رئيس التحرير
عصام كامل

الحرافيش للحكومة: مش عايزين ببغانات

فيتو

المعادلة تبدو صعبة.. ويبدو أنها ستظل بنفس صعوبتها لأمد طويل.. فهي على مدى التاريخ ظلت بنفس تلك الصعاب.. ومهما تشدق البعض على مراحل مختلفة بتحقيقها، إلا أنها سرعان ما تصبح مجرد أمنية يصعب تحقيقها أو حتى فك رموزها.

تلك المعادلة هي "كيف تحقق حياة كريمة لفقراء المواطنين وحرافيش هذا البلد؟!".

لم نسمع أن حكومة حققت تلك المعادلة على مدى تاريخ مصر المحروسة على الإطلاق، اللهم إلا حكومة سيدنا يوسف، عليه السلام، وسرعان ما عادت ريمة لعادتها القديمة، وهنا تكمن صعوبة تحقيق تلك المعادلة الملقبة بالعدالة الاجتماعية، التي كثيرا ما تشدقت بها ألسنة السياسيين والمناضلين، وأخيرا ثوار ما بعد التاريخ.

أكتب هذه المقدمة بعد قراءتي لتلك الرسالة، التي وصلتني ضمن رسائل كثيرة جاءتني هذا الأسبوع، التي سأعرضها عليكم في السطور القادمة دون حذف أو إضافة:

عزيزي الحرفوش الكبير.. تحية طيبة وبعد
في البداية يا سيدي أحب أن تعلم جيدا أنني متابع دائم لتلك المساحة المسماة بـ"الحرافيش"، ولا يمر أسبوع إلا وقرأتها وتأملت ما بين سطور أصحاب الرسائل من أبناء جلدتنا حرافيش وفقراء هذا الوطن.. وبين سطور كل رسالة أجدني متربعا على عرش معاناتها.. بل أجد السواد الأعظم من بني الحرافيش قابعا على صدر كلماتها.. فمشاكلنا واحدة ومعاناتنا مشتركة، وأناتنا متداخلة لدرجة أنني كلما فكرت في الكتابة لك، وجدت رسالة أخرى تعبر عما يجول بخاطري.

كنت أود أن أكتب لك عن عموم المعاناة.. وكنت أرغب في تفنيد الحلول التي يجب أن تلجأ إليها الحكومة؛ لتحقيق العدالة الاجتماعية التي لو تحققت لكانت كفيلة بالاستغناء عن تلك المساحة، وأمثالها في أي صحف أخرى؛ لأنك ساعتها لن تجد شكوى، اللهم إلا بعض الأماني التي قد تجدها مرسلة إليك من هنا أو هناك.

نعم يا سيدي، كنت أود أن يصل حال الفقراء في بلدي لحد التمني على يد تلك الحكومة التي توصف بحكومة الأمل، وهي عن تحقيق آمالنا بعيدة كل البعد، رغم ما يبذله الرئيس عبد الفتاح السيسي من مجهود مضن؛ لإدخال الفرحة على شعبه المحزون منذ قرون.

كنت أود أن أرى حكومتنا، التي جاءت على أنقاض نظام خامل أيضا، يتقن الهرش في لحاه قبل أن يتخذ قرارا لصالح الفقراء، لمدة استمرت حتى تمت إزاحتهم عن الحكم، ليفيقوا على شعب غاضب يفوض جيشه ليخلصه من طموحاتهم الخاصة التي تختلف عما يطمح فيه شعب مصر الذي رفع في وجوههم شعار "أنتم شعب ونحن شعب".

كنت أود أن تحمل حقيبة بها فلسفة لحل مشاكل الفقراء ولو جزئيا.. لكنني فوجئت بها حكومة تتكلم أكثر مما تفعل.. هي فقط حكومة ببغانات تردد ما يقوله الرئيس لشعبه، لكنها لا تعمل على إنجازه، حتى يضطر الرئيس لإحالة إنجاز مشاريعه بالأمر المباشر للجيش.

وفي نهاية رسالتي يا سيدي، وحتى لا أطيل عليك، رضوخا لحجم تلك المساحة، فإنني أرجو منك في حال قراءة رسالتي وإتاحة نشرها، أن تنشرها موجهة للحكومة تحت عنوان "مش عايزين ببغانات"؛ لعلهم بما فيها من عبارات ينهضون فيعملون فينتجون فيحققون ولو جزءا من المعادلة الصعبة وهي العدالة الاجتماعية التي نأملها نحن معشر فقراء وحرافيش هذا الوطن.
الجريدة الرسمية