رئيس التحرير
عصام كامل

محب الرافعي.. لماذا لا تتقدم باستقالتك؟!

فيتو

يختلف مفهوم الاستقالة من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان.. ففي الدول المتقدمة تعتبر الاستقالة أعلى درجات التحضر والرقي والتصالح مع النفس عندما يستشعر الإنسان عدم القدرة على الأداء والعطاء المتكامل فيذهب للتقدم باستقالته، أما في مصر فهناك سياسة يتبعها الوزراء وهي سياسه موتوا بغيظكم.. البلد بلدنا واللي مش عاجبه يروح لداعش.. لن نرحل إلا بالموت أو بالتغيير الوزاري.. غير ذلك فنحن ناجحون ولو كان الواقع غير ذلك.


واليوم فنحن أمام وزير ظاهره هو وزير التربية والتعليم محب الرافعي.. صاحب الابتسامة الساحرة وشخصية أقرب ما تكون لرجل الإعلام فهو لا يهتم بالتعليم وإصلاحه ولكن كل اهتمامه على التصريحات الصحفية العبثية.

في محاولة للوزير لتسويق نفسه بتصريحات كثيرة لا معنى لها، دون وضع حد لأزمات الطلاب أو كادر المعلمين أو مشكلة الدروس الخصوصية، فنجد تصريحاته العنترية الشهيرة «انسوا الغش في عهدي»، ثم نجد بعدها تسريب جميع أسئلة امتحانات الثانوية العامة، في أكبر فضيحة تسريب شهدتها الوزارة.

سيادة الوزير هل تعلم أنه لا وجود للتعليم في المحافظات، وأولها الصعيد، فهو غير موجود بالمرة، ولا وجود لمدارس صالحة للتعليم، أو مدرسين يقومون بدورهم الأساسي، وإنما انصرفوا لإعطاء الدروس الخصوصية، بالإضافة لرصد ظاهرة التسرب من التعليم.

يا وزير التربية والتعليم هل تعلم بعدم وجود للدراسة بمحافظة سيناء، وأن الوزارة لا تقوم بدورها في توفير التعليم لأبناء محافظتى شمال وجنوب سيناء، وإن المواطنين يعانون من عدم وجود مدارس هناك، كما هو الحال في الصعيد، بالإضافة إلى أن المدارس الحالية غير صالحة للاستخدام الآدمي.

دكتور محب الرافعي هل تعلم أن أكثر من٩٠٪ من طلاب المدارس الثانوية لا يعتمدون على المدارس، ويتجهون إلى الدروس الخصوصية، ورصدت التقارير ظاهرة السناتر التعليمية، والتي لا تخضع للرقابة، ولا يتم تحصيل الضرائب منها ولا من المدرسين.

يا وزير التربية والتعليم إن قضية ابنتنا مريم هي توضيح لحال وزارتك وما يتم فيها من «التنابلة والمطبلين»، وإن إهدار حقوق المصريين وعلى الأخص الفقراء والمهمشين ومن تظن السلطة التنفيذية من كبيرها لصغيرها أنهم ضعاف، في العدالة والعمل اللائق والصحة والسكن الآدمى، وقبل كل ذلك في التعليم الجيد والمجانى هو المفتاح الحقيقى لفهم قضية مريم.

فلنتخيل الموظف الفاسد وقياداته بينما هم يتلاعبون بأوراق الطلاب في الثانوية العامة التي هي البوابة الوحيدة للفقراء لكى يلتحقوا بالجامعة ولنتساءل كيف كان يفكر؟ ما دوافعه؟ كيف اختار ورقة إجابة بعينها ليسرق مجهود صاحبتها ويمنحه لأحد التنابلة أبناء الأغنياء أو المتنفذين؟ كيف اتفق جنائيًا مع ولى أمر الطالب أو الطالبة الخيبان أو الخيبانة الذي يريد له أبوه أن يصبح سفيرًا أو إعلاميًا أو طبيبًا أو مهندسًا بتكلفة أقل من تكاليف الجامعات الخاصة وبلا شوائب ناتجة عن نظرة النقابات المهنية للجامعات الخاصة قد تهدد اعتلاء المحروس لوظيفة عليا؟.

ولنتخيل السيد الذي يطلق عليه وزير التربية والتعليم وهو قابع في مكتبه بالقرب من جهاز التكييف أو المدفاة مطمئنًا لأن أبناءه هو ومساعدوه وكبار موظفيه يتعلمون في مدارس ليست كمدارسنا، وإنما هي مخصصة لهم ولمن يدفع أكثر، ويتم امتحانهم ليس على طريقتنا، ولكن على طريقة الدول التي تنتسب إليها تلك المدارس فيما فكر عندما عرف أن هناك طالبة تتهم ما يطلق عليه وزارة التربية والتعليم بسرقة إجاباتها ووضع إجابات طالب أو طالبة خائب وابن لص «على الأقل لص مجهود»، ثم خرج علينا مستبقًا التحقيقات ومؤكدًا أنه وشئونه القانونية تأكدوا أنه ليس هناك تلاعب وأن «وزارته» بريئة من التهمة وأنه سيقاضي الطالبة؟

هل فكر السيد محب الرافعي في شىء آخر غير أن تلك الطالبة لا تستحق حتى الانتظار حتى نهاية التحقيقات؟ هل فكر في شىء آخر غير حماية عصابة مزورة وسارقة ومرتشية؟ هل فكر ولو قليلًا في الأثر الذي سوف تتركه هذه الواقعة على مريم وأسرتها والمحيطين بها؟.

إن جريمة كالتي حدثت مع مريم تستوجب أن يتم التحقيق الجنائى مع كل المسئولين عن الكنترول وصولًا لوزير التربية والتعليم، وأن هناك لصوصًا ومرتشين وسارقين مزورين في مواقع مهمة وحساسة في القطاع الذي تحاول أن يديره.

دكتور محب الرافعي هل تعلم بغضب سيادة الرئيس من ملف التربية والتعليم وإعلان الرئيس أكثر من مرة عن ذلك.

وأخيرا هل تعلم يا سيدي أن وزارة التربية والتعليم في عهدك تحولت إلى «خرابة للتربية والتعليم».. فهل أنت وزير حقًا ومسئول حقًا ؟ هل لديك من الشجاعة وحفظ الكرامة لتقديم استقالتك؟ أم عليك أن تنتظر حتى تتم إقالتك عندما يشاء من اختارك وعينك وسماك وزيرًا؟.
Advertisements
الجريدة الرسمية