رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصوت.. والد الطفل السوري الغريق يحكي ملابسات وفاته

فيتو

فاجعة عبد الله الكردي «أبو غالب»، والد الطفل السوري الغريق، لم تثنه عن الحديث عن ملابسات غرق طفليه وزوجته في البحر المتوسط، وكشفه عن الضمير الضائع للمهرب التركي الذي تركهم ولاذ بالفرار.



فقد حكى أبو غالب الكردي لراديو «روزنة»، مواجهة المهاجرين السوريين لأشد أنواع المخاطر في هجرتهم؛ حيث قال «قفز المهرب التركي إلى البحر ولاذ بالفرار، وتركنا نصارع الأمواج وحدنا، انقلب القارب وتمسكت بولديّ وزوجتي وحاولنا التشبث بالقارب المقلوب لمدة ساعة، كان أطفالي لا يزالون على قيد الحياة».

بدأ أبو غالب حديثه بالقول: «لم يمت ابني الرضيع فقط، لقد توفي ابني الآخر وزوجتي أيضًا»، مضيفًا: «كنا 12 شخصًا على متن قارب صيد «فايبر» طوله نحو خمسة أمتار فقط، وبعد مسافة قصيرة بدأت الأمواج تعلو بشكل كبير، قفز المهرب التركي إلى البحر ولاذ بالفرار، وتركنا نصارع الأمواج وحدنا، انقلب القارب وتمسكت بولديّ وزوجتي وحاولنا التشبث بالقارب المقلوب لمدة ساعة، كان أطفالي لا يزالون على قيد الحياة، توفي الأول جراء الموج العالي، اضطررت لتركه لأنقذ ابني الثاني».

لم يتمالك عبد الله نفسه وأخذ يبكي، وتابع قائلًا: «توفي ابني الثاني وبدأ الزبد يخرج من فمه، تركته لأنقذ أمهم، فوجدت زوجتي قد توفيت أيضًا، وبقيت بعدها 3 ساعات في الماء، إلى أن وصل خفر السواحل التركي وأنقذني».

وتعود أصول عبد الله الكردي «أبو غالب» إلى بلدة عين العرب «كوباني»؛ حيث كان يعمل «حلاق رجالي» في حي ركن الدين بدمشق، وخرج من سوريا، كحال معظم السوريين، باحثًا عن حياة أفضل، حمل معه ابنه الصغير «آلان» ذا العامين، الذي انتشرت صورة غرقه على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف العربية والعالمية، وابنه الأكبر «غالب» ذا الأربع سنوات وأمهم ريحانة، على أمل أن يحظى بفرصة جديدة لعائلته الصغيرة بعيدًا عن الصراع وأهوال ما يحدث في سوريا.

يتابع عبد الله حديثه: «جئت إلى تركيا واضطررت للعمل في مجال البناء بأجرة 50 ليرة تركية يوميًا؛ كي لا أمد يدي أو أستجدي من أحد، وهذا المبلغ لم يكن يكفينا، لذلك كانت أختي تساعدنا بإيجار المنزل».

وأضاف: «أبي وأختي أمنا لي مبلغًا ماليًا على أمل الذهاب إلى أوربا للحصول على حياة أفضل لعائلتي ومنزل يؤوينا أو حتى (كامب) لا فرق، حاولت مرات عديدة على أمل أن نصل إلى اليونان، وفي كل المحاولات السابقة كنا نفشل، وقبل فترة وجيزة التقيت بمهربين أحدهما تركي والآخر سوري، عرضا عليّ رحلتهم بتكلفة 4 آلاف يورو لي ولزوجتي، وكانا يريدان أن يأخذا مني ألفي يورو لقاء أطفالي، لكني قلت له إنني لا أملك المزيد».

واستمر أبو غالب في سرد قصته قائلًا: «أريد أن أوجه كلماتي إلى كل العالم، انظروا إلى حال السوريين وترأفوا بهم، ساعدوهم وخففوا حملهم، خاصة وضع العامل السوري بتركيا الذي يأخذ ربع ما يتقاضاه المواطن التركي، أتمنى أن يصبح ابني الصغير (آلان) رمزًا للمعاناة التي يمر بها السوريون».

Advertisements
الجريدة الرسمية