رئيس التحرير
عصام كامل

تصدير الغاز المصري إلى قطر!


ربك يرزق مَنْ يشاء بغير حساب..

شركة «إيني» أعلنت اكتشاف أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم على سواحل مصر في البحر المتوسط.

«ربك لما يريد أحلامنا هتتحقق، وكلامنا هيتصدق، والغايب هيعود..».

الشركة الإيطالية قالت- في بيان لها- إن حقل الغاز يوجد على عمق 1450 مترا تحت سطح الماء على مساحة 100 كيلو متر مربع، ويحوي احتياطات تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يعادل نحو 5.5 مليارات برميل من النفط.

ووفقا لبيان الشركة: «يصبح كشف حقل شروق الغازي أكبر كشف يتحقق في مصر وفي مياه البحر المتوسط وقد يصبح من أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي على مستوى العالم».

تنمية هذا الحقل تستغرق نحو 4 سنوات ليسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات الاستهلاك المحلي من الغاز الطبيعي لعدة عقود، ومن المقدر له تحويل مصير الطاقة في مصر.

الكميات المكتشفة تعادل نصف الاحتياطي المصري من الغاز الطبيعي، وبحسب خبراء، فإنه يوفر عائدا للخزانة العامة للدولة بقيمة 100 مليار دولار، نحو 800 مليار جنيه، كما أنه سيحدث نقلة اقتصادية أكبر في تاريخ مصر.

هذا الاكتشاف التاريخي أحدث صدمة في دولة الاحتلال الصهيوني، بحسب ما وصفته وسائل إعلام عبرية؛ نتيجة تلبية هذا الحقل احتياجات مصر من الغاز، في الوقت الذي كانت تحاول «تل أبيب» استمرار استخدام ورقة تصدير غازها إلى القاهرة؛ كورقة ضغط على الحكومات المصرية.

مصر أيضًا عانت كثيرًا للحصول على احتياجاتها من الغاز «القطري»، عندما رفضت الحكومة القطرية توقيع عقود تصدير الغاز إلى القاهرة؛ مبررة أنها لا تمتلك الغاز الموجود في باطن أراضيها.. في نفس الوقت الذي عرضت فيه «الدوحة» على إسرائيل إمدادها بالغاز مقابل «دولارين لكل مليون وحدة حرارية».

هذا الرفض القطري جاء كنوع من الضغط على القيادة المصرية؛ لمنح الدوحة حق تأجير وإدارة قناة السويس، أثناء حكم الإخوان، مستفيدة من معاناة الشعب المصري من انقطاع الكهرباء خلال شهور الصيف؛ لعدم توفير احتياجات محطات التوليد من الغاز، الأمر الذي دفع المهندس أسامة كمال- وزير البترول حينئذٍ- لزيارة الجزائر؛ لإقناعها بضخ الغاز الجزائري إلى مصر؛ لتلبية احتياجاتها.

إننا على قناعة تامة بأن «دوام الحال من المحال»، وما عند «قطر» وغيرها قد ينفد، وما عند الله باقٍ..وهنا يتقافز إلى ذهني سؤال- رغم صعوبة فرضيته: ماذا لو نفد المخزون القطري من الغاز، وطلبت من مصر إمدادها بما رزقها الله، هل توافق القاهرة؟

باعتقادي، نعم.. فمنذ متى ردت مصر الإساءة بإساءة؟ ومنذ متى تخلت مصر عن أشقائها العرب؟.. مصر التي ضحت بأرواح ودماء أبنائها؛ لنصرة القضايا العربية، لم ولن تتخلى عن أشقائها مهما كانت الظروف، ولم ولن تعامل الآخرين بمثل معاملتهم، ولم ولن «تتشرط» عليهم.

وما أود التأكيد عليه أن الاقتصاد ما كان في شيء إلا زانه، وما انتزع منه إلا شانه.. وهنا يجب على الحكومات المتعاقبة عدم الإسراف والتفريط في هذه المنحة الإلهية، وليعلموا أن للأجيال القادمة حقا فيه، فليحافظوا عليه، وليتقوا الله فينا وفيهم.
الجريدة الرسمية