رئيس التحرير
عصام كامل

نموذج للقيادة الحكيمة

الدكتور محمد مغازي
الدكتور محمد مغازي

ساقني القدر للقاء الدكتور محمد مغازي، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للتأمينات على الحياة، والحقيقة أن هذه هي زيارتي الأولى له فلم يكن من قبل هناك معرفة، وذلك بعد استغاثة أحد أبناء الشركة من مظلمة وتعرضه لسوء حالته النفسية، وخوفه على ضياع مستقبله وهو رب لأسرة بسيطة لا تملك إلا قوت يومها.


وكانت المفاجأة السارة عندما ذهبت إلى شركة مصر لتأمينات الحياة؛ لمقابلة السيد رئيس مجلس إدارة الشركة برئاسة الدكتور محمد غازي، الذي حقق مع الشركة خلال فترة وجيزة جدًا، إنجازات كبيرة وغير مسبوقة؛ لأخذ رأي سيادته في أمر إنساني يخص أحد أبنائه من موظفي الشركة، وما هي إلا لحظات أمام مكتب سيادته إلا وقام بالترحيب شخصيا بنا، وكانت المفاجأة السارة للجميع عندما لاحظنا حجم الجهد المبذول منه شخصيا لإنجاح العمل داخل الشركة÷ وتعاونه مع الجميع وحب الشباب والكبار حوله والتفافهم حوله.

وإذ بنا أمام شخصية وطنية مائة في المائة تحب مصر وتخاف عليها كثيرا جدا، وشخصية رائعة بكل المقاييس قيادة وحكمة وذكاء حاد، والرغبة في العمل المتواصل وسيل من الخبرات الضخمة الميدانية وحماس غير مسبوق، التي استقاها من تجاربه الميدانية في العمل بقطاعات التأمين وترأسه مؤخرا لأحد أهم الصروح في مجال الصروح الوطنية وهي شركة مصر لتأمينات الحياة، هذه التجارب أضفت الكثير والكثير لحياته وخبراته الميدانية واستمعنا منه إلى الكثير من الأفكار الرائعة، التي يهدف منها إلى تطوير منظومة العمل، بالإضافة إلى رؤية رائعة وعميقة لتطوير منظومة الاستثمار في مصر.

وعندما طرحنا عليه مظلمة أحد أبنائه، وجدنا أن الدنيا بخير، وأن هناك رجالا من الزمن الجميل، لم يتوان هذا الرجل عن الاتصال بكل الجهات المسئولة والبحث والتحري عن هذا الأمر، بل وصل به الحال إلى القيام بطلب حضور الشخص لبحث مظلمته.. ورغم ذهابنا ولا ندري إلى أي منحى وصل الحال في هذه المظلمة، إلا أننا مطمئنين تماما أنه عند محمد غازي لا يظلم أحد من أبنائه، وقال صراحة: الجميع أبنائي والجميع داخل الشركة سواسية، الصغير مثل الكبير، وكل إنسان سوف يأخذ حقه دون زيادة أو نقصان، إلا أنه بعدها بأقل من ساعات جاءني صوت الرجل صاحب المظلمة، وكانت المفاجأة السارة اليوم أن جاءني صوت هذا الشخص صاحب المظلمة مبتهجا قائلا في فرح وسعادة (يحيا محمد غازي)، لقد فرج الله كربي بوجود هذا الرجل الحكيم!!، لقد كتب الله لي حياة جديدة وعمرا آخر في ظل وجود هذا الرجل المحترم، وحكى لي كيف كان الاهتمام بأمره، وخاصة أنه صاحب ظروف خاصة، وأنه طرق أبواب جميع المسئولين من قبل، وكانت ثقته كبيرة بأن الدكتور محمد غازي لن يخذله لأنه رجل محترم جدا وقريب من أبنائه ومشكلاتهم.

انتهت هذه المظلمة في عهد الدكتور محمد مغازي، مصداقا لقول رسولنا الكريم ((إن لله تعالى عبادًا اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله).

ولأنك في زمن أصبح فيه الشرفاء ومحبو الوطن عملة نادرة، فإن الحديث عنهم يعد واجبًا وطنيًا وفرض عين، فمن الضروري الحفاظ على هؤلاء الشرفاء خوفًا عليهم من الانقراض، خاصة في ظل تفشي وانتشار ظاهرة الفساد والمفسدين في الأرض والجو والبحر، ولم يعد لكتيبة الشرفاء مكان، وهو ما يجعلنا نطالب بضرورة إبراز دور هذه الكتيبة من شرفاء مصر، خاصة من يتولى منهم مناصب قيادية.

هذه قصة بسيطة أسوقها للسيد رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، الساهر على حب مصر، والسيد رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، المشجعين دائما للنجاحات، وتشجيع القيادات الشابة المحبة لوطنها عن شخصية رائعة تستحق الكثير من الشكر والتقدير، وأن تتواجد في أماكن قيادية تخدم بها الوطن.
الجريدة الرسمية