رئيس التحرير
عصام كامل

المفضوح.. أيمن نور!


ها هو أيمن نور يعلنها صريحة مدوية.. ها هو يخلع أخيرا برقع الحياء السياسي بلا أدنى خجل؛ ليقولها للأغبياء - للأغبياء - فقط إنه في معسكر أعداء مصر.. ها هو أيمن نور من البلد الذي يدعم داعش ويهاجم مصر، ويقتل ويدمر في سوريا، يعلن أنه في معسكر الإرهاب!


لا جديد عند كاتب هذه السطور.. فنحن من قلنا سابقا إن "المجاري الأمريكية متصلة ببعضها".. إسلاميا قل.. ليبراليا قل.. حقوقيا حدث ولا حرج، أو حتى ماركسيا.. فكل أهل التمويل في الحرام السياسي سواء!

لا جديد عند كاتب هذه السطور.. ونحن من قلنا قبل شهور "إن كانت أمريكا تتجسس على حلفائها الغربيين في ألمانيا وغيرها، فماذا يمكن أن تفعل مع مصر؟!".

لا جديد عند كاتب هذه السطور.. ونحن من نقلنا كلام جمال حمدان العظيم، حين قال إن المواجهة في هذا العالم دائمة بين أمريكا ومصر.. فأمريكا زعيمة العالم الرأسمالي (زعيمة الاستغلال)، ستجد مقاومة من كتلة صلبة من العالم الثالث المتطلع للاستقلال والحرية.. وداخل هذا العالم كتلة صلبة أخرى هي دول العالم الإسلامي، الذي داخله كتلة صلبة أخرى هي الوطن العربي، وهذا الأخير لا معنى له بدون قوته الصلبة الأساسية وهي مصر، وهكذا تعود المواجهة إلى أصلها بين أمريكا ومصر!

ولا جديد عند كاتب هذه السطور.. ونحن من قلنا إن إسرائيل هي الأكثر انزعاجا مما يجرى من تنمية في مصر، ولا يمكن أن تصمت عليه، ونقلنا مقولة "إيهود أولمرت" حين قال "إن توطين مليون مصري في سيناء يعني إلغاء القنبلة النووية الإسرائيلية"!.. وهو نفسه ما قاله بن جوريون، عام 55، حين قال "إن اهتمام البكباشي جمال عبد الناصر بالتنمية هو أسوأ خبر سمعته في حياتي"!

وعلى الأسس السابقة، فمعركة تركيع وإفشال مصر مستمرة.. مهما تعددت الأسماء والمسميات.. ومهما تعددت الوسائل والأدوات.. فأيمن نور الذي فر من مصر دون أن يدفعه أحد للفرار، إلا بطحة رأسه التي يعرف هو أكثر من غيره ما فيها.. الذي لم يستطع أن يمارس دوره ضد مصر من لبنان الشقيق، كان عليه - وفقا لدوره - أن يرحل إلى تركيا ليكون في حماية أردوغان ومن وراء أردوغان..

ولأن "الموضوع كبير" حتى لو أرسلت أمريكا لمصر "الأباتشي" و"آلاف 16"، وحتى لو امتنع الكونجرس عن استقبال عناصر من عصابة الإخوان.. فأمريكا تلعب بالبيضة والحجر.. وهي أصلا ليست شيئا واحدا بل أشكال وألوان وملقف لكل منظمات الصهيونية العالمية بمختلف أشكالها.. لذلك ومع احترامنا للجميع، ولانفعال الجميع، فلن نسأل مثلهم "من أين جاء أيمن نور بالأموال ليشتري قناة الشرق الإخوانية؟!".. ولن نسأل مثلهم "من أين له هذه الإقامة الأميرية في تركيا بعد لبنان؟".. فلم نتعود على حشو مقالاتنا.. ولم نتعود أن نسأل أسئلة بلهاء.. فالمجاري الأمريكية كما قلنا، متصلة ببعضها.. والعفن الذي هنا يتصل بالعفن الذي هناك.. والرسالة واضحة جدا: المعركة ضد مصر مستمرة.. فقد حل قبل فترة أوان اللعب على المكشوف.. واليوم يحل أوان اللعب على المفضوح!

إنه "مفضوح أيمن نور" إذن.. أو أنه "أيمن نور المفضوح"!
الجريدة الرسمية