رئيس التحرير
عصام كامل

خسائر أزمة أمناء الشرطة (4)


ثالث خسائر أزمة أمناء الشرطة تختص بها وحدها هيئة الشرطة وكل العاملين فيها.. ومهما بررت وزارة الداخلية ما حدث بأنه مجرد وقفة احتجاجية فإن كل العاملين في هيئة الشرطة من ضباط وأفراد وأمناء الشرطة بالطبع يدركون أن الانضباط داخل هيئتهم تضرر بما حدث في غضون هذه الأزمة.. فالكل داخل الشرطة يعرفون حتى وإن أنكرت وزارة الداخلية أن ثمة احتكاك حدث في الشرطة أثناء احتدام الأزمة بين الضباط والأمناء، ويعرفون أيضا أن هناك هتافات طالت وزير الداخلية نفسه من قبل أمناء الشرطة والمتظاهرين، وأن المعتصمين رفضوا في البداية لقاء اثنين من مساعدي وزير الداخلية.

وكل ذلك سوف يترجم الآن وليس فيما بعد أو مستقبلا باهتزاز صورة قيادة مؤسسة الشرطة لدى ضباطها وأفرادها وأمناء الشرطة فيها، ناهيك عن التوجس المتبادل فيما بين أعضاء هيئة الشرطة بعضهم البعض، فبينما نحن نحتاج لهيئة شرطة قوية ومتماسكة في ظل الحرب الضاربة التي نخوضها ضد الإرهاب.. ما حدث خلال أزمة أمناء الشرطة أصاب بالضرر الروح المعنوية لأبناء الشرطة.. ويمكن لوزير الداخلية أن يتأكد من ذلك بنفسه.. بينما نحن نحتاج لأن تحوز الشرطة أعلى درجات الروح المعنوية، خاصة وأنها تكاد تفقد واحدا أو أكثر من أبنائها كل يوم جديد يهل علينا.. وهكذا الخسارة فادحة للشرطة وبأيدي أبنائها سواء الأمناء أو القيادات.
الجريدة الرسمية