رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وزير الثقافة: المتاحف ضحية «أزماتنا السياسية والأمنية»

فيتو


  • تغيير رؤساء قطاع الفنون التشكيلية من أجل تنفيذ خطط التطوير
  • افتتاح متحفى جمال عبدالناصر وعائشة فهمى خلال أيام 
  • متحف الشمع يحتاج أموالًا ضخمة وجهدًا كبيرًا ليعود للحياة
  • رحلات الطلبة للمتاحف خلال العام الدراسى مجانًا
  • هدفنا زرع الهوية المصرية وإثراء الحركة التشكيلية



ما بين واقع يشير إلى أن الأمور داخل وزارة الثقافة، وتحديدًا فيما يتعلق بـ"ملف المتاحف" ومسئولين لا يتركون فرصة واحدة دون الإشارة إلى أن "الروتين هو السبب"، مازالت غالبية المتاحف المصرية "خارج نطاق الخدمة".
"فيتو" التقت وزير الثقافة، الدكتور عبد الواحد النبوى؛ للبحث عن إجابات واقعية عن تساؤل "متى ستنتهى أعمال التطوير"، "النبوى" كان واضحًا جدًا عندما أكد أن الأزمات التي تعانى منها المتاحف، ليست وليدة اليوم أو أمس، لكنها نتاج سنوات من الإهمال، وعدم الاستقرار السياسي والأمني الذي كانت تعانى منه البلاد خلال السنوات الماضية.
وزير الثقافة، لم يلتزم طويلا بـ"نبرة التشاؤم"، لكنه سرعان ما انتقل لـ"خانة الإنجازات"، حيث كشف أن الأسابيع المقبلة ستشهد عودة عدد كبير من المتاحف، المغلقة أو التي كانت تحت التطوير للخدمة... وعن تفاصيل تلك العودة وأمور أخرى كان الحوار التالى:


*بداية ما الرؤية الواضحة التي تمتلكها بصفتك المسئول الأول في وزارة الثقافة عن متاحف مصر؟
وزارة الثقافة عندما كانت مدمجة مع وزارة الآثار كانت تمتلك مجموعة من المتاحف المهمة، وعندما صدر قرار الفصل بين الوزارتين، كانت المتاحف الفنية والقومية من نصيب "الثقافة"، ومنها متحف المنصورة القومى ودانشواى بالمنوفية، وبالتالى أصبحت تلك المتاحف تابعة لقطاع الفنون التشكيلية، أما بالنسبة للمتاحف الفنية الخاصة ببعض الشخصيات الذين كونوا متاحف انتقلت إلينا إما عن طريق الإهداء أو الامتلاك.
أما الآن نحن نتحدث عن فصل بين وزارتين منذ عام 2011 وما مرت به الدولة من أزمات متتالية أثرت في كل قطاعاتها بشكل عام، وهذا بالتالى كان عاملا رئيسيًا في تأخر عمليات التطوير والترميم وجعل الانطلاق بالمتاحف ليس بالشكل المأمول.
وأيضًا يجب ألا ننسى بأنه تغير على قطاع الفنون التشكيلية أكثر من رئيس قطاع، وهو ما ترتب عليه ضيق فرصة تطبيق خطة النهوض بقطاع المتاحف وتنفيذها، والمتاحف لدينا ما بين جزءين إما مغلق أو مفتوح والأخير هو الأقل ما يقارب من ثمانية متاحف على أقصى تقدير، وبقية المتاحف تحتاج إلى أعمال تطوير وصيانة.

*وما هي خطة وزارة الثقافة للحفاظ على هذا التراث الحضارى والتاريخى والإنسانى ؟
خصصنا في الخطة المالية للعام الماضى، جدولا بمجموعة من المتاحف التي لابد الانتهاء من تطويرها بأسرع وقت ممكن، مع الأخذ في الاعتبار أنها كانت متوقفة لأسباب بسيطة، وعلى سبيل المثال متحف الخط العربى في الإسكندرية، وهو أحد المتاحف المتميزة والفريدة أصبح الآن جاهزًا لفتح أبوابه للجمهور، ومن المقرر أن يتم افتتاحه خلال الأيام القليلة المقبلة، وهناك أيضًا متحفا "مصطفى كامل والمنصورة"، وكلاهما كان مغلقًا لفترات زمنية طويلة نتيجة أعمال التطوير والصيانة والآن أصبحا جاهزين لاستقبال الجمهور.
لكننا على الجانب الآخر لدينا متاحف تحتاج أعمالًا فنية أكثر كمتحف محمود خليل وحرمه، الذي يعد من أهم المتاحف وأُغلق منذ سرقة لوحة زهرة الخشخاش في 2010 وحتى الآن ما زال تحت التطوير، وهناك أيضًا متحف جمال عبدالناصر، وطبقًا لخطة وزارة الثقافة من المتوقع أن يتم افتتاحهما خلال شهر أكتوبر المقبل، ولن ينتهى العام الجارى قبل أن يستقبلان الجمهور.
أيضًا سيكون متحف الجزيرة محطتنا الثانية، والذي يعد من أهم المتاحف الموجودة، والذي أغلق منذ عام 1988، وبدأت أعمال تطوير فيه من وقتها، لكنها توقفت لأسباب مختلفة منها عدم توافر الميزانية اللازمة، وتم وتم عرض الأمر على مجلس الوزراء، وبالفعل صدر قرار برصد له مبلغ 45 مليون جنيه للانتهاء منها خلال عام.
وأريد الإشارة أيضًا إلى أننا نواجه بعض العقبات من جانب شركات المقاولات المسئولة عن أعمال التطوير والصيانة لمد فترات تلك الفترة، لكن الوزارة من جانبها تضغط بكل ما تملك من قوة، خاصة أن الميزانيات اللازمة للانتهاء من الصيانة متوفرة بشكل كامل.

* بالحديث عن سرقة "زهرة الخشاش".. هل تلك الواقعة وراء استمرار غلق متحف محمود خليل أم شركة التطوير أم فصل وزارة الآثار عن الثقافة؟
بعد فقدان لوحة زهرة الخشخاش تم وضع المتحف تحت أعمال التطوير، وأعقب ذلك ثورة 25 يناير ثم 30 يونيو وما مرت به البلاد من أحداث إرهابية بعد ذلك، فعملية استكمال تطوير المنشآت ارتبطت بالوضع الراهن الذي مرت به مصر، بالإضافة إلى وجود بعض الأيادى المرتشعة التي كانت تخشى الخوض في تلك المسائل والسعى إلى تسكين الأوضاع من منظور الوصول بالبلاد إلى بر الأمان، وكلها أمور فرضتها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي كانت تعانى منها البلاد.

* أعمال التطوير والصيانة ترتبط بتوقيت زمنى محدد إذا أخل به أحد الطرفين المتعاقدين توضع شروط مالية جزائية.. فهل خضعت الوزارة لذلك؟
الوزارة لن تدفع أي شروط جزائية؛ لأن أعمال التطوير والصيانة تتم بشكل مرحلى، نتيجة لضعف ميزانية وزارة الثقافة التي تقدمها وزارة المالية، وبالتالى كان يتم الاتفاق مع الشركات المنفذة على الانتهاء من الأعمال مرحلة بمرحلة بمبالغ محددة.

• وما هي أسباب تأخير افتتاح متحف جمال عبدالناصر وقصر عائشة فهمى ومتحف الشمع؟
انتهينا من أعمال التطوير والصيانة لقصر عائشة فهمى، وهو على خطة الافتتاحات خلال الأيام المقبلة، أما متحف جمال عبدالناصر ففى مراحل تطويره الأخيرة، ولم تسلمه لنا الشركة المسئولة بعد، وكما أشرت مسبقًا، فإنه من المتوقع افتتاحه بالتزامن مع احتفالات أكتوبر، ولن يمر عام 2015 إلا والمتحف متاح للجمهور.
أما متحف الشمع مهم جدًا، بمساحة الأرض المحيطة به كبيرة، لكنه يحتاج مجهودًا يبذل فيه بشكل كبير، بالإضافة إلى الأموال الضخمة، وعرض علينا دراسة لتطويره، ولكن لدينا الميزانية التي تسمح بتطويره هذا العام، بشكل عام أتمنى أن تتبنى مؤسسات المجتمع المدنى عبء تطوير متحف الشمع وتهديه للدولة، كى يفتتح أبوابه للجمهور ويعود للحياة من جديد.

* وزارة الثقافة تمتلك ما يقرب من 31 متحفًا ما بين فنى وقومى.. فكيف استغلت هذا الكنز خاصة أنها تعانى من ضعف الميزانيات بعد فصلها عن الآثار؟
المتاحف القومية والفنية التي تمتلكها "الثقافة" ليس هدفها زيادة دخل الوزارة بل هي جهة خدمية في الأساس، بمعنى نشر ثقافة الفن الجميل وإشاعة حالة من البهجة، وعندما نتحدث عن تاريخ الفن المصرى يجب الإشارة إلى أن حركة الفنون التشكيلية دائمًا كانت مواكبة لجميع الأحداث التي مرت بها الوطن، وبالتالى هذا جزء من زرع الهوية المصرية داخل نفوس الجيل النشء وطلابنا في الجامعات.
أما على مستوى المتاحف القومية، فلدينا متحف أسيوط القومى والمنصورة القومى ودانشواى، وكلها مرتبطة بتسجيل ما يطلق عليه حركة المجتمع الإقليمى على مدى تاريخه، وهذا يعد نوعًا من تعزيز روح الوطنية لدى أبناء الشعب.

* وهل هناك شق في بروتوكول وزارة التعليم يعزز من زيارات الطلبة للمتاحف؟
بالطبع.. ومن جانبنا طالبنا من وزارة التعليم بتفعيل الأمر، وسجلنا قائمة بالمتاحف وأماكنها حتى توزع على جميع المدارس المحيطة بكل متحف، على أن تكون الرحلات المدرسية مجانًا، بالإضافة إلى الاستعانة بالفنانين التشكيليين في المدارس لتعليم الأطفال الفنون في حالة غياب مدرسى الرسم، وعمل ورش ثقافية متعلقة بالرسم والفنون التشكيلية داخل المدارس، وهذا على مستوى المسرح والموسيقى وكل ألوان الفنون، وسوف تظهر كل هذه النتائج مع بداية العام الدراسى.

* وبالنسبة بروتوكول وزارة السياحة.. هل تم الاتفاق على إدراج المتاحف على أجندات الزيارات السياحية؟
نسعى في كل الاتجهات، ولدينا مجموعة من المتاحف سيتم برمجتها ومنها الجزيرة، ومحمود خليل والفن الحديث وجمال عبدالناصر بعد الانتهاء من أعمال التطوير، وأعتقد أن متحفى الجزيرة والفن الحديث بزخمهما من الأعمال الفنية النادرة يستطع أن يجذب السياح، وسوف نبدأ سريعًا في الترويج للمتاحف بشكل أكبر، وأتصور أن دورنا الأساسى هو تعزيز الحركة الوطنية وإثراء الحركة التشكيلية المصرية بهذه المتاحف.

* في 2014 وقعت الوزارة بروتوكول تعاون مع وزارة الاتصالات.. وكان يتضمن البروتوكول عمل موقع إلكترونى يتيح للجمهور العربى والأجنبى الاطلاع على المعارض التشكيلية ومقتنيات المتاحف..إلى أين وصل الأمر؟
بالفعل تم توقيع البروتوكول، واجتمعت مع وزير الاتصالات وبدأنا في عدة خطوات منها حساب التكلفة وإعداد كرأسة الشروط والمواصفات والترسية تحتاج وقتًا كافيًا، خاصة أن العوامل السياسية الحالية تبطئ من الحركة في بعض المشروعات، فمصر في وضع استثنائى في تاريخها وفى العالم كله.

* كان هناك بروتوكول مع السفير الإيطالى بخصوص تدريب مديري المتاحف.. فهل أزمة المتاحف في مدرائها ؟
ليس معنى أن أطلب تدريب مديري المتحف أن هناك أزمة، فالأساس في التطوير هو التدريب لأنه يكسب المهارات والخبرات الجديدة، كى يواكب التطورات العالمية.
ونحن كدولة مصرية في فترات سابقة لم نكن مهتمين بالتدريب، وبالتالى فرصة التعاون مع إيطاليا في مجال التدريب على فنون إدارة المتاحف يكون شيئًا رائعًا، وطرحت الأمر مع وزير الثقافة الإيطالى وسفيرهم في مصر، ونعد الآن تصورًا لشكل التدريب سواء داخل مصر أو خارجها.
Advertisements
الجريدة الرسمية