيام بأي دور إقليمي.

* وهل تتوقع استمرار المشهد الليبي، وتأثيره على مصر؟
الوضع الحالي في ليبيا سيستمر؛ لأن الجيش الليبي مقيد، ولا يستطيع حسم المعارك، وانضم عدد من المجموعات الإرهابية بالمناطق لليبيا، كما أن مصلحة أمريكا أن تشغل مصر بما يحدث في ليبيا، وأرى أن مصر أصبحت مطالبة بتشكيل جبهة موازية لخطط أمريكا، بحيث تستغل الدول الغربية التي توقفت مصالحها في ليبيا، للتنسيق معها من خلال إستراتيجية لمواجهة ذلك.

* هل تؤيد التدخل العسكري المصري في ليبيا؟
لا أؤيد ذلك، ولا بد من التدخل داخل النسيج الليبي، بدلا من الخيار العسكري، خاصة أن هناك قيودا على استخدام العمل العسكري على مستوى العالم.

* وماذا عن المشهد السوري وتأثيره على مصر؟
سوريا بلد مفتاحية بالمنطقة، وسوف تتأثر كل الدول المحازية لها بما يحدث، فالأمر معقد بها؛ لأنه لم يعد يُحسَم داخليا، فهناك قوى خارجية تتدخل فيها وتعمل حالة توازن يمنع التغيير الجذري، فمن جهة روسيا والصين يدعمان النظام السوري تسليحيا وسياسيا، وتمنع اتخاذ أي قرارات في مجلس الأمن ضد نظام الأسد، وكذلك هناك تدخل إيراني قوي، هذا كله يضاف إليه التدخل من جانب حزب الله اللبناني.

* هل تتوقع سقوط بشار الأسد قريبا؟
لا أعتقد ذلك، ومن وجهة نظري، أرى أن "الأسد" باق، حتى يكون هناك بديل له؛ لأن سقوطه سيسمح للتحالف الإخواني الذي ترعاه قطر وتركيا الآن، بالسيطرة على سوريا، وهو ما لن تقبل به إيران على الإطلاق.
Advertisements
الجريدة الرسمية