رئيس التحرير
عصام كامل

هل تحتاج الثقافة المصرية «زوجة الرئيس»!

سوزان مبارك
سوزان مبارك

تبدو الثقافة في البلاد العربية تحتاج دائمًا لشخصية تدير شئونها من بعيد، ويفضل أن تكون تلك الشخصية ذو هيبة ومركز مرموق في الدولة، وألا يطمع من خلال إدارته الثقافية في أي مكتسبات شخصية حتى تعتدل كفتي الميزان، أي أن يكون مكتفي ذاتيًا بما لديه، وتكون إدارته وإطلاعه للثقافة مجرد شغف ورغبة تستهويه، فما بالك إذ كانت هذه الشخصية زوجة الرئيس!.


الملكة رانيا

حفلت البلاد العربية في السنوات الماضية ببعض زوجات الرؤساء اللاتي أدرن شئون بلادهن الثقافية على نحو ناجح، وتأتي الملكة رانيا العبدالله في مقدمتهن.

فهي زوجة عبدالله بن حسين ملك الأردن، المرأة التي تتمتع بالأناقة والجمال الذين أهلاها لتتصدر قائمة أكثر النساء جمالًا وأناقة، إلا أن جمالها لم يغنيها عن الثقافة في شيء، فقد اتخذت رانيا من منصبها المرموق في الدولة منصة لإشاعة التعليم والثقافة في الأردن، حتى تصدرت الأردن قائمة أعلى نسبة تعليم في الشرق الأوسط والتي بلغت 91%.

واهتمت رانيا بتعليم الطفل، فأنشأت متحف تفاعلي للأطفال عام 2007، ومجموعة كبيرة من المدارس والمستشفيات التي تعهد بالولاء للأسرة والطفل، إيمانًا منهم أن الطفل هو رجل الغد الذي لابد من إعداده الجيد ليتناسب مع إدارة البلاد.

جواهر القاسمي

كما تصدرت السيدة جواهر بنت محمد القاسمي، قائمة سيدات الثقافة العربية مؤخرًا، وهي قرينة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، وتترأس جواهر المجلس الأعلى لشئون الأسرة في إمارة الشارقة في دولة الإمارات.

وبرز دورها في الأعمال الإنسانية والخيرية، وفي مجالات عدّة مثل رعاية مرضى السرطان ورعاية وحماية الأطفال اللاجئين والأيتام والأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وفي التعليم وريادة الأعمال، بجانب الاهتمام الواسع بتنمية الأسرة وتمكين المرأة والطفولة والاهتمام بالتراث الثقافي ضمن أشياء أخرى كثيرة.

وعلى الصعيد الثقافي حافظت جواهر على التاريخ العريق لإمارة الشارقة، فكان لها دورًا بارزًا في اختيار الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية، وأنشئت المكتب الثقافي ورابطة أديبات الإمارات.

سوزان مبارك

وعلى الرغم من إختلاف الكثيرين مع نموذج السيدة سوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، إلا أنها ذات باع طويل في الوسط الثقافي والاجتماعي، فقد تفرغت للعمل الاجتماعي في مجال حقوق المرأة والطفل ومجال القراءة ومحو الأمية، وترأست المركز القومي للطفولة والأمومة، كما ترأست اللجنة القومية للمرأة المصرية، وتولت منصب رئيس المؤتمر القومي للمرأة.

كما دشنت مشروع مكتبة الأسرة من خلال مهرجان القراءة للجميع عام 1993، وهو مشروع بالتعاون مع الهيئة المصرية للكتاب بهدف طبع الكتب من جميع فروع العلم والأدب بأسعار زهيدة تبدأ من جنيه مصري واحد، المشروع الذي حقق نجاحًا ورواجًا كبيرًا حتى الآن.

ثقافتنا الحالية

وتبدو الثقافة المصرية الآن تعاني من التخبط والتشوش، فلا يستطيع أحد الإمساك بزمام الأمور، ولا النهوض بثقافة المواطن المصري طول الأعوام الماضية، رغم المشاريع الكبيرة والأفكار التي تم طرحها في الآونة الأخيرة، والتي لم تحقق النجاح المرجو منها، إذ تحتاج الثقافة والمجتمع المصري إلى شخص يباشر أموره متطوعًا وراغبًا في النهوض، من تلك الكبوة التي تمتطي ظهورنا، فهل يكون ذلك الشخص هي زوجة الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ رغم تواريها عن الساحة.
الجريدة الرسمية