مذيع فشرة الجزيرة

في علم التفاوض، هناك ما يسمى بـDog ball، وهو ما يمكن أن نقوم بتمصيره أو تعريبه على أنه "عضمة كلب"، أي أن تترك لخصمك تفاصيل ينهك قواه فيها، وهو ما اتبعه عن جهل مذيع النشرة جمال ريان، عندما أعقب ما ذكره بذكر آخر لا محل له من الإعراب أو التقدير أو المنطق، عندما قال إنه يحذر نجيب ساويرس من الاقتراب من فلسطين، وذلك على اعتبار أن نجيب قوات مسلحة غاصبة أو باعتباره واحدا من قادة حرب النجوم!!

وريان الذي خبى نجمه وانطفأ مع سقوط جزيرته في مستنقع الخيانة الوطنية العربية بما قد أعلن، فإنه قد وضع نفسه في موقع مناضلي الحناجر، دون أن ينظر ولو لمرة واحدة في المرآة؛ لكي يحدد موقعه جيدا من قناة قطرائيلية قدمت للعدو الذي اغتصب أرض فلسطين التي ينتمي إليها ريان شكليا، ومن باب أكل العيش، ودون أن يتوب عن مشاركته وتورطه العمدي بالعمل في قناة أقل ما وصفت به أنها منصة الهدم في ليبيا، ومدفع إسقاط بغداد، وصاروخ الفوضى العربية، وصوت تل أبيب في غرف نومنا.

وريان الذي يناضل من "الدوحأبيب" يتجاهل أن نجيب ساويرس واحد من المواطنين المصرىين الذين يدفعون ضرائب نأكل منها ونشرب ونشتري سلاحا استخدمناه في حروب متوالية، دفعنا فيها من دمائنا وثرواتنا الكثير؛ دفاعا عن وطن لا يزال أحد أبنائه يقيم في أفخم الفنادق ويرتدي فاخر الثياب ويخرج علينا بليل ليسب جيشا روى الرمال بالدماء؛ دفاعا عنه، وعما هو أغلى من ريان وكل ريان تاجر بوطنه الكبير بعد أن باع وطنه الأصغر.

وعلى فجأة يستخدم ريان البند السابع في هجمة مضحكة، عندما يهدد بفضح قنوات ساويرس بمهنيته، أي أن مهنية جمال ريان سلاحه في مواجهة وسائل إعلام مصرية، متجاهلا أن القناة التي يعمل بها ووفق مهنية من يعملون بها، قد تغير اسمها إلى الجزيرة كوميدي، وتحول سيادته من مذيع نشرة الأخبار إلى مذيع "الفشرة"!!

أما القول إن عروضا مغرية قدمها له ساويرس، فإن حدود معلوماتي تؤكد أنه ليس هناك من بين شركات نجيب واحدة متخصصة في إعادة تدوير القمامة!!