رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل فشلت وانتهت فكرة الجيش العربي الموحد؟!


ما الذي جرى ليلة توقيع وثيقة تأسيس وإعلان الجيش العربي الموحد أمس؟ لماذا طلبت دولة أو مجموعة دول تأجيل الاجتماع فجأة؟ ومن هذه الدول ؟

مصادر عديدة أكدت أنها السعودية.. وأخرى قالت إنها السعودية والجزائر.. وثالثة قالت إنها عدة دول من بينها السعودية وحتى اللحظة لم تنف السعودية ولا الجامعة العربية هذه الأخبار بما يؤكدها أو يرجح صدقها على الأقل!

الآن نسأل: لماذا طلبت السعودية فجأه تأجيل الاجتماع النهائي ؟ لماذا قبل الاجتماع بساعات رغم أن رؤساء الأركان وقادة الجيوش أنهوا كل شيء منذ فترة ولم يتبق إلا مسائل بسيطة جدا لاجتماع الأمس ؟ هل هي الأنباء التي تكشفت عن علاقات لم تنقطع بين مصر وسوريا ؟ وهل السعودية لا تعرف ذلك حتى الآن ؟ أم هو الهبوط الحاد في أسعار النفط وبما لا تستطيع معه السعودية تحمل أعباء حصتها في الجيش الموحد وهي مؤكد كبيرة ؟ أم هي ضغوط شديدة من الولايات المتحدة واجهتها السعودية بالرفض الأشهر الماضية إلا أنها قبلتها في نهاية الأمر ؟ أم أن السعودية نفسها استخدمت فكرة الجيش المشترك للحصول على مكاسب من أمريكا في عدة قضايا دولية ربما من بينها إيران والأزمة السورية وقبلتها أمريكا في النهاية؟ الأسئلة عديدة لكن ملاحظاتنا على الحالة كلها هي:

- تعلمنا في مادة الدبلوماسية، وهي من أكثر مواد العلوم السياسية جاذبية ومتعة، أنه بعد أي مؤتمر سياسي أو مباحثات دولية كانت تصريحات أطرافه أنه تم تأجيل المباحثات إلى " أجل غير مسمى " أو " سيتم استكمال المباحثات في موعد سيحدد لاحقا " فإنها كلها عبارات دبلوماسيه تعني فشل المحادثات وأنها تتعرض لأزمة كبيرة !!

-ما قلناه قبل أشهر في مقال كان بعنوان " هذه القوة المشتركة.. أين العدو المشترك؟" ثبت صحته.. فأولويات الدول العربية الآن ليست متطابقة فما تراه مصر إرهابا لا يراه غيرها كذلك وهكذا..

-سواء كانت الضغوط من أطراف خارجية أو كانت بسبب الموقف في سوريا فإن كل ذلك يعني أن مصر تسير في الطريق الصحيح وإن أي كلام أن الجيش العربي بنداء مصري تم لإعلان حرب مذهبيه على إيران هو كلام لا قيمة له ولا يستحق الرد.. وإن كل الأسباب السابقه تعني، أول ما تعني، أن مصر تسير في طريق استقلال قرارها وسعيها لتحرر أمتها وهو سعي حقيقي ومخلص يقابل الآن بضغوط هائلة لوقفه !

الآن.. على مصر ألا تيأس أبدا.. فلتستمر جهودها في الاتجاه نفسه.. فلأن تملأ مصر محيطها بالعمل الإيجابي حتى بنتائج بطيئة أفضل من أن تتركه لقوى الشر تملؤه على طريقتها وبما يشكل خطرا على الأمن القومي المصري والعربي!
العرب قادمون قادمون والقيادة هنا.. من مصر شاء من شاء وأبى من أبى!
Advertisements
الجريدة الرسمية