رئيس التحرير
عصام كامل

«الرموز الانتخابية.. عادة فرعونية ورثها الأحفاد».. الصقر للأقوى والوجه للأكثر خيرًا.. الهلال والجمل لأصحاب النفوذ من الوطني المنحل.. الإرهابية اختارت الميزان.. واختيار الناخب للمرشح مرهون بد

فيتو

باتت الرموز الانتخابية في مصر مرآة عاكسة للواقع السياسي والاجتماعي في أي سباق انتخابي، فقد أصبح اختيار الناخب لممثله البرلماني مرهونًا بدلالة هذا الرمز على البعد التاريخي والاجتماعي للبيئة التي يعيش فيها، ويرجع هذا بسبب ارتفاع نسبة الأمية في وطننا، كما أن البعض يعتقد أن الرمز يعكس ما يريد المرشح إبرازه لهم، وما ينتوى تنفيذه في حال فوزه.

وهذا ما يفسره العراك الحاد الذي تشهده ساحات المحاكم بين المرشحين للحصول على رمز بعينه، يلخص فيه المرشح برنامجه الانتخابي للناخب البسيط، بعدما لجأت الحكومات إلى سن تشريعات تسمح باستخدام هذه الرموز بشكل قانوني.

تاريخ الرموز
ويرجع تاريخ نشأة الرموز إلى العصر الفرعوني، فمنه تشكلت أبجديات اللغة الهيروغليفية المدونة على جدران المعابد والأماكن الأثرية، ورغم انتشار وسائل التكنولوجيا في الوقت الراهن، إلا أن بعض الرموز التي أقرها الفراعنة ما زالت تستخدم بنفس مدلولاتها.
والفراعنة رمزوا برسم الوجه إلى النهر، ورسموا الصقر تعبيرًا عن الإله حورس، وبعض رموزهم، ورغم التطور الذي يشهده المجتمع وارتفاع نسب مستخدمي الكمبيوتر وشبكات العنكبوتية، مازالت من أهم ملامح الحياة النيابية في مصر.

العصور الوسطى
وعلى الرغم من غياب فكرة الدولة ومؤسساتها في القرون الأولى للعصور الوسطى، إلا أن بعض النبلاء والإقطاعيين استخدموا رموزًا من وحى الطبيعة، وخاطبوا بها رعاياهم بشكل غير مباشر، فكانت الرموز الحيوانية تعكس معنى القوة والسرعة كالحصان والأسد وبعضها يرمز للصبر والجلد وتخطي الصعاب كالجمل، أما الرموز النباتية فهي تعطي إيحاء بالأصالة ورغد الحياة الاجتماعية التي ينعم بها الرعايا فترة ولايتهم.

العصر الحديث
وفى عام 1956، صدر قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي أقر الرموز، كوسيلة من الوسائل الانتخابية، وكان الهلال من أشهر الرموز التي استخدمها الحزب الوطني إبان عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لكونه رمزا دينيًا، يحسب ويحدد عن طريقه الشهور الهجرية وغيرها من الأمور الإسلامية.

بالإضافه إلى أن «الجردل والكنكة»، كانا من أشهر الرموز الانتخابية في سبعينيات القرن الماضى، وحتى أن الفنان عادل إمام اتخذ منه اسمًا لأحد أفلامه السينمائية، كمحاولة لنقد الواقع السياسي الذي كانت مصر تعيشه خلال تلك الحقبة.

الهلال رمز مبارك
وجاء اتخاذ «الهلال والجمل»، كأشهر رموز الحزب الوطني المنحل، ومع الوقت كان الجمل رمزًا لأصحاب النفوذ من أعضاء الوطني المنحل، وعلى رأسهم زكريا عزمي وأحمد عز، ثم أصبح «الهلال» رمزًا للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك حين خوضه الانتخابات الرئاسية آنذاك، ليصبح الرمزان حكرًا لا يستطيع أحد الحصول عليها.

الميزان رمز الإخوان
وعقب ثورة الـ25 من يناير، تطور الأمر، حيث حصل الإخوان خلال الانتخابات البرلمانية التي أعقبت الثورة على رمز «الميزان»، الذي كان يرمز إلى العدل حسب وصف عناصر حزب الحرية والعدالة المنحل، وهو ما دعا الرئيس المعزول لاتخاذه رمزًا له حين خوضه الانتخابات الرئاسية.
الجريدة الرسمية