رئيس التحرير
عصام كامل

«حرب الشائعات» تشعل الانتخابات البرلمانية.. زهران: هدفها تفريق أنصار المرشح.. بدر الدين: يقصدها الناخبون الأقل شعبية.. دراج: وعي المواطن المحدد الأول لها.. وفهمي: الريف بيئة مناسبة لانتشارها

عمليات الترشح للانتخابات
عمليات الترشح للانتخابات

مع اقتراب إجراء الانتخابات البرلمانية، يقوم بعض المرشحين وأنصارهم بنشر شائعات انتخابية تهدف في المقام الأول لزعزعة قوى منافسيهم، والتأثير على شعبيتهم داخل دوائرهم الانتخابية، وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على الانتخابات في مصر فقط، بل تكاد تكون ظاهرة عالمية.


تفريق الأنصار
وتعليقًا على انتشار الشائعات الانتخابية بالتزامن مع فتح باب الترشح للبرلمان، قال الدكتور جمال زهران، أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بكلية التجارة جامعة بورسعيد، إن الشائعات الانتخابية تستخدم لتفريق أنصار الخصم من حوله.

وأضاف: «الشائعات الانتخابية أغلبها يستخدم ضد الشرفاء وتمس شرفهم وعملهم، ومن يرد الشائعه الكاذبة بمثلها وصل إلى أقصى درجات الانحطاط».

واستطرد: «تطلق هذه الشائعات بالتزمن مع فتح باب الترشح للانتخابات للتأثير على المرشح، وعند اقتراب فتح باب الاقتراع أمام الناخبين للتأثير على أنصاره»، موضحا أن شائعات فساد الشخص في عمله أمر شائع، كي يعلم الناخب تاريخ الذين ينتخبهم.

مواثيق شرف
وأشار «زهران » إلى أنه يجب وضع مواثيق شرف انتخابية من قبل اللجنة العليا للانتخابات كي لا تمس الشائعات زوجة المرشح وأبناءه أو أحد من ذويه.

وتابع: «على المرشح أن يتسلح بالحقيقة ليستطيع الرد على الشائعات التي تثار حوله، وإصدار التصاريح الصارمة التي تكذب الشائعة، وأن يطلب منهم استخراج الدليل»، مشيرا إلى أن إحدى الصحف لفقت إليه شخصيا شائعة كاذبة، فاتصل بها على الفور وطلب منها حق الرد على الشائعة.

حرب متبادلة
فيما شدد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على وجود حرب متبادلة من الشائعات الانتخابية تبدأ مع إعلان اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات عن الجدول الزمنى، وفتح باب الترشح، إذ يجتهد المرشحين الأقل قوة وشعبية في تداول أخبار غير صحيحة عن منافسيهم الأكثر شعبية.

وأضاف أن الشائعات تتخذ أشكال عدة، ما بين التشكيك في الذمة المالية والأخلاقية للمرشح واستغلال نفوذ السياسي والإدارى، أو التورط في قضايا فساد، مشيرًا إلى أن تأثير تلك الشائعات على المرشحين في محافظات الدلتا والصعيد أقل بكثير من الحضر، لاعتبارات العائلات القبلية.

وتابع: «أحيانا ما تكون هذه الشائعات في صالح المرشح إذا كان مشهودا له بحسن الخلق والنزاهة، سيرته الذاتية معروفة، والأمر الذي يخلق حالة من التعاطف من قبل الناخبين مع الترشح، تساعده على إحراز عدد أكبر من الأصوات الانتخابية في دائرته».
وأكد بدر الدين أن القانون جرّم الشائعات الانتخابية، خاصة إن كانت معلنة في مؤتمر صحفى أو جماهيرى للمرشح المنافس، يعتبرها القانون في هذه الحالة قضية سب وقصف.

وعى المواطنين
بينما رأى الدكتور أحمد دراج، أستاذ الإعلام بجامعة بني سويف، والمتحدث الرسمى باسم تحالف 30/25، أن درجة وعي المواطنين هي التي ستحدد قوة الشائعة الانتخابية من ضعفها.

وأضاف «دراج» في تصريح لـ«فيتو»، أن مستوى الشائعات في مصر قوي جدا، بسبب قلة الوعي، وقد تصل هذه الشائعات إلى حد الخرفات.
وذكر أن الشائعات الانتخابية تختلف من بيئة إلى أخرى، مثال الصعيد تستعمل فيه الشائعات عن انتماء بعض المرشحين للجماعات الإرهابية أو انتمائات أخرى غير مرغرب فيه لدى المواطنين، وفي المدينة تختلف وجهة نظر المواطنين ويرون أن حياة المرشح شيء شخصي ولا يجب النظر إليها.

وتابع دراج: «إن الشائعات الانتخابية غالبا تكون ضد المرشح، وتكون معه عندما يكون الطرف الآخر غير صادق، أو قال شيئا عكس شخصية المرشح، أو غير ظاهرة فيه لدى الناس».

4 محاور
بينما قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن الشائعات يعتبرها البعض أمرا ضروريا في وقت الانتخابات لإضعاف خصومهم.

وأضاف في تصريح لـ«فيتو»: «تكثر الشائعات في الأرياف والمدن الأقل حضارة، ويكثر تصديقها أيضا، خاصة مع المرشحين ذات الشعبية الكبرى».

وتابع: «الشائعات تمر بـ 4 محاور دائما يعتمد عليها مروجوها، أولا البيئة الحاضنة للأمية، وتكون تلك البيئة أكثر إيمانا الشائعة، لعدم وجود الخلفية الثقافية، والعصبيات الانتخابية فيكون الناخب في حاجة لتصديق أي شيء ضد خصم المرشح المؤيد له، والميديا السوقية المباشرة ومواقع السوشيال ميديا».

وتابع فهمى: «آخر محور هي حسابات المرشح من المكسب والخسارة، فالشائعة تنطلق من المرشح الأضعف الذي يتشبث بأي شيء يبقي على فرصه في المنافسة الانتخابات».
الجريدة الرسمية