رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب محفوظ وعبد الناصر.. معارضة بدون حبس «بروفايل»

فيتو

«أنا كنجل عبد الناصر أغفر لك ما قلته في حق والدي»، كانت تلك رسالة خالد عبد الناصر، حينما التقى أديب نوبل نجيب محفوظ، في هذا اللقاء النادر الذي سعى إليه كل من الأديبين الكبيرين جمال الغيطاني ويوسف القعيد عام 1999.
 

مركب ليلي بالقرب من السفارة الفرنسية، التقى فيه ابن الزعيم بالأديب الذي هاجمه طوال حياته، لقاء من الممكن أن نطلق عليه "لقاء العمالقة".

وبعيدًا عن كواليس الحوار الذي كشف تفاصيله الأديب جمال الغيطاني، لكن ظل موقف نجيب محفوظ ثابتا من عبد الناصر، فهو يعارضه ولا يتمنى إقالته.. هكذا عبر محفوظ عن آرائه في الزعيم. 

وبالتزامن مع ذكرى وفاة محفوظ، الذي رحل في 30 أغسطس 2006، توضح "فيتو" قصته مع جمال عبد الناصر وأسباب الخلاف. 


محفوظ الوفدي

يقول الناقد رجاء النقاش، في الكتاب الذي شمل سيرة ذاتية لأديب نوبل وحمل عنوان «نجيب محفوظ.. صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته»: إن محفوظ كان وفدي الهوى، وذلك بحكم تكوينه في فترة ما قبل 1952، بجانب مشاركته شابًا في ثورة 1919، ومن ثم عارض محفوظ عصر عبد الناصر في كل أعماله.

الستينيات

التزم نجيب محفوظ خلال فترة الستينيات، بعدم ذكر أي اسم لعبد الناصر صراحة، وإن كانت الرمزية حاضره، مجسدًا ما اعتبره محفوظ فترة القهرة، وكانت روايات ثرثرة فوق النيل وميرامار تجسيدًا لتلك الفكرة، بينما كانت رواية "تحت المظلة" صورة واضحة لنكسة 67. 

النكسة

كانت رواية تحت المظلة كافية لإيضاح رأي محفوظ عما حدث عام 1967، وكان لنجيب رأي في تلك الأزمة، كما كشف ذلك الروائي يوسف القعيد، وهي السلام مع إسرائيل إن لم نستطع مقاومة المحتل، ولذلك جاءت قناعة محفوظ باتفاقية كامب ديفيد.

كانت رواية الكرنك التي أصدرها محفوظ عام 1971، بمثابة حسم لرأيه عن الحقبة الناصرية، مؤكدًا أنها حقبة الديكتاتورية وتضييق الحريات.

وقف أمر اعتقال

بعد أن أصدر محفوظ روايته ثرثرة فوق النيل، التي رمزت إلى مهاجمة عبد الناصر ونظامه، أصدر المشير عبد الحكيم عامر، أمرا باعتقاله، ووفقًا لرواية يوسف القعيد، فكان وراء عدم تطبيق القرار هو ناصر بعد أن رفض اعتقال محفوظ. 

3 لقاءات

رغم معارضة محفوظ عصر ناصر، لكنه التقى معه ثلاث مرات وفقًا لرواية يوسف القعيد، كان أحدهما حينما حصل محفوظ على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وسلم عليه محفوظ في ثوانٍ معدودة.

أما المرة الثانية فكانت عام 1957، حينما التقى ناصر مع وفد من الأدباء العرب كان منهم محفوظ، بينما كان أشهر اللقاءات في القسم الأدبي بالأهرام عام 1969، ويروي العقيد كواليس الحوار فيقول: قال ناصر موجهًا كلامه لمحفوظ "أيه أخبار الحسين وقهاويك"، وهنا تدخل الكاتب محمد حسنين هيكل يرد "في قصة ليه نازلة بكرة قصص تودي في داهية"، فرد ناصر "قصص تودي لرئيس تحرير"، وهي الرواية التي ظلت محفورة في ذاكرة محفوظ.

ورغم رفض أديب نوبل لعصر الخمسينيات والتسينيات، لكنه قال عام 1999 في لقائه مع خالد جمال عبد الناصر: «لم أطالب يومًا بإقالة عبد الناصر أو وجود بديل له، فقط كنت أريده أن يحقق أهدافنا».
الجريدة الرسمية