رئيس التحرير
عصام كامل

تأجيل الانتخابات البرلمانية! «٤»


تعالوا نتصور معا ماذا يمكن أن يحدث إذا تمت الاستجابة لمن يطالبون بتأجيل الانتخابات البرلمانية وتأجلت بالفعل لسنة أو سنتين!

فورا سوف تتصاعد أصوات في الداخل والخارج تنعي الديمقراطية في مصر وتتهم إدارة الرئيس السيسي بترسيخ الاستبداد.. سوف يحدث ذلك ليس من قبل الإخوان وحلفائهم وقوى تيار الإسلام السياسي فقط وإنما سوف يشاركهم وربما بصوت أعلى قوى وأحزاب وجماعات مدنية أيضا.. ولعلنا جربنا ذلك بشكل جزئي عندما تأجلت الانتخابات بعد أن حكم بذلك القضاء الإداري على إثر إقرار المحكمة الدستورية العليا بأن قوانين الانتخابات غير دستورية.


بل إن العلاقات التي تحسنت مع بعض الدول أو تم تقليص التوتر الذي شاب هذه العلاقة ستكون مرشحة لأن تتعكر مرة أخرى، خاصة أن ثمة ترقبا من قبل هذه الدول لإنجاز الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل التي أعلن عنها في الثالث من يوليو ٢٠١٣، فضلا عن أن استكمال المؤسسات الخاصة بالدولة من وجهة نظر هذه الدول أمر بالغ الأهمية ناهيك عن أنهم ينظرون إلى مصر باعتبارها دولة بدون برلمان منذ أكثر من ثلاثة أعوام مضت حينما تم حل البرلمان السابق في عام ٢٠١٢.

ولذلك اتخاذ قرار بتأجيل الانتخابات البرلمانية ليس سهلا كما يعتقد المتحمسون له والذين يخشون من تركيب وتشكيله البرلمان القادم في مصر، خاصة أنه مضى أكثر من سنة على انتخاب رئيس الجمهورية «الاستحقاق الثاني» ولم يتم انتخاب البرلمان بعد.. وبالتالي بدلا من أن نطالب بما هو ليس ممكنا تنفيذه فلنساهم في تقليل وتقليص العيوب التي نخشى وجودها في البرلمان الجديد.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية