رئيس التحرير
عصام كامل

15 معلومة لا تعرفها عن الجنرال المظلوم «محمد نجيب».. أول ضابط يحصل على ليسانس حقوق والده عمل بالزراعة.. حل البرلمان دفعه للتخفي في زي الخادم.. لقبه ناصر بـ«دماغ الثورة».. ووفاة ابن

فيتو

في لعبة الحرب والسياسة، يوجد دائمًا خاسرون ورابحون، والتاريخ وحده يشهد على كافة الأوضاع، ووحده قادر على إنصاف المظلومين الخاسرين، وإقرار حق الرابحين المستحقين للربح، وفى تاريخ مصر الحديث، لا يمكن ألا يتحدث التاريخ بموضوعية عن أول رئيس للجمهورية محمد نجيب الذي عرف بالرئيس المظلوم.


فهو رئيس لم ينعم بعرش مصر سوى فترة قصيرة، وورث بعد العرش «إقامة جبرية ومرض ومآسى يشيب لها شعر الرأس، وكأنما حكم عليه بالتشرد على قيد الحياه دونما أي ذنب»، وفى ذكرى وفاته في 28 أغسطس نتعرف على أبرز محطات حياته.


ولد عام 1901 من أب مصري وأم «مصرية - سودانية»، وعاش مع والده حتى حصل على الثانوية العامة، والتحق بالجيش بعد تخرجه في الكلية الحربية عام 1918، وعمل في سلاح الحدود وسلاح المشاة.

عمل والده «يوسف» مزارعا في قريته النحارية بمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية قبل أن يلتحق بالمدرسة الحربية التي أظهر فيها تفوقًا ملحوظًا، جعله يشارك بعد تخرجه في حملات استرجاع السودان عام 1898 كجندي بسيط.

5 لغات
أجاد اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية وذكر في مذكراته أنه تعلم العبرية أيضًا وفي عام 1927 كان نجيب أول ضابط في الجيش المصري يحصل على ليسانس الحقوق، ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929 ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1931.

ملابس خادم
في عام 1929 أصدر الملك فؤاد قرارًا بحل البرلمان، فتخفى نجيب في ملابس خادم نوبي، وقفز فوق سطح منزل مصطفى النحاس، وقابله وعرض عليه تدخل الجيش لإجبار الملك على احترام رأي الشعب، لكن النحاس قال له: "أفضل أن يكون الجيش بعيدًا عن السياسة، وأن تكون الأمة مصدر السلطات"، وقال نجيب عن هذا اللقاء: "كان درسا هاما تعلمت من خلاله الكثير حول ضرورة فصل السلطات واحترام الحياة النيابية الديمقراطية".

معركة "التبة 48"
شارك نجيب في حرب 1948 وأصيب بالرصاص في معركة "التبة 48"، أثناء محاولته إنقاذ أحد الجنود، فظهر على الساحة السياسية، وقاد الضباط الأحرار، برتبة اللواء، ولكبر سنه تولى قيادة الثورة.

أول رئيس

في 1952 تولى مجلس قيادة الثورة، وبعد الإطاحة بالملك فاروق وإعلان الجمهورية بدل الملكية، أصبح أول رئيس لجمهورية مصر، وقدم نجيب استقالته في 22 فبراير، فخرجت الجماهير في مظاهرات شعبية مطالبة بعودته لمدة 3 أيام، وعاد للحكم في 27 فبراير 1954.

رجل مصر
بلغت شهرته درجة عالية في الأوساط العالمية حتى أن مجلة التايم الأمريكية وضعت صورته في غلاف عدد سبتمبر من العام 1952، وكتبت أسفلها: "رجل مصر نجيب".

كتب مذكراته التي شملها كتابه «كنت رئيسا لمصر»، وفى كتاباته كافة لم يتهم أعضاء مجلس قيادة الثورة بالخيانة ولم يهاجم الرئيسين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات.

تكشف الوثائق البريطانية عن أهمية اختيار اللواء نجيب على رأس حركة الجيش في 23 يوليو 1952، ومدى شعبيته التي ظهرت في صفوف الجيش، ولولاه ما تمكن الضباط الشبان من السيطرة على جميع الوحدات، خاصة ذوي الرتب الكبيرة.

توضح الوثائق البريطانية كيف كان البكباشي جمال عبد الناصر يعامل اللواء محمد نجيب في بداية الثورة، وكيف أطلق محمد نجيب على جمال عبد الناصر لقب «دماغ الثورة» والعقل المدبر والمخطط فيها.

علاقته مع الإخوان
انتهى حكمه في 25 مارس 1954، بعد أن اجتمع مجلس قيادة الثورة، وأصدر قرارا بأن تسلم البلاد لممثلي الأمة، وتنتخب الجمعية التأسيسية رئيس الجمهورية بمجرد انعقادها، ووجهت له تهما بعلاقته مع تنظيم الإخوان، فأطاح به جمال عبد الناصر، وحدد إقامته.

وضع تحت الإقامة الجبرية مع أسرته لمدة 30 سنة، ومنع من السفر، وعاش في قصر زينب الوكيل 29 سنة، منها 17 سنة وهو معتقل، وخلال الإقامة الجبرية تم منعه من الخروج أو مقابلة أي شخص من خارج أسرته حتى أنه ظل لسنوات عديدة يغسل ملابسه بنفسه، نتيجة حرمانه من الاتصال بأى شخص.

فيلا المرج
ظل حبيس فيلا بالمرج حتى تم إطلاق سراحه بواسطة الرئيس السادات عام 1971، وبتاريخ 21 أبريل 1983 أمر الرئيس حسني مبارك بتخصيص فيلا في حي القبة بمنطقة قصر القبة بالقاهرة لإقامته، بعدما صار مهددًا بالطرد من قصر زينب الوكيل لحكم المحكمة لمصلحة ورثتها الذين كانوا يطالبون بالقصر، وهو القصر الذي عاش فيه لمدة 29 سنة منها 17 سنة وهو معتقل.

توفى اثنان من أولاده وهو على قيد الحياة، وكان مصيرهما مأساويا فقد عمل أحد أبنائه سائق عربة أجرة «تاكسى»، وتشرد أبناؤه الباقون وفى العام 1968 لقي أحد أبنائه مصرعه في ألمانيا بعد أن مارس نشاطات مكثفة ضد اليهود وممارساتهم في حق الشعب الفلسطينى، وعانى أمراض الشيخوخة، ودخل في غيبوبة لمدة أيام، ثم توفى في 28 أغسطس 1984.
الجريدة الرسمية