رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رئيس هيئة تنشيط السياحة: المتاحف التاريخية لا يقدرها سوى 15% من السياح حول العالم

فيتو

تعج مصر بالعديد من المتاحف التاريخية والأثرية والعلمية وكذلك المواقع التي تحكى تاريخ أبهر العالم كله بما توصل إليه قدماء المصريين من تقدم علمى وثقافى وفنى، تم تدوينه وترجمته في الإرث الحضارى الذي تركوه لأبنائهم من الشعب المصرى والذي يفخر به كل ابن من أبناء هذا الوطن.

كنوز مصر من المتاحف والمواقع الأثرية لم تجد من يسوقها عالميا لتلقى قبول عدد كبير من السياح الأجانب، بل إن أبناء الوطن أنفسهم لا يقدرون ويزورون الإرث الحضارى العظيم الذي لا يوجد مثيل له في أي دولة في العالم ويعزفون عن زيارته في مقابل الاتجاه إلى الشواطئ مثلهم مثل 80% من السياحة العالمية، تسعى وزارة السياحة متمثلة في هيئة تنشيط السياحة بكل جهدها إلى تنشيط السياحة الثقافية واستغلال المتاحف التاريخية والأثرية، ولمعرفة ذلك كان لنا هذا الحوار مع سامى محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة:

بداية.. هل تلعب المتاحف التاريخية والأثرية والعلمية دورا مهما في تنشيط السياحة؟
بالفعل.. المتاحف التاريخية والأثرية تلعب دورا كبيرا جدا في تنشيط السياحة الثقافية، وتتميز مصر بوجود عدد كبير من المتاحف التي تضم مقتنيات أثرية تعبر عن حضارة شعب بأكمله وتحكى تاريخه بالتفصيل تعتبر من أعظم حضارات الدول قديما ويتمنى عدد كبير من سكان الدول الأجنبية مشاهدة وملامسة هذا التاريخ العريق.

وكيف يتم استغلال هذا العدد في الترويج للسياحة المصرية ورفع معدلات السياحة الوافدة لمصر؟
أولا: شركات السياحة تنظم رحلات سياحية ثقافية إلى المناطق والمواقع والمتاحف الأثرية والتاريخية مثل المتحف المصرى بالتحرير ومتحف الفن الإسلامى والمتحف القبطى بمصر القديمة والمتحف اليونانى الرومانى ومتحف ومعبد الأقصر ومتحف النوبة ومتحف المجوهرات الملكية، نحو 13 متحفا أثريا يهتم السائح الأجنبى بزيارتها عند قدومه إلى مصر.

ثانيا: يتم استغلال زيارة السياح لهذه المتاحف في الترويج السياحى المباشر للمقاصد الأثرية والسياحية في مصر فالخدمة المقدمة للسائح في هذه الأماكن هي في حد ذاتها دعاية.

هذا بالنسبة للمتاحف الأثرية.. ما الموقف من المتاحف التاريخية التي لا تتبع وزارة الآثار والمتاحف العلمية؟
هناك شغف كبير لدى السائح الأجنبى بمتحف الفن الحديث وبعض المتاحف التي تحكى الفن الحديث في مصر مثل فن النحت والفنون التشكيلية وغير ذلك من الفنون الحديثة وتقيم ندوات وأمسيات ثقافية بها، أما المتاحف العلمية فنسبة الإقبال عليها محدودة لأن جمهورها ومحبيها من البعثات العلمية للجامعات الأجنبية فقط، ومتاحف مصر العلمية لم تأخذ حقها في الترويج لها خارجيا حتى الآن مثلها مثل المتاحف الأثرية القاصرة على تذكرة الدخول للمكان الأثرى فقط دون تنظيم حفلات أو أمسيات فنية أو ثقافية تتم دعوة نجوم العالم لها وإحياؤها لتكون خلفية دعائية لهذه المناطق والمقاصد الأثرية والسياحية.

وفيما يتعلق بطرق الاستغلال أرى أنه أصبح واجبا على وزارة الآثار التعاقد مع شركات متخصصة في إقامة الحفلات الفنية والثقافية لتنظيم عدد كبير منها في المقاصد والمواقع والمتاحف الأثرية المختلفة والتي تتميز بها مصر، فعلى سبيل المثال منطقة الأهرامات وأبو الهول لا توجد سوى في مصر ويفترض على وزارة الآثار تنظيم ما لا يقل عن 360 حفلة فنية وثقافية وندوات سنويا في هذه المنطقة وتتم دعوة كبار الفنانين على مستوى العالم لحضورها وإحيائها ليكون لها مردود دعائى كبير تستفيد منه السياحة وذلك بالتنسيق مع الوزارتين وبشكل لا يسبب أي ضرر للأثر القائم وهناك شركات متخصصة في ذلك، كما أن هذه الحفلات والفعاليات تحقق عائدا ماديا كبيرا، وذلك مثل تنظيم أوبرا.

هل تم التنسيق أو مخاطبة وزارة الآثار لتحقيق ذلك؟
هناك تواصل دائم بين الوزارتين ولكن وزارة الآثار هي المنوط بها اتخاذ الإجراءات والتعاقد مع الشركات المتخصصة في تنظيم الاحتفالات والحفلات الفنية كونها المسئولة عن الآثار وتخضع المناطق الأثرية تحت ولايتها وتصرفها ووزارة السياحة تكون مسئولة بعد ذلك عن استغلال هذه الحفلات للترويج السياحى، بالمختصر "الآثار هي البداية والسياحة النهاية".

وكيف يتم وضع المتاحف التاريخية والأثرية على خريطة السياحة العالمية وها هو عدد المتاحف الموجودة على الخريطة وأشهرها؟
مصر لديها عدد كبير من المتاحف الأثرية على الخريطة السياحية العالمية مثل "المتحف المصرى، متحف الفن الإسلامى، المتحف القبطى، المتحف اليونانى الرومانى، متحف الأقصر، ومتحف النوبة، وذلك إلى جانب المواقع الأثرية المهمة المدرجة على قائمة اليونسكو مثل الأهرامات ومنطقة آثار سقارة، والقاهرة التاريخية "شارع المعز"، وفى المستقبل سيكون هناك المتحف المصرى الكبير، ويتم وضع أي متحف أو موقع أثرى على خريطة السياحة العالمية وذلك بالدعاية له جيدا وإقناع منظمى الرحلات الأجانب بتسويق هذا المتحف أو الموقع الأثرى ضمن برامجهم ووضعه على الخريطة السياحية العالمية في عروضهم السياحية العالمية التي يختار من بينها السائح بعد توجيهه للأماكن الأفضل والأكثر استقرارا وجمالا في العالم وتتماشى مع اتجاهات ورغبات السائح الأجنبى.

ماذا عن السياحة الثقافية وحجم الإقبال السياحى عليها؟
السياحة الثقافية المتمثلة في زيارة المناطق الأثرية لا تمثل سوى 15 % من حجم السياحة العالمية و80% منها يتجه للسياحة الترفيهية "الشاطئية"، فلا يوجد إقبال كبير على السياحة الثقافية في العالم كله وليس مصر وحدها.

هل هناك خطط لزيادة الإقبال على السياحة الثقافية من جانب هيئة تنشيط السياحة؟
الهيئة ووزارة السياحة أطلقتا عدة مبادرات لتنشيط السياحة الثقافية، آخرها مبادرة "الأقصر وأسوان في قلوبنا" والتي انطلقت أولى رحلات الأفواج الجماعية إلى مدينة الحضارة والتاريخ بالأقصر 13 أغسطس الماضى، بمشاركة أكثر من 1400 شاب وبحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب، ووزير السياحة المهندس خالد رامى، ووزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى، ووزير الشباب المهندس خالد عبد العزيز، تضمن البرنامج رحلات وزيارات ميدانية لمجموعات من الشباب للأماكن السياحية، بهدف تنشيط حركة السياحة الداخلية في مصر، علاوة على مجموعة من ورش العمل للشباب لتنمية مهاراتهم.

وتجدر الإشارة أيضا إلى أن وزارة السياحة طرحت العام الماضى مبادرة "مصر في قلوبنا" ونظمت برامج سياحية بأسعار مخفضة لتنشيط السياحة الثقافية لمدينتي الأقصر وأسوان، وذلك بالتعاون المشترك مع شركة مصر للطيران وسمارت ومصر للسياحة والعديد من الفنادق والشركات السياحية العاملة في مجال السياحة الداخلية، وذلك لتنشيط السياحة الداخلية وخلق ثقافة الإجازات وزيادة الوعى السياحي لدى المواطن المصرى وشعوره بالانتماء.

هل الهيئة تسعى إلى فتح أسواق سياحية جديدة لتنشيط السياحة الثقافية؟
هيئة تنشيط السياحة تحاول جذب أفواج سياحية جديدة من الصين والهند، لاهتمام مواطني هاتين الدولتين بالسياحة الثقافية، وتمت استضافة الفنان الهندى الكبير أميتاب باتشان مؤخرا في مصر للترويج السياحى وإعطاء صورة ذهنية غير الصورة السيئة التي تصدرها بعض وسائل الإعلام الخارجية عن مصر.
Advertisements
الجريدة الرسمية