رئيس التحرير
عصام كامل

هؤلاء قتلة الطفل السوري!


الجرح غائر وكبير.. والألم بقدر الكون.. والمشهد مؤلم وقاس.. والدموع بحجم البحر الذي حمل البريء الصغير إلى الشاطئ.. والمأساة كلها لا.. لا مثيل لها!


سؤالان في المقال لا غير.. الأول: من المسئول عن مأساة سوريا وشعبها الحبيب الشقيق الغارق الغريق الشريد المشرد الهارب المهرب القاتل القتيل الذبيح المذبوح؟!

قتلوه رجال الشيطان ممن غلبت خلافاتهم الشخصية مصالح أمتهم، فمولوا ودعموا ودربوا واشتروا السلاح، ونقلوا جنود الباطل إلى أرض الحق.. فدمروها وخربوها وحرقوها وأفسدوا فيها.. وقتلوا الطفل من دعموا من موّل ودرب ونقل الجنود واشترى السلاح وصدقوا إعلامه وروجوا لأكاذيبه ونقلوها للناس بكل وقاحة وبكل وسائل الكذب المتاحة.. قتل الطفل السوري سياسيو الغبرة ممن توهموا سقوطا سريعا لنظام قائم على أمل علاقات جديدة مع نظام جديد.. وقتلوه سياسيو السبوبات ممن على رءوسهم بطحات التمويل ممن توهموا أنها ثورة وأوهموا من معهم ومن خلفهم أنها كذلك ثم استفاقوا بعد فوات الأوان.. قتلوه ممن أفهموا الناس أن العروبة كفر والوحدة شرك والقومية جاهلية، فأفقدوا الأمة مناعتها فأكلونا أعداؤنا بلد بعد آخر!

أما الإسلامويون فهم خارج دائرة البشر من الأساس.. هم شر كل عصر ومرض كل بلد وآفة الإنسانية كلها!

السؤال الآخر: ما الحل الآن وحكامنا يقاتلون حتى آخر عربي وضحايا أمتنا منهم تجاوز ضحايانا من إسرائيل؟

نقول: الشعب العربي من المحيط إلى الخليج مشاعره واحدة وضميره واحد، إلا أنه مغلوب على أمره وليس أمامنا إلا أن نريح ضمائرنا، ونبدأ حملة كبيرة بل كبيرة جدا لوقف الحرب، نراها أهم وأولى من حملات العداء العربي، العربي، وأهم من حملات دعم مطرب أو فنانة في مسابقة فنية تغلب فيها الهيافة على المنفعة.. أنشأوا الصفحات وأطلقوا الهاشتاجات وصمموا البانرات واللوحات على فيس بوك وتويتر، اطلبوا وقف الحرب.. نظموا الوقفات وارفعوا رايات الغضب والحزن، وتحدثوا في القنوات والإذاعات.. طالبوا الحكام والملوك والشيوخ والأمراء بوقف الحرب.. واجهوهم بشعوبهم وأعلنوا للعالم غضبكم مما يجرى.. الدم العربي حرام.. دماء الأطفال حرام.. دماء النساء حرام.. دماء الشيوخ حرام.. دماء الأبرياء حرام..

سوريا إن سقطت ضاعت المنطقة، والدفاع عن نصفنا الآخر فرض عين وفرض عين على كل عربي.. هي أولى بمجهودكم وبسهركم وبوقتكم ولا تستهينوا بها.. ابدأوا الآن وفورا ولا تتوقفوا عند مساحات البكاء والحزن، فإن نجحنا أصبنا وإن فشلنا أرحنا ضمائرنا وأعلننا براءتنا مما يجرى..

ومن الطبيعي أن تواجه الحملة بحملة مضادة لإفسادها، فاللجان الإلكترونية الإخوانية متحالفة مع مثيلتها الإسرائيلية لتمزيق أرض العرب.. واجهوهم وابدأوا الآن.. الآن وفورا وإلا فانتظروا أطفالا آخرين يلقهم اليم على الشاطئ، وآخرين قد تبتلعهم المياه وتفترسهم الحيتان، ولن تروا إلا صرخات أمهاتهم!
الجريدة الرسمية