رئيس التحرير
عصام كامل

خطة «الطفل السوري» لإنقاذ سوريا!


نقفز إلى قلب الموضوع..فالقارئ العربي يحتاج الكلام بشكل مباشر المباشر ونقول:
الأزمة في سوريا في طريقها إلى حل نهائي..وبعد بحور الدم التي جرت..وبعد كل أنواع التحدي التي أبداها حكام عرب في الأزمة..وبعد ما أقسموا بكل أنواع القسم وإعلانهم عزمهم المضي لتحقيق أهدافهم من الحرب هناك مرات مرات..كان لا بد قبل أي تنازلات تهيئة الرأي العام لتراجعهم وقبولهم بحلول نهائية لا هي حققت أهدافهم ولا هي بررت ما فعلوه ولا هي برت بقسمهم ولا هي تقنع شعوبهم بما أنفقوه وبما خسروه حتى على المستويين الأدبي والمعنوي..


واليوم يجري تهيئة الرأي العام العالمي لقبول التنازلات والتراجع عن المواقف رغم أن المأساة الإنسانية في سوريا لم تتوقف منذ أربع سنوات..لكن اليوم بات الجميع يبحث ويسعى ويسابق الزمن للوصول إلى حل للأزمة السورية كلها وستزداد الضغوط الشعبية في الغرب الأيام المقبلة للإسراع بالحل..والأمر بدأ مبكرا عن أزمة المهاجرين السوريين بفترة حيث سبقتها التهديدات الإرهابية لدول الخليج وتلاها موسم الزيارات المكوكية إلى موسكو من الطرفين..المناوئ لسوريا والداعم لها..

فخلاف زيارات القادة العرب من الخليج إلى روسيا فقد زارها أيضا الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني وزارةا وليد المعلم وزير الخارجية السوري..

السؤال الآن..ما نوعية التنازلات الممكنة ؟ هل تراجع محور السعودية والإمارات وقطر عن رحيل الرئيس الاسد والبدء في تسوية نهائية ؟ أم تراجعت روسيا نفسها ومعها إيران عن بقاء الرئيس الأسد والقبول بفكرة التسوية السياسية بشعار إنقاذ سوريا نفسها ؟ مع الإشارة هنا بقبول روسيا الشهر الماضي إعادة التحقيق في استخدام الغازات السامة في سوريا وفجأة وبلا مبرر!

المؤكد الوحيد هو اتفاق كل الأطراف على محاربة الإرهاب وبالتالي فكل الكيانات الإرهابية خارج أي تسوية وكل تسويه.. ولن يكون في الصورة إلا المعارضة المدنية غير المتورطة في أي أعمال عنف وهي من زارت مصر وروسيا الأسابيع الماضية..يبقى السؤال..أي التنازلين ارجح ؟

في تقديرنا الشخصي إن فكرة تراجع الخليج اقرب..ففكرة استبعاد الرئيس الأسد تتنافي أوﻻ مع مبدأ أن القرار الأول والأخير في الأزمة للشعب السوري وهو وحده صاحب الحق في تقرير مصيره.. كما أن فكرة التخلي عن الأسد لا تمنح روسيا وإيران الأمان اللازم عن النظام القادم في سوريا وبما يتعارض مع مصالح كلتا الدولتين وهم يدركون ضعف المعارضة ويدركون حجمها في الداخل السوري ويدركون أيضا وعي الشعب السوري أن جرت أي انتخابات نزيهة بإشراف دولي!

طبعا سيكون مؤتمر جنيف عنوان التسوية وربما ذهب التراجع أبعد من ذلك بكثير وأن تتكفل إيران وروسيا ـ مثلا ـ بتطهير سوريا من الإرهاب وهو ما لا يتم إلا بموافقة أمريكية أو على الأقل غض الطرف عما سيجري وبشكل غير صريح حفظا لماء وجه العميل الأمريكي أردوغان أكبر الخاسرين من أي تسويه تنقذ سوريا وشعبها !

السؤال الأخير الذي يشغل بال المصريين تحديدا..اين تقف مصر ؟ نقول: ورغم أن طرح محاربة الإرهاب أولا هو طرح مصري إلا أن الإجابة قالها الرئيس الأسد بنفسه الأسبوع الماضي وأشار إليها تعليق توقيع اتفاق الجيش الموحد وستعلنها الأيام المقبلة على الملأ أو ستبقى ليعلنها التاريخ متى يتكلم التاريخ..
الجريدة الرسمية