رئيس التحرير
عصام كامل

السلفيون ألعن من الدواعش!


هم السلفيون، بلا منازع، هم السلفيون، لكنهم يضعون على الوجوه أقنعة، وفي العيون وداعة، وعلى الألسنة مراهم وكريمات وملينات ومرطبات، ولو ارتكب الشعب جريمته الثانية، ووقع في براثنهم واختارهم يوم الفرز الوطني الكبير، في الانتخابات البرلمانية، يومئذ فهي الواقعة التي لا قيام بعدها!

هم ليسوا سلفية واحدة، بل هناك الجهادية، وهناك التكفيرية، الجسم الصلب لأنصار بيت المقدس، وهناك السلفية العلمية، لكن كلها ثعبان واحد متعدد الرءوس.

لو اختار الناس هذه المرة السلفيين، فليعلموا أنهم سلموا البلد تسليم انبطاح لبديع والشاطر ومرسي، وأردوغان، وأبي بكر البغدادي، والظواهري، وسنرى علم الدواعش والقاعدة فوق قبة البرلمان، سيكون لدينا برلمان قندهار، بالجلباب والجاكت، والبلبطة، والفتة والكفتة، وهات يا تعطيل في الصاروخ المندفع الآن، لتعجيز الرئيس.

لقد دخلنا في الاستحقاق الثالث والأخير، وهو بناء مجلس النواب، أي السلطة التشريعية، أي الوجه الشعبي الذي يمثل مصر السيادة أمام العالم، أي السلطة التي تسن القوانين التي تحكم حياتنا وأرزاقنا ومستقبلنا، وبالتالي فإن إساءة الاختيار والمجيء بكوادر إرهابية ناعمة أو متلبسة، أو ملتبسة على الناس هو خيانة لثورة الثلاثين من يونيو، هو خيانة لدماء الشهداء، هو خيانة لقناة السويس الجديدة، هو خيانة لمستقبل مصر، هو تراجع وتخلف وعفن فكري مذهبي، لا علاقة له بالدين.

لم يكن السلفيون حتى قبيل خروج مبارك، طلاب دنيا، وكانوا مستأنسين، ومتعاونين مع أمن الدولة، بل رأوا في الخروج على الحاكم خطأً، ودافعوا عن بقاء مبارك، لكنهم ذاقوا مع الإخوان طعم السلطان، ويدبرون معهم الآن عودة حميدة مجيدة، إلى برلمان يسيطرون عليه، وسط نخبة خائبة تتقاتل على حصص ومقاعد، بينما هم شغالون في الأرياف وفي العشوائيات، يجمعون البطاقات، ويوزعون اللحم والزيت والسكر والمعونات المالية والطبية، ويحشدون الدهماء، ويجعلون لهم في الفوضى نصيبا كبيرا، لتكرار سيناريو ٢٥ المقيت!

السلفيون ليسوا تعبيرا عمن سلف من الصحابة وأفاضل علمائنا وفقهائنا المسلمين عبر الأجيال، بل هم حرفيون، أي ملتزمون بالأشياء حرفيا، ولا يقبلون عقلا، ويعتبرون الديوث صاحب مصلحة في النجاة بعمره، وترك زوجته ليغتصبها الجناة، بحجة أن حفظ النفس مقدم على حفظ العرض.

والله إنك لرجل.. يا صاحب هذه الفتوى!!

هم قوم يرفضون تحية العلم، وتحية المسيحي الذي كان يحمي المصلين منهم يوم جمعة قندهار، في ميدان المؤامرة المسمى بالتحرير.. هم لا يقفون احترامًا للسلام الجمهوري، ولا يرون في المرأة إلا النصف الأسفل لقضاء الشهوة؛ إذ يتمتع بعضهم بسعار جنسي، وهم يعتبرون تعلم الإنجليزية مصيبة وينبغي وقف تدريسها، وهم أيضًا من ركبوا ما حدث في الخامس والعشرين مع إخوانهم الإرهابيين، وهم من قتلوا شيعة ومثلوا بالجثث، وفيهم من طالب بهدم الأهرام والمعابد، تمامًا كما تفعل داعش حاليا.

كان السلفيون أداة طيعة لحازم ودهمائه، ولو أعطى الناس لهم أصواتا، فسوف يلطمون ويصوتون ندمًا فيما بعد.

تلك خطوط عريضة من الصورة القادمة القاتمة، لو ذهب حمقى وجوعى منا إلى صناديق الاقتراع، ليمنحوا أصواتهم لأهل الشر الناعم مؤقتا.

علينا أن نخاطب الناس بصراحة، ونستدعي وطنيتهم وخوفهم على وطنهم وأعراضهم، والكشف عن العقلية الحجرية للسلفية بأنواعها.. رسولنا نبي للرحمة، وهؤلاء مندوبو القسوة والجهامة والعتامة، والردة العقلية والوجدانية!

من الآخر، السلفيون هم الإخوان والدواعش، بل أشد قسوة وإظلاما، لو مكناهم رقبة الوطن.. حتى مرسي، كافر في نظرهم!!
الجريدة الرسمية